ما وراء إغتيال أبو القنبلة النووية الإيرانية / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 27/11/2020 م …




ما من شك أن كلّا من إيران وتركيا يشكلان هدفا رئيسيا للتحالف الصهيو-أمريكي عربي الرجعي،بسبب التحول الذي شهده  البلدان المسلمان من مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية،لكن إيران لها النصيب الأكبر من الغضب لأنها حسمت الموقف ،بطرد الشاه المقبور الذي كان عميلا مزدوجا للسي آي إي والموساد ،وكان بنكا مركزيا لإسرائيل وهراوة لأمريكا وعينا إسرائيلية على شمال العراق ،وبئر نفط لإسرائيل،وكان منافسا بذلك للسعودية،في حين أن تركيا لم تحسم أمرها لظروف خاصة في موضوع العلاقة مع إسرائيل.

من هذا المنطلق ولكون إيران دخلت النادي النووي ،وإنتشرت في المنطقة عسكريا وأسهمت في تغيير بعض المواقف في لبنان وفلسطين واليمن وسوريا،ندا للتحالف الصهيو-أمريكي،فإن وضعها أصبح محرجا للجميع الذين يدورون في فلك إسرائيل،وكم حاولوا توريط إسرائيل في حرب مدفوعة مقدما ،لكن الجبن الإسرائيلي لم يقع في الفخ الخليجي،فقامت بالضغط على أمريكا التي لم تجرؤ على التنفيذ هي الأخرى،لمعرفتها المسبقة بعقلية الفرس التي تختلف عن عقلية العرب ،كما قال بوش المجنون للسفاح شارون الذي جاء ليضغط عليه من أجل شن حرب على إيران بعد احتلال العراق.

يعلمون جديا أن العدوان الخارجي على إيران  سوف لن يجدي نفعا ،بل على العكس من ذلك ،لأن العدوان الخارجي يوحّد الإيرانيين ،ولذلك يعملون على انهاكها بضربات خارجية وعمليات داخلية متفرقة تستهدف الرموز النووية،وقد مولت السعودية تنظيم خراسان ليعنى بخلخلة الساحة الداخلية لها تمهيدا لغزوها عندما تحين الظروف.

اليومم أقدم التحالف الصهيو-خليجي-أمريكي على جريمة نكراء تمثلت بإغتيال أبو القنبلة النووية الإيرانية العالم النووي محسن فخري المطلوب للموساد،دون أن تعلن أي جهة داخلية او خارجية مسؤوليتها عن هذه العملية الإرهابية ،ولكن المطلعين على طريقة تفكير الصهاينة المدعومين من قبل أمريكا وصعاليك الخليج ،يرون أن إسرائيل هي المخطط والمنفذ ،من خلال عملائها أمثال الطبقة الأرستقراطية الشاهنشاهية الإيرانية المتضررة من الحكم الحالي،وبعض أبناء العرب الإيرانيين في الأحواز الذين تم تجنيدهم من قبل المخابرات السعودية والإماراتية والبحرينية ،وبعض العاملين في السفارات الغربية ،وعناصر الموساد الذين يدخلون إيران بجوازات سفر غربية او ربما عربية ،بهدف التخريب والإرهاب، ، وقبل كلّ هؤلاء وأولئك ، يجب ألاّ ننسى تنظيم ” مجاهدي خلق ” الإرهابيّ المأجور الذي يتحيّن الفرص لإلحاق الأذى بالثورة الإيرانية وقياداتها ورموزها.

الملاحظ أن الصهاينة وفي مثل هذه الحالات إما أن يعلنوا مسؤوليتهم مباشرة عن الجريمة ،او يلوذون بالصمت مع إيصال رسائل ضمنية تؤكد ضلوعهم في الجريمة ،وهذا ما فعلوه اليوم في جريمة إغتيال العالم فخري ،إذ انهم إلتزموا الصمت ،لكن “كيس النجاسة”حسب التعبير”الحريديمي النتن ياهو ألقى بيانا للمستدمرين الصهاينة يستعرض فيه انجازاته لهذا الأسبوع ،لكنه أخبرهم انه سوف لن ياتي على جميع منجزاته ،وهذه رسالة مهمة…والغريب في الأمر ان المقاول المرتجف المودع ترمب قد إلتزم الصمت هو الآخر تجاه هذه الجريمة.

المطلوب إيرانيا هو التحرك في كافة الإتجاهات لردع الإرهابيين  المذكورين آنفا،وإلحاق الأذى بهم ،ومعروف ان امكانيات إيران كبيرة بهذا الشأن ،ولا مانع من محاولات لقص الذنب،حتى يتوجع الرأس،ويتوجب على إيران الحيطة والحذر والمراقبة المشددة ،وإبقاء العلماء النووين تحت الأرض لإنجاز المهمة ،وأن يكون هناك علماء ظل ،ولنقل عشرة لكل عالم عامل ظاهر.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.