البروفيسور الفلسطيني سامي حسبن ابن قرية دير حنا ومن اشهر جراحي المخ والاعصاب على مستوى العالم

 

الأردن العربي ( الخميس ) 19/11/2015 م …

فرحت دير حنا باحتضانها من جديد ابنها البروفيسور سامي حسين الذي كان قد ترك البلاد متجهًا نحو المانيا لينهل من ينابيع علمها ، حيث التحق بكلية الطب حينها،ليتخرج منها جديرًا بلقب طبيب عام (1981).

توجهنا للبروفيسور حسين آملين ان نلتقيه لنتعرف على صاحب السمعة الحسنة في البلاد ، فكان لقاء مفعم بالفطنة والروية.

استقبلنا في بيته المتواضع في قريته دير حنا والمشهورة بشيم وشهامة ناسها ، لقينا آذانًا صاغية حريصة أن لا تفوت كلمة ، أبدى تماما كما يتعامل مع مرضاه الذين يمنحهم الوقت الكافي للسؤال والاستفسار.

سامي حسين الذي توجه الى مدينة هانوفر في المانيا بعد انهائه دراسته الثانوية ، ودرس بكلية الطب ، انهى دراسته الجامعية بسن الـ25 واجرى اول عملية جراحية له بسن الــ27 ، ووصل الى درجة بروفيسور في الجراحة العصبية بسن الــ 34 عاما ، وقد عاد الى البلاد مؤخرا وهو مفعم بالنشاط والحيوية حين يقصد عمله بمستشفى المقاصد في القدس ، حيث ينوي ان يستقر في البلاد ويطمح ان يدرب اطباء جراحين ليكملوا مسيرته.

يتذكر نقطة التحول بحياته ، تلك التي كانت عند عودته الى البلاد طبيبا متمرسا ومتدربا ، ليعمل ويخدم ابناء شعبه لكن المستشفيات الاسرائيلية رفضته في حينه لانه لم يجر امتحان الطب في الدولة فيقول: “بعد كل ما حققته من انجازات وما قدمته من ابحاث ، ناهيك عن العمليات الجراحية المعقدة التي قمت بها ، طلبوا مني اجراء امتحان قبول مع انني كنت قد وصلت الى مستوى نادر ما وصله اطباء اسرائيليون ، ولذلك رفضت اجراء الامتحان وقررت العودة الى المانيا “.

ملاحمه توحي بالقناعة والارتياح عما قدمه في مسيرة عمله العريضة ، فقد ترأس قسم الجراحة العصبية في مستشفى هانوفر في المانيا ، واجرى خلال مسيرته الاف العمليات الجراحية ، عدد كبير منها اعتبرها الطب ميئوس منها ، الا انه تحدى العلم وتخطى الحدود ليثبت انه من افضل الجراحين العالميين في جراحة الدماغ والاعصاب ، ان لم يكن افضلهم.

وكان مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما قد اجرى حديثا مطولا مع البرفيسور سامي حسين، تطرق خلاله الى عدة جوانب في حياته:

بانيت:

من هو سامي حسين؟

البروفيسور حسين:

 أعرف نفسي كطبيب تعلم في الخارج ، وأنهى رسالته التعليمية وبعد مشوار مهني طويل عاد إلى الوطن.

بانيت:

علمنا بأنك لم تكن من نخبة الطلاب المتفوقين في المدرسة الثانوية ، فهل لك أن تحدثنا عن تلك المرحلة؟

البروفيسور حسين:

في تلك المرحلة كان جسم الإنسان يعني لي الكثير ، وما زال كذلك والمشاكل البيولوجية والنفسانية كانت تلفت نظري دومًا. في المرحلة الثانوية كان اختصاصي في الفرع الأدبي فلم تكن تهمنا الأمور العلمية ، لأن اختصاصنا يتطلب منا الأمر العلمي بشكل هامشي مقارنة مع الأدب والتاريخ الذي هو صلب اختصاصنا. ولكن الطب عِلْم أدبي وعلمي في الوقت ذاته ، فالمشاكل الاجتماعية والنفسانية تتغلب بشكل كبير على المشاكل البيولوجية والطبية ، وخاصة في جراحة الأعصاب التي هي لب اختصاصي.

بانيت:

لِمَ اخترت جراحة الأعصاب بالذات؟.

البروفيسور حسين:

 اخترت هذا الموضوع بالذات كوْنه يحتوي على الجراحة ، والجراحة شئ يدوي وهذا ما أرغب به ، وفي الوقت ذاته تتعلم جراحة الأعصاب بالناحية النفسانية والاجتماعية.

بانيت:

خلال مسيرتك المهنية كجراح مختص أجريت المئات من العمليات الجراحية المعقدة ، فما هي أصعب تلك العمليات وكيف تعاملت مع الحالة؟

البروفيسور حسين:

أصعب العمليات هي تلك العمليات التي يقر العلم بأنه لا يمكن إجراؤها ، فللعلم حدود ولا يمكن تجاوز هذه الحدود والقيود ، الا إذا تزودت بمعرفة زائدة عن تركيب المخ ومشاكله.

ومن الحالات الصعبة التي واجهتها في حياتي المهنية كانت لطفل لم يتجاوز السنتيْن من بلادنا ، كان لديه ورم صعب في الناحية اليسرى في النخاع المستطيل وبعد خضوعه لعملية معقدة التي تشكل الصعوبة بحد ذاتها بات اليوم يمشي وحركته عادية ، وقد اطلعت اليوم على الإشعاعات الحديثة التي قام بها.

ومن العمليات الصعبة التي قمت بها كانت لمريض يعاني من ورم ضخم جدا في الأوعية الدموية ، وبعد أن تم استئصال الورم عاد إلى حياته الطبيعية.

بانيت:

هل تستطيع في مجال عملك أن تخفي على مريضك مدى خطورة مرضه أو حتى نوعية مرضه من أجل نجاح العملية؟

البروفيسور حسين:

لا بل أقول للمريض الواقع ، اشرح له عن مرضه بالتفصيل وأحفزه أن لا يفقد الأمل. فالطبيب يستطيع أن يأخذ من المريض كل شئ وبالمقابل يستطيع أن يعطيه الكثير.

المريض يحتاج للأمل لكي يعيش اليوم الذي يحياه حتى وإن كان يومه الأخير.

بانيت:

كيف تقيم نفسك عالميًا؟

البروفيسور حسين:

حقيقة يوجد بعض العمليات التي أستطيع أن أفعلها ونادرًا ما يستطيع أي طبيب آخر عالميًا أن يقوم بها.

بانيت:

هل تنوي حقًا العودة والاستقرار في البلاد؟

البروفيسور حسين:

 لدي رسالة أود أن أقدمها لأبناء بلدي ووطني ، لا أنكر أن الحالة الثقافية والموضوعية في المانيا أفضل من البلاد بكثير فتوقعات الناس هناك بها سلبيات وايجابيات متشاحنة ، إلا أن حال المستشفيات الفلسطينية والإسرائيلية التي لا يوجد بها جراحة عصبية بنفس المستوى الذي يجب أن يكون يثير حزني ، فلا يوجد أي مرجع اختصاص في الجراحة العصبية ، لذلك يجب أن يصبح اختصاص بمستوى عال في العشر سنوات القادمة لكي يصبح من 6-10 اخصائيين مهنيين وليكملوا الرسالة التي باشرت بها.

بانيت:

 تعرفنا على سامي حسين الطبيب ، فهل لك أن تعرفنا على سامي حسين الانسان؟

البروفيسور حسين:

حقيقة لدي حاجز بين حياتي العملية والخاصة ، فأنا أب لخمسة أولاد أحرص دائمًا أن ألقنهم اللغة العربية . ومن هوايتي قراءة الأدب والتاريخ والسباحة ، أميل نحو السياسة فقد كنت رئيس الجالية الفلسطينية من سنة 2000-2009، أغار على توصيل الرسالة الفلسطينية إلى أوروبا ، ولدي مقالات وخطابات ولقاءات تلفزيونية قد قدمت خلالها رسالة الشعب الفلسطيني.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.