العالم محسن فخري زادة شهيد فلسطين وشهيد الشعوب المناضلة لانتزاع حريتها واستقلالها
مشاركة
الأردن العربي – الثلاثاء 1/12/2020 م …
كتب بسام ابو شريف …
الارهاب الصهيوني منذ أن كانت الصهيونية فكرة ، وتحولت الى حركة وأمن الاستعمار لها دولة موجهة ضد الانسانية ، وكل الشعوب ليحكم ويتحكم الصهاينة ، وعلى رأسهم اللورد روتشيلد بالعالم من خلال السيطرة على الثروة ، ثروة الشعوب .
الارهاب الصهيوني يتبع نهجا واضحا ، اذ قام على مدى السنين باغتيال العلماء ، والعقول والمبدعين عند الشعوب الاخرى لأنهم لايريدون لهذه الشعوب أن تتبحر في الأبحاث التي ستجعلهم أقوياء ، وهذا ما يرعب الصهاينة ، الصهاينة لايريدون لأحد أن يصبح قويا الا اذا تحكموا هم بقراره ، والأمثلة واضحة في المحيط المعادي لاسرائيل ، وعلى رأس المناهضين لاسرائيل الفلسطينيون بمراجعة بسيطة نجد أن اسرائيل وحلفاءها اغتالوا أكثر من نصف مليون فلسطيني منذ أن بدأوا باقامة مستعمراتهم على أرض فلسطين بدعم ، وتغطية وتمويل من الانجليز، الذين سيطر عليهم روتشيلد ، لكن الصهاينة ركزوا على اغتيال القادة الفلسطينيين اضافة للمجازر البشعة التي ارتكبوها لتهجير الفلسطينيين ، وهم يعتقلون الفلسطينيين ، ويطلقون الرصاص عليهم ، ويصادرون أراضيهم ، ويهدمون بيوتهم الآن لتهجيرهم أيضا ، فقد اعتقلت اسرائيل منذ قيام السلطة كل الشعب الفلسطيني ” عمليا ” ، واعتقال المواطنين كمنهج ” دون تهم ” ، واخراجهم بعد فترة من السجون يستهدف استعباد الفلسطينيين ، وتدمير ثقتهم بنفسهم وكرامتهم وحريتهم ، واصرارهم على الحرية والعودة .
وتوسعت دائرة الاغتيالات ، فقامت بخرق كافة القوانين والأعراف التي تمنع القوات المحتلة من استخدام أسلحة جيشها ضد المناطق المحتلة ، وضد السكان الذين يرزحون تحت الاحتلال لكن اسرائيل استخدمت الطيران ، والبحرية ، والدبابات في الأراضي المحتلة ، وضد الشعب وحصل هذا في قمته عندما حاصرت مقر الرئيس ابو عمار ” رحمه الله ” ، في رام الله وقصفته بالطائرات ، والمدفعية ، والدبابات ، وسكت العالم على ذلك لأن الصهاينة يتحكمون ويبتزون الاوروبيين والاميركيين ، وآخرين .
اتسع مخطط الاغتيالات ، وتمت عمليات اغتيال داخل الأراضي المحتلة وخارجها ، واغتالت عددا كبيرا من القيادات الاولى في الثورة الفلسطينية ، وكذلك الأمر ضد الحركة الوطنية والمقاومة اللبنانية ، ولائحة الشهداء في لبنان طويلة ، والخطر يبقى قائما لأن الاغتيال يبقى نهجا لدى الصهيونية فكرة ، وحركة ، ودولة ( فصلت في كتابي الذي صدر هذا الاسبوع في بيروت تحت عنوان السمك المالح – عن دار بيسان – بعض أسرار جرائم الاغتيالات ) .
كل من وقف الى جانب الشعب الفلسطيني ، ونادى بالعدالة والحق تعتبره الصهيونية عدوا وبناء عليه هدفا لها ، وكأنما هي القوة التي لا يرد قراراها ولا تنحني لأحد ، أو قانون أو عرف دولي ، لكن التجربة دلت أن اسرائيل تركع فورا اذا ما تمكنت المقاومة من صدها أو اعتقال يهودي نفذ عملا اجراميا كما جرى عندما اعتقل المواطنون في الشارع ” الجاردنز ” في عمان المنفذين الثلاثة ( كانوا يحملون جوازات سفر فرنسية وبلجيكية !! ) ، وأجبروا اسرائيل عبر الملك حسين أن يعطوا وصفة ترياق السم ، الذي حقنوا به خالد مشعل والافراج عن الشيخ احمد ياسين ” رحمه الله ” ، ولقد استخدموا الطائرات الحربية ( وهذا محرم ) ، لقصف الشيخ ياسين ، وهو خارج من الجامع بعد صلاة الفجر ، ولم يهتموا لعدد الأطفال والنساء ، الذين قتلوا بسبب القصف الجوي لاغتيال الشيخ احمد ياسين …… هذا هو عدونا .
ولذلك يركز هذا العدو الآن على محور المقاومة ، وقادته ، وأصحاب العلم ، والبحث العلمي والعلماء في محور المقاومة ، ايران قيادة المحور ، وقيادة الثورة ، وقيادة المقاومة في المنطقة ضد التحالف الصهيوني الاميركي مع عائلات تحكم الجزيرة والخليج ، انهم يشكلون حلفا موجها ضد محور المقاومة ، ومقاومة الامتين العربية والاسلامية للهيمنة الصهيونية على المنطقة ، ويسود الآن منهج الاغتيال ، والعمليات الارهابية كوسيلة لاضعاف ايران بعد أن عجزت ادارة ترامب بكل حصارها الاجرامي ، وعقوباتها المجرمة عن تركيع الثورة الايرانية ولا شك أن العدو يعلم أن القيادة الايرانية ، التي يوجهها آية الله علي خامنئي ( حفظه الله ورعاه وأطال عمره ) ، هي القيادة الحقيقية لمحور المقاومة من حيث الدعم ، والتسليح والتدريب ، والتمويل ، ويعلم الحلف الصهيوني أن علماء ايران تمكنوا من كسر احتكار الغرب للصناعات العسكرية خاصة الصاروخية ، والرادارية ، ولذلك خططت ، ورسمت برنامج اغتيالات مولته السعودية منذ زمن ، وصرفت عليه مليارات الدولارات حتى الآن لخلق فجوات في برامج البحث والتطوير ، وتدمير القدرة على تطوير المفاعلات النووية لدعم وتغذية الأغراض السلمية ، وعلى رأسها توليد الكهرباء ، ومعالجة الأمراض ، وتطوير الصواريخ الدفاعية .
ان اغتيال الفريق سليماني ، واغتيال العالم محسن فخري زادة ” رحمهما الله ” ، يندرج تحت هذا العنوان : أي القضاء على قدرات ايران على التطوير ، والبحث العلمي ، وتنمية قدراتها العسكرية ، وعلى سبيل المثال علق أحد كبار ضباط الصهاينة على عملية اغتيال العالم زادة بالقول : ” لقد أخرنا برنامج ايران النووي عشرين عاما ” …… هذا ما تريده الصهيونية وهذا بند من بنود جدولها لضرب ايران ، ومحور المقاومة .
والجماهير لن تقبل بالصمت والسكوت على هذه الجرائم سواء تلك التي استهدفت قادة فلسطينيين ، أو لبنانيين ، أو سوريين ، أو ايرانيين ، لابد من منهج للرد من ناحية ، وللاقدام على أخذ المبادرة .
كيف تعطل المقاومة قدرات اسرائيل النووية ؟
كيف تحبط المقاومة مشاريع اسرائيل للحصول على صواريخ دقيقة من بريطانيا وفرنسا واميركا ؟
كيف يعاقب كل ضابط مجرم ، أو على الأقل رؤوس الاجرام ؟
لابد من منهج ليس للرد على الجرائم ، بل منهج يرعب العدو ، وهو الهجوم الدفاعي ، ونحن نفهم أن علينا ألا نجر الى مكان وزمان يحدده العدو لمعاركنا ، لكن هذا يتم اذا اتبعنا استراتيجية الهجوم الدفاعي بحيث يضطر العدو للرد على ما نقوم به ، وليس العكس .
رحم الله الشهداء ، لكن الاستشهاد في سبيل الله ، وسبيل الحق ، هو طريق الجنة ، ولا يخامرنا شك بأن الشعوب المناضلة قادرة على انجاب العباقرة ، فهي ليست عاقرا .
اننا نقدم التعزية المخلصة لقائد الثورة آية الله علي خامنئي ، والقيادة الايرانية – انها تعزية من القلب يرسلها فقراء فلسطين الذين يناضلون ، ويقاومون العدو ، ويعرفون همجيته واجرامه ونعاهد كل المقاومين من جبال اليمن وساحله ، الى لبنان ، الى سوريا ، والعراق ، والجزائر بأن نستمر على الدرب حتى النصر .
التعليقات مغلقة.