الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي في أمريكا “بولارد”

 

الأردن العربي ( السبت ) 21/11/2015 م …

** إخراس إسرائيل لتمرير اتفاق إيران ..أم عودة للمفاوضات مع الفلسطينيين؟

وأخيرا.. بعد ثلاثة عقود مضت وافقت أمريكا على إطلاق صراح  جاسوس “القرن” الإسرائيلي جوناثان بولارد ، الذي يقضى حكما  بالسجن مدى الحياة في  الولايات المتحدة.

وقد تم تحديد موعد الإفراج عنه السبت المقبل، لكن ذلك ليس مناسبا بسبب تزامنه مع العطلة الأسبوعية لدى اليهود.

خاضت اسرائيل في حكوماتها السابقة والأنية اختبار قوة مع واشنطن بسبب  كسب هذه القضية، باعتبار بولارد رمزا لليمين الإسرائيلي، وتبنى جزء كبير من الإسرائيليين قضيته، سيما أن إسرائيل تحاول رد اعتبارها أمام شعبها بإطلاق صراح جاسوسها بعد فشل القيادة السابقة.

فمنذ اعتقال جوناثان بولارد، الخبير السابق في البحرية الاميركية، في الولايات المتحدة في 1985 لنقله لاسرائيل آلاف الوثائق السرية حول نشاطات الاستخبارات الاميركية في العالم العربي واسرائيل بأي ثمن تحاول الإفراج عنه، لكن هذه الجهود اصطدمت دائما برفض واشنطن، حتى إن رئيس وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) السابق جورج تينيت، هدد بتقديم استقالته في أحد الأيام.

 قبل طرح السؤال والإجابة عنه من قبل محللين لما جاءت الموافقة الأمريكية في هذا التوقيت رغم المد والجز والرفض القاطع ؟!،  وهل  جاءت لتحريك الملف الفلسطيني الذي يرتفع درجة حرارته يوما  بعد يوم أم جاءت  لدعم العروض التي قدمتها أمريكا لإسرائيل لسكوت الاخيرة عن الملف النووي الإيراني؟؛

وجب الإشارة: خلال أعوام، كان السجين بيدقا في بعض المساومات المقترحة المتعلقة بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين أو مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

ففي ربيع العام المنصرم كانت هناك مساعي باطلاق سراح  بولارد في غمرة في التحركات التي يبذلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري لانقاذ عملية السلام المتعثرة، فقد وصفت الصحف العالمية بولارد العامل الرئيسي لإنجاح خطة السلام.

 وكانت الصفقة التي جرى بحثها تتضمن العناصر التالية: اطلاق سراح جوناثان بولارد قبل عطلة عيد الفصح وتمديد المفاوضات مع الفلسطينيين لعام 2015، لكنها باءت بالفشل بعد شن إسرائيل  حرب عسكرية على قطاع غزة بعد شهرين من مساعي كيري التفاوضية.

مخاوف أمريكية

 لكن مع اقتراب الانتخابات الأمريكية لم تعد تلقي بالا للملف الفلسطيني الإسرائيلي وخير دليل تهميش  باراك أوباما في خطابه لفلسطين،  لذلك تحاول الإدارة الأمريكية الابتعاد عن الملفات الساخنة التي من الممكن أن تبعثر أوراقها قبيل الفترة الانتخابية من أجل بقاء الحزب الديمقراطي الذي انتج أوباما  مقبول لدى الشعب الأمريكي، كذلك يحاول أوباما إرضاء الحكومة الإسرائيلية بأي ثمن لأنه يعلم أن الإسرائيليين لهم نفوذ في المقاعد الأمريكية من الممكن أن يشكلوا على حزبه خطرا بالغا، فمن أجل ذلك  الإدارة الأمريكية صامتة أمام الانتهاكات الإسرائيلية  في الأراضي الفلسطيني، كذلك دفعت ثمنا باهضا في سبيل إسكات إسرائيل عن الاتفاقية الأمريكية الإيرانية بشأن النووي التي عقدت في مدينة لوزان مؤخرا. كما يراه المراقبون.

لإسكات إسرائيل عن الملف النووي

محللون ومتابعون مختصون بالشأن الإسرائيلي أجمعو على أن  الموافقة الأمريكية على إفراج الجاسوس الإسرائيلي، جاءت استكمالا للعروض الباهضة التي قدمتها أمريكا لإسرائيل في ضمان لجمها عن الملف الإيراني النووي.

في حين رأي البعض أن هذه  الموافقة  أتت لتحريك الملف الفلسطيني، خاصة بعد دخوله منذ مطلع أكتوبر الماضي في هبة جماهيرية سخنت المنطقة، لذلك تسعى الأدراة الأمريكية  إرضاء نتنياهو  في سبيل توقفه عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق مدن الضفة والقدس.

الدكتور عدنان أبو عامر المختص بشأن الإسرائيلي اختصر حديثه : “  هذا الافراج متفق عليه مسبقا، ولا  علاقة له بأي مساعي  لتحريك الملف الفلسطيني”.

كذلك الحال للخبير الإسرائيلي محمد مصلح حين  استبعد ان تكون تلك التنازلات الأمريكية من أجل فلسطيني فقط جاءت لضمان إسكات إسرائيل عن الملف النووي، قائلا: ” القضية الفلسطينية لم تعد في سلم أولويات أمريكا”.

أما عليان الهندي المختص الإسرائيلي الثالث  يدعم حديث من سبقوه  قائلا : “  لا يوجد أي حسن نية أمريكية بشأن الفلسطيني، فسكوتها عن الإعدام الميداني وباقي الانتهاكات خير دليل”.

ويرى أن التخوفات الأمريكية مع اقتراب عقد الانتخابات، تحاول أن تخلق أرضية مبسطة تبعدها عن اي مناكفة إسرائيلية، سيما أن هناك من أصحاب القرار الأمريكي يميلون إلى كفة إسرائيل.

ومن زاوية أخرى يعتقد  الهندي أن هذا الإفراج  لربما جاء بعد قضاء مهلة حكمه او تدهور حالته الصحية.

 وكان قد قال دان آربل، الخبير في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لفرانس برس: “مع مرور الوقت، اعتبر الرأي العام الإسرائيلي أن بولارد، لأسباب إنسانية، قد قضى مدة عقوبته، وعوقب بما فيه الكفاية بعد سنوات سجن بعضها في الحبس الانفرادي، في حين شهدت حالته الصحية تدهورا”.

أما  الدكتور عمر جعارة المختص أيضا بشأن الإسرائيلي وضع احتماليا لهذا الأمر.

الإحتمال الأول يرى أن قبول إمريكا لمطالب نتنياهو في الإفراج عن السجين، لكي يبقى نتنياهو مطيعا لها وخاصة في قرب موعد الانتخابات.

أما الإعتقاد الثاني يقول  : ” لربما جاءت هذه الموافقة للجم إسرائيل نوعا ما  عن  الأجساد الفلسطينية، والتخفيف من حدة العنجهية التي تفرضها عليهم  خاصة في الأونة الاخيرة”.

 وفي حديثه عن الملف الإيراني يعتقد جعارة أن الوضع الأمريكي مرتب ومخطط له  في الاتفاق النووي، مردفا : ” امريكا نجحت في اسكات إسرائيل عن هذا؛ ولكن لا يمنع أن تقدم لها تسهيلات أخرى تضمن أكثر أمن مستقبلها”.

شروط الإفراج

ووفقا لشروط الإفراج عنه، فإنه ينبغي أن يبقى بولارد على الأراضي الأمريكية مدة خمس سنوات، ما لم يسمح الرئيس باراك أوباما له بمغادرة البلاد.

وقد يكون بولارد وفر ضمانات بالحصول على وظيفة وسكن في منطقة نيويورك.

لكن وفقا لأقاربه، فإن الجاسوس السابق يود الإقامة في إسرائيل مع أستير زيتز، اليهودية الكندية التي تزوجها في السجن.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.