مطلوب من روسيا ان تتخذ مواقف عملية ازاء الصلف الامريكي / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 30/11/2020 م …




لاشك ان الولايات المتحدة  التي اخذت تتمادى في سلوكها ونهجها الاستفزازي العدواني ضد روسيا   سوف لن تتوقف عن هذا السلوك طالما ان ردود موسكو تنحصر في اطار التحذيرات دون ان تتخذ ردودا عملية تشمل التحرك باتجاه اتخاذ خطوات مماثلة حتى لو كان ذلك في مناطق اخرى تعدها الولايات المتحدة بمثابة مناطق نفوذ امريكية وهناك اكثر من ساحة برية او جوية  وحتى مائية يمكن ان  تبعث فيها موسكو رسائل ردا على الاستهتار الامريكي.

سورية مثلا تعتبر واحدة من الساحات التي بامكان روسيا ان ترد بها على الولايات المتحدة التي توجد قواتها في مناطق سورية بصورة غير شرعية تسرق وتنهب الثروات وتحاول ايجاد بؤر ومناطق تحاول استغلالها للتاثير على جغرافيا البلاد واستغلال ذلك لمصالح ذاتية  بهدف اضعاف دولة عضو في الامم المتحدة خلافا للمواثيق والاعراف الدولية .

 الرد الروسي  ممكن من خلال تزويد سورية باسلحة متطورة تحد من صلف ” تل ابيب وواشنطن” على حد سواء دون ان تتدخل موسكو عسكريا بشكل مباشر لان هناك حقا مشروعا لسورية بطرد الغزاة والمحتلين والرد على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة تكفله المواثيق الدولية لاسيما وان روسيا لها وزنها في مجلس الامن الدولي وبامكانها اثارة موضوع الاحتلال الامريكي لمناطق سورية خلافا لميثاق الامم المتحدة .

صحيح ان الامم المتحدة لم يعد يعول عليها احد بحكم استغلال منابرها من قبل الولايات المتحدة  بعد ان حولتها واشنطن الى منظمة  لا وزن لها بل اصبح ايضا بالامكان التنسيق مع ايران التي تتعرض لضغوط وتدخلات خارجية للولايات المتحدة   و التي  اصبحت لها  اليد الطولى في تلك التدخلات بالتنسيق مع الكيان الصهيوني وقد تاكد ذلك بارتكاب جريمة تصفية احد علماء ايران وسط العاصمة طهران وقد وصفته بعض مصادر الغربية بالعمل الارهابي .

هذه ليست المرة الاولى التي تنسق فيها واشنطن  مع ” تل ابيب” ” ارهابيا”  لارتكاب مثل هذه الجرائم فقد سبق ذلك  اغتيال ” المهندس وسليماني” في بغداد وباعتراف امريكي جرى التنسيق مع الكيان الصهيوني لارتكاب تلك الجريمة.

هناك اكثر من ساحة بامكان روسيا  ايضا ان تمارس فيها نشاطا للرد على استخفاف الولايات المتحدة دون ان تدخل في صدام مباشر معها منها توثيق العلاقات بشكل اوسع مع فنزويلا ودول امريكا اللاتينية الاخرى وحتى كوبا التي تعد خاصرة الولايات المتحدة بامكان روسيا احياء بعض الصلات معها  كما كان الحال في العهد السوفيتي ولن تصل الامور بالتاكيد الى مستوى قضية خليج الخنازير وازمة الصواريخ في عهد الرئيس السوفيتي الراحل نيكيتا خروشوف.

لانريد ان نعطي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين درسا لانه يفوقنا بقدراته ومعلوماته عن الغرب والدهاليز الامريكية ولديه من الخبرات المتراكمة  والقدرات ان يجعل واشنطن تصاب بالصداع وتلجا الى عواصم الغرب للاستعانة بها كما يحصل في كل مرة بالرغم من ان بعض من هذه العواصم سئم السياسة الامريكية الاستعلائية التي تتعامل بها مع بعض من دول الاتحاد الاوربي الحليفة لها في ” ناتو” العدواني.

سورية كما اسلفنا تعد الساحة المرشحة والاكثر تاثيرا لاتخاذ خطوات عملية لازعاج واشنطن اذا ارادت موسكو ذلك بحكم  الوجود العسكري الامريكي غير القانوني في البلاد وان موسكو على بينة من انه  يوجد في بلاد الشام رجال بامكانهم ان يلقنوا الامريكيين دروسا  كما  لقنوا من  قبل عتاة المستعمرين الفرنسيين سواء كان ذلك من خلال دعم المقاومة  الشعبية والعشائرية التي اخذت تتشكل لطرد المحتل الامريكي وبالتنسيق مع الدولة السورية التي لاتحتاج سوى الى السلاح المتطور لردع ” تل ابيب” اولا والتصدي للوجود الامريكي غير الشرعي في  بعض المناطق السورية لاسيما في ديرالزور وفي المناطق التي يوجد فيها ” نفط” ثروات الشعب السوري التي تنهب وتسرق بصورة مستمرة والعالم يتفرج من قبل دولة كبرى تحولت الى اشبه بمافيا دولية.

هذه الاماكن والساحات يمكن لروسيا ان تمارس فيها ردودا مختلفة على الاستفزازات الامريكية ولابد لدى القيادة الروسية خيارات اخرى لان روسيا اليوم ليست روسيا مابعد عام 1991 عام انهيار الاتحاد السوفيتي وان قيادة روسيا الحالية اكثر قدرة على التصدي لمحاولاات الهيمنة الامريكية في العالم نتيجة قدراتها العسكرية الهائلة وتحالفاتها مع دول اخرى تتعرض للاستفزات الامريكية هي الاخرى وتجاور روسيا ايضا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.