البرنامج الأردني لسرطان الثدي .. قصة نجاح / د. عثمان الطاهات




د. عثمان الطاهات ( الأردن ) – الخميس 3/12/2020 م …

تبلغ نسبة سرطان الثدي من مجموع سرطانات النساء 40 بالمئة ، وهو الاكثر شيوعا في الأردن ، ويؤكد الخبراء والمختصون في هذا المجال أن نسبة عالية من النساء الاردنيات اللواتي يصبن بهذا المرض يكون السرطان في المرحلة الرابعة الاكثر خطورة اذ تتراجع فرص شفاء المصابة خصوصا في هذه المرحلة.

ويؤكد الاطباء ان اكتشاف سرطان الثدي مبكرا من خلال الفحوص الدورية وعلاجه منذ البداية يعد حجر الزاوية للشفاء من المرض بنسبة تتجاوز الـ 95 بالمئة.

لهذا جاءت مبادرة وطنية شاملة عام 2007 لتأسيس البرنامج الأردني لسرطان الثدي ليعمل بقيادة ودعم مؤسسة ومركز الحسين للسرطان ووزارة الصحة لضمان توفير خدمات ذات جودة عالية للكشف عن سرطان الثدي وتشخيصه في مراحل مبكرة وزيادة الوعي العام حول عوامل الخطورة التي قد تزيد من احتمالية حدوث المرض وأعراضه وفوائد الفحص والكشف المبكر عن سرطان الثدي.

حقق البرنامج عبر السنوات الماضية معظم الاهداف التي تبناها في تحسين خدمات الكشف المبكر والوصول إليها في جميع أنحاء المملكة ، لا سيما المناطق النائية وغير المخدومة التي لا تتاح لها سوى خدمات الرعاية الصحية ورفع مستوي الوعي لدى المجتمع حول سرطان الثدي، والوقاية منه بشكل عام وأهمية الكشف المبكر، وتغيير الأنماط السلوكية بما يخدم القيام بفحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي ووضع بروتوكولات وإرشادات وطنية موحدة تغطي الفحوصات الشاملة لسرطان الثدي وتطوير التعاون والشراكات بين مختلف الجهات الوطنية والإقليمية والدولية وأصحاب المصلحة للحفاظ على الاستدامة وتحسين تعليم وتدريب مقدمي الرعاية الصحية وتقييم ومتابعة نشاطات البرنامج المختلفة، وخلق بيئة داعمة لتوفير البيانات اللازمة لإتخاذ القرارات السليمة حول فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

يقوم البرنامج الأردني لسرطان الثدي بالتخطيط لتقديم الخدمات ومراقبة تأثيرها على الأهداف المحددة من خلال النهج التشاركي والتنسيق مع جميع الجهات المعنية في الأردن، بما في ذلك الخدمات الطبية الملكية ، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، والمؤسسات الأكاديمية مثل الجامعة الأردنية، ومستشفى جامعة الملك عبد الله المؤسس والقطاع الخاص وكذلك المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية (WHO) والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

كما قام البرنامج بالتشبيك مع مختلف وسائل الإعلام الجماهيرية والحديثة خصوصا مع الإعلام الرقمي لنشر الوعي عند افراد المجتمع الأردني بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي للوصول الى اليوم الذي تتمتع فيه كل امرأة اردنية بفرصة متساوية للحصول على خدمات الكشف المبكر وبجودة عالية.

تؤكد الارقام والاحصاءات الصادرة عن البرنامج الاردني لسرطان الثدي الذي تشرف عليه سمو الاميرة غيداء طلال رئيسة هيئة امناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان ان البرنامج نجح في تخفيض معدلات الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي وزيادة عدد الناجيات من المرض ، عن طريق الانتقال من تشخيص المرض في مراحله المتأخرة (الثالثة – الرابعة) إلى تشخيصه في مراحله المبكرة (صفر- الثانية) حيث تكون فرص الشفاء ومعدل النجاة أعلى وتكاليف العلاج أقل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.