فلسطين لا تُقسّم والتحرير آتٍ / موسى عباس




موسى عبّاس  ( لبنان ) – الأحد 29/11/2020 م …

في 29 تشرين الثاني من العام 1947، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 الذى عرف لاحقًا باسم قرار  تقسيم فلسطين، قرار فرضته حينها الدول المساندة للصهاينة الذين جمّعتهم الحركة الصهيونية  من أصقاع الأرض وأتت بهم إلى أرض فلسطين التي لم يطؤوا تربتها يوماً لا هم ولا أجدادهم ، صدر برعاية  الدول الكبرى وعلى رأسها بريطانيا التي كانت تستعمر فلسطين وتسهّل عمليات انتقالهم.
  وقد نصّ القرار المُجحِف على أن تُنشأ فى فلسطين “دولة يهودية” و”دولة عربية فلسطينية”، مع إخضاع القدس لنظام دولى خاص، ومن بين الدولتين اللتين نصّ القرار على إنشائهما، لم تظهر إلى الوجود إلا الدولة اليهودية وهي  الكيان الصهيوني، بينما ظلت الدولة الفلسطينية حبرًا على ورق ولا زالت كذلك بالرغم من الإتفاقيات المُذلّة التي عُقدت بين مسؤولين فلسطينيين وحكّام الكيان الغاصب، والتي وبعد مرور عقود من الزمن  لم تُفلِح سوى بإقامة شبه سُلطة فلسطينية تديرها مجموعة من حملة الألقاب الخاوية تحت إشراف تنسيق أمني غير متكافئ يدفع ثمنه باهظاً أحرار الشعب الفلسطيني يومياً قتلاً وتشريداً وأعتقالا وهدماً للمنازل وتخريباً للممتلكات وكلّ ذلك بمباركة من يسمّون أنفسهم زوراً “سلطةً فلسطينية”.
شكّل اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى فرصة لتذكير العالم أجمع بالمآسي والظلم الذى يتعرض له شعب فلسطين من قتل وتهجير وسلب للحقوق، وحقه فى تقرير المصير، والاستقلال والسيادة، وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التى هجروا منها، ولكن مع مرور السنين بقي الكلام مجرّد كلام وأصبح ممجوجاً لا قيمة عملية له ،تتكرّر نفس البيانات وذات تعابير الأسف والإدانة والمطالبة .
وما زالت القضية الفلسطينية دون أي حلّ الأمر الذى يعكس حقيقة واحدة هى أن الكيان الصهيوني لم يكن يوماً في وارد الموافقة على أيّة حلول  بالرغم من أنّ جميع المبادرات والاقتراحات بما فيها تلك التي تبنّاها الأعراب المتصهينين كانت لمصلحة الصهاينة، ممّا يؤكّد أنّ ذلك الكيان الغاصب لا يريد أي شكل من أشكال  السلام الحقيقي، وأن كل ما يريده  ويقوم به على أرض الواقع  هو تهويد المزيد من الأراضى الفلسطينية، وزرعها بالمستوطنات، وفرض أمر واقع يقطع الطريق على حل الدولتين، ويجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة الصهاينة.
وما زال الاحتلال يمارس جرائمه وانتهاكاته بحق أبناء الشعب الفلسطينى ضارباً بعرض الحائط ومحتقراً  جميع القرارات والإتفاقيات، لأنّه يُدرِك أنّ القوّة وحدها هي التي تفرض الوقائع وتُثبّتها، وساعده على تكريس  هذا الواقع هرولة حكّام العرب للتطبيع بدءًا من اتفاقية كامب ديفيد مروراً بأوسلو  ووادي عربة في القرن الماضي وصولاً إلى اتفاقيات الخيانة مع بعض محميات الخليج العربي والسودان وما سيليه برعاية الراعي الأكبر وليّ عهد آل سعود.
في العام 1947 تمّ رفض التقسيم ، في
15 أيار من العام 1948 أعلن الصهاينة دولتهم وكان ردّ حكّام العرب التهديد والوعيد ،وفي حزيران 1967  احتلّوا  ما تبقى من فلسطين وعقدت مؤتمرات وقمم  للمطالبة بإعادة أراضي العام 1967 .
وأعلنت اللاءات الشهيرة في قمّة الخرطوم:
(لا صلح لا تفاوض لا اعتراف).
لكن ها هي الخرطوم تستضيف الصهاينة وتوقّع اتفاقيات التطبيع معهم .
إلى الذين لازالوا يحلمون بحلّ الدولتين ويراهنون على أسيادهم الأمريكيين لتحقيق ذلك تقول لكم الوقائع :
الإنتفاضة أعادتكم إلى “رام الله” والمقاومة المسلّحة أجبرت الصهاينة على التخلّي عن “غزّة”، والمقاومة المسلّحة حرّرت الأراضي اللبنانية من بيروت إلى الحدود مع فلسطين، لذا  أوقفوا خيانتكم لدماء  آلاف الشهداء ولعذابات  الأسرى وتحرّروا من شهوة السلطة والمناصب الكاذبة  وتخلّوا عن العمالة لعدوّكم وعودوا إلى صفوف الأحرار وكونوا ألى جانب المناضلين من الشعب الفلسطيني  وأعلنوها حرب تحرير شعبيّة مدنية وعسكريّة لأنّها الطريق الأوحد لإستعادة كامل فلسطين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.