العراق … الحاكم محتال وتحيط به شلة من اللصوص / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 16/11/2020 م …
هناك بعض التقاليد السائدة في العديد من دول العالم ان يكون لدى المسؤول الاول في الدولة سواء كان رئيسا للبلاد او رئيسا للحكومة خبراء ومستشارين يتخصصون في قضايا الدولة المهمة يرجع لهم المسؤول الاول في الدولة ويستعين بخبراتهم.
هذا يحصل في الدول التي تحترم نفسها وشعوبها بصدق اما اذا اراد الحاكم ان يكون هو” الكل بالكل” يفهم بكل شيئ” طماطة” يرهم على كل شيئ فهذا ليس معقولا ولا منطقيا ويتحول الحاكم في هذه الحالة الى مجرد رجل سلطوي ومستبد ودكتاتور قد يجلب لبلاده وشعبه الكوارث جراء اعتداده بمعرفته وبنفسه .
وهناك تقليدا كان موجودا ومازال في بعض الدول يتمثل با ستقبال المسؤول الاول في الدولة شكاوى ومظلوميات المواطن سواء عبر الهاتف او من خلال رسائل مكتوبة يتكفل بايصالها له بعض مساعديه ومستشاريه ليطلع عليها.
وحتى نكون موضوعيين كان للنظام السابق في العراق من يمثل العشائر مثلا ويكلف بالاتصال بهم بصرف النظر عن طبيعة النظام واختياره لرؤساء العشائر ونهجهم المعروف الموالي للنظام في حينها لكن بالاسم كان هناك شخص مكلف من رئيس النظام بشؤون العشائر .
مهمة هذا الشخص كانت تنحصر بايصال طلبات بعض رؤساء العشائر الى راس النظام وانا هنا اتحدث عن الوسيط الذي ينقل طلبات الاخرين سواء كانت تلك الطلبات محقة ام لا ولن اتحدث عن ايجابية او سلبية النظام في التعامل مع تلك الطلبات وهل هي محقة ام لا لكن كان بالامكان ايصال هؤلاء الاشخاص اصواتهم عبر هذه الوسيط..
كما كان لرئيس النظام السابق في فترة من فترات حكمه رقم هاتف بالامكان الاتصال من خلاله الا ان الامر تغير و لن يستمر على هذا المنوال فكان هذا التقليد في مرحلة محددة وانتهى الامر الى صعوبة ايصال الطلب الى راس النظام بعد ان تحول الى نظام دكتاتوري..
في العراق منذ الغزو والاحتلال كنا نلمس الكثير من الذين يحيطون بالحاكم وتحت مسميات مختلفة”” مستشارون” خبراء ” متخصصون” اعلاميون” الى اخره لكن ب” المشمش “.
يتضح ان هؤلاء مجرد مجموعة منتفعين يستغلون مواقعهم التي يفترض ان يخدمون من خلالها المواطن بل الذي يحصل هو عكس ذلك يساومون صاحب المظلومية الذي يريد ايصالها للمسؤول عبر رسالة مكتوبة او وثيقة ” مقابل دفع الاموال” ولدينا معلومات موثقة تؤكد ذلك ورئيس الحكومة الحالي الذي يتحدث كثيرا لوسائل الاعلام على انه يختلف عن الاخرين في نهجه الا انه من خلال التجارب هناك من يحيط به لايختلف اطلاقا عن ما سبقوه وان المحيطين به لايختلفون عن اولئك المرتشين الذي يساومون من يسعى لايصال مظلوميته له وهم يحملون عناوين ” مستشار اعلامي” او سكرتير او ربما حتى خبير .
لانظن ان الحاكم لايشعر بما يجري حوله من فساد وعفن .
وتذكرني ظاهرة الفساد هذه برواية منقولة تتحدث عن احد المشاهد كما يقولون في افلام الفنان يوسف العاني عندما ” اشترى سمكة واخذ يشمها من الذيل واذا بصاحب محل بيع السمك يرد عليه بالقول هل تريد ان تعرف ان السمكة ” جايفة”” عفنة” اذا حاول ان تشمها من الراس .
ويقال ان العاني رد عليه قائلا” انا اعرف ان ” الراس جايف ” لكني وددت ان اعرف هل ان ” الجيفة او العفن” وصل لذيل السمكة ؟؟
العفن والجيفة في العراق مابعد عام الغزو والاحتلال تجاوزت حتى ذيل السمكة وانتشرت في الحارات والمناطق انطلاقا من ” المنطقة الخضراء” وبات معروفا ويستطيع ان يشعر بها حتى المصاب باعتى ” فايروسات الانفلونزا” .
فهل وصلت الرسالة ياحكام العراق ؟؟؟
التعليقات مغلقة.