بعد اغتيال العالم فخري زادة: آن الاوان لخوض الحرب ضد اسرائيل / كمال خلف

كمال خلف ( فلسطين ) – الثلاثاء 1/12/2020 م …




ما تقوم به اسرائيل وما فعلته خلال العقد الماضي تجاوز القدرة على الاحتمال وضرب كل نظريات وسياسات ضبط النفس التي لم تعد مجدية وصالحة ازاء التطورات الخطيرة والسياسات الاسرائيلية الراهنة في المنطقة  وبات لازما على محور المقاومة تغيير طريقة التعاطي مع العربدة الاسرائيلية بشكل جذري وحاسم.

 وبجردة حساب مختصرة جدا لما حصل خلال تلك السنوات ، فان اسرائيل قامت بعشرات الغارات على الاراضي السورية  وقتلت العديد من الجنود السوريين ونفذت اغتيال لاحد اهم العلماء في مجال التطوير الدفاعي السوري الدكتور “عزيز اسبر” وقبل ذلك شنت حملة تصفيات ضد الطيارين السوريين تحت غبار الازمة الداخلية في سورية، ومن ثم دعمت مجموعات مسلحة لاسقاط النظام في سورية ، ونفذت سلسلة عمليات امنية واغتيالات لقادة في حزب الله في داخل لبنان وسورية “جهاد مغنية وسمير القنطار وومصطفى بدر الدين  ذو الفقار وغيرهم”، كذلك محاولة اغتيال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في دمشق اكرم العجوري وقتل ابنه.

 اعلنت القدس عاصمة موحدة لاسرائيل وضمت الجولان السوري  بدعم واعتراف من الادارة الامريكية، وسعت المستوطنات وضربت مسار التفاوض الهزيل مع السلطة الفلسطينية، واندفعت لتطبيق صفقة القرن بالتعاون مع اطراف عربية وبرعاية امريكية لانهاء الحق الفلسطيني بالكامل، اعلنت عن تحالف مع دول عربية ضد الفلسطينيين وايران. وقصفت الحشد في العراق وشاركت في اغتيال الجنرال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس واغتيال العلماء النووين الايرانيين داخل ايران.. ماذا بعد؟؟..

 اننا بوضوح امام استراتيجية المعركة بين الحروب التي تقوم بها اسرائيل بشكل فعال. اضف اليها سياسية التجويع والتركيع الامريكية لحساب اسرائيل، مقابل استراتيجية تطوير الصواريخ وزيادة تراسنتها من قبل حلف المقاومة.

 استراتيجية المعركة بين الحروب الاسرائيلية تحقق لتل ابيب اهدافها دون حرب شاملة، وهي تتجنب حربا لا تريد خوضها ما يحرم حلف المقاومة من تحقيق اهدافه ووقوفه مستعدا لحرب لن تشنها اسرائيل لانها ببساطة تحصل على ما تريده دون الحاجة للحرب المباشرة. تلك معادلة وقواعد اشتباك ان الاوان لها ان تتغير بالكامل. الفاتورة الاسرائيلية باتت كبيرة وكبيرة جدا.

الدول والمجتمعات عادة تتجنب الحروب  للحفاظ على استقرارها ورخائها وسلامة مجمتعها وشعبها وتجنيبهم الويلات والالم ودمار الحرب، والطبيعة الانسانية تنشد السلام والاستقرار والامان. لكنهم الان  يفرضون على شعوبنا كل ويلات الحروب والخراب والدمار دون حرب مباشرة. شعوبنا محاصرة ومعاقبة وامنها مستباح واقتصادها منهار ومصيرها مجهول بسبب اسرائيل.

الم يقولوا لسورية اتفاق مع اسرائيل يعيد كل شيء في البلاد المدمرة والمحاصرة والمجوعة الى وضعه الطبيعي؟ الا يجوع لبنان ويضرب اقتصاده وامن مجتمعه واستقراره بسبب وجود مقاومة  لاسرائيل؟ الم يقل السيد نصر الله انهم عرضوا على حزب الله كل لبنان ولكن عليه التخلي عن مواجهة اسرائيل؟ اننا نعيش نتائج الحرب المدمرة دون ان نخوضها. وندفع الثمن دون قتال.

الا يعاني الشعب الايراني من الحصار والضغط والتهديد بالعدوان والقصف منذ اكثر من ثلاثة عقود لانه ازاح الشاه حليف اسرائيل وطرد الاسرائيليين من ايران وانتصر للشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة.

اسرائيل تتصرف بهذه الحرية المطلقة في القتل وسرقة الارض والمقدسات والحقوق والعدوان والاغتيالات والاحتلال لانها محصنة دوليا وفوق القانون الدولي وفوق المحاسبة وحتى الانتقاد، وما يسمى مجتمع دولي هو سياسيات مصالح منافقة لا تكترث للحق او العدالة او المنطق الانساني، ولا يمكن جر هذه المنظومة الى التوقف واحترام الضحية الا من خلال امتلاك القوة والفعل. وان كانت الحرب تفعل ذلك فلتكن حربا. ولا يوجد لدينا ما نخسره كشعوب ودول وتيارات واحزاب ومجتمعات. وما يمكن ان ندفعه في حرب دفعناه سلفا وندفعه كل يوم.

بالمقابل لديهم الكثير مما يخسروه في المواجهة الشاملة وان كنا لا نتوقع حربا تقضي على اسرائيل، فانها بلاشك سوف تعيد التوازن الى البيئة السياسية والعسكرية، وتفرض قواعد جديدة وتغير معادلات قائمة على التمادي والغطرسة والتمدد واستسهال الخوض في زعزعة استقرار مجتمعاتنا ومد اليد الى لقمة عيشنا عبر بواية العقوبات والحصار وفرض الشروط وانكار الحقوق.

انها ليست دعوة للحرب ولا حماسة لها ولا حبا فيها، بل هي دعوة لاستعادة الكرامة المهدورة ووقف العدوان المتواصل والمستمر والمتمادي. ان عشنا نعش احرارا او نموت كالاشجار وقوفا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.