وَسَقَطَ «النّمبر وَنْ» / كامل النصيرات
نعم سقط؛ هذا الذي لم يكن إلا نمبراً وهميّاً في حياتنا. لم يبقَ على عصاميته واتزانه ولكنه راح في نزواته إلى آخر المدى لأنه عاش الحرمان والشعور بالنقصان فأراد تعويض ذلك بالتخصص بـ»البلطجة» والصدر العاري و الصوت العالي و التصريحات المستفزّة ضدّ القامات العالية؛ حتى انقسم الناس عليه بحدّة؛ والانقسام بهذه الطريقة ليست حميدة لأنها تعني أنك تمشي وكل غرورك معك وتنام وأنت مليء بضجيج الشهرة والشهوة والمال..!
وقع في فخّ أمراضه النفسيّة التي لم يعترف بها وصوّرت له نفسه التي وصلت إلى ملايين البشر أنّ هناك من سيحميه حين يتنطّع ويحضن ويبوس ويرقص ويتصوّر مع أعداء فلسطين وأعداء فلسطين هم أعداء كل العرب الذي لم يحسب له حساباً هذا «الرمضان» رغم أنه يسعى للشعبيّة أكثر وأكثر..!
فلسطين هي العنوان دائماً..هي الخطّ الأحمر المتبقي للحكم على الأشياء لدى الشعوب العربية..فالاقتراب منها بطولة والهجوم عليها خيانة؛ والوقوف في الأعراف عتبٌ قاس ولكنه لا يُشكِّل قطيعة..؟ فما الذي جعل هذا الرمضان الغِرّ يختار درب طعن فلسطين ليسقط هذا السقوط غير المشفوع له بعذر؛ إلاّ أنه صدّق كذبة « النّمبر وَنْ» التي اخترعها واعتقد بأنها حصانة ستحميه وليفعل بعدها ما يشاء..!
فلسطين ستبقى البوصلة؛ من يفقدها سيفقد لذّة الطريق ولو امتلك المال بعد دَيْن ؛ ولو امتلك رفاهية الطعام بعد جوع؛ ولو امتلك القصور بعد حاويات ينام فيها؛ ولو امتلك كلّ كاميرات الأرض بعد أن كان في رحم الحرمان ولا يعلم عنه أحد هناك.
لله درّك فلسطين؛ حتى وأنت صامتة تكشفين المخبوء دائماً..!
التعليقات مغلقة.