تبييض صفحة الأعداء تطبيع خفيّ / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 4/12/2020 م …




صيف العام 2001 وجهت لي جمعية الصحفيين الصرب دعوة لحضور مؤتمرها العام السبعين،وأثناء إنتقالنا بالحافلة من الفندق إلى مكان إنعقاد المؤتمر،صافحتني إحداهن وقدمت لي نفسها على أنها صحفية من “إسرائيل”،فانتفضت وسحبت يدي من يدها بصعوبة وقلت لها أنه لا يوجد على الخريطة دولة إسمها إسرائيل بل فلسطين،لكنها أصرت على “إسرائيل “،وأنا بدوري أصريت على عدم وجود دولة على الخريطة إسمها إسرائيل بل فلسطين،وأن الصهاينة الموجودين فيها منذ وعد بلفور 2  نوفمبر 1917 عبارة عن مستدمرين غير مرغوب فيهم وعليهم الرحيل.

وصلنا قاعة المؤتمر فإنفجرت تلك الصحفية بالبكاء كعادة اليهود الذين يتقنون فن البكبكة واللطمية على واقعية وكراهية خلق الله لهم،ولم تترك مسؤولة صربية أو صحفيا غربيا أو شرقيا ومن ضمنهم صحفيين عربا ،إلا وبكبكت أمامه وإشتكت له “سوء”تصرفي معها،وكيف أنني أكره اليهود وما إلى ذلك من فنون البكبكة اليهودية لكسب مشاعر وود الآخرين زورا وبهتانا.

ولما لم تجد مني مأربها بالإعتذار منها ،حاولت إحراجي في مناسبات عدة  أمام الصحفيات الصربيات الجميلات،فذات مرة كانت تجلس مع كوكبة منهن ،وعندما مررت بالقرب منهن سلّمت مرورا كالعادة ولم أجلس،فقالت بخبث أنها مستغربة لماذا أكره اليهود في الوقت الذي يقوم بعض قادة سلطة رام الله بالسهر ليليا في تل أبيب،وكنت حاضر الذهن وقلت لها على مسامع الصبايا أن البعض يفضل”اللحم الأبيض المتوسط”،وأدركت ما أرمي إليه بعد أن ضحكت الصبايا حد القهقهة ،ومن ثم طأطأت رأسها وإنسحبت مكتفيا بهذا القدر من الإهانة.

وفي موقف لاحق قالت مرة أخرى أنها تستغرب لماذا لا أتحدث معها مع أنها لم تفعل شيئا يلحق الضرر بي،فكان جوابي:أنت صهيونية محتلة لأرضي وبيتي وفي حال عدت من حيث أتت عائلتك من أوروبا أوأي مكان آخر،إبعثي لي العنوان وسآتيك على حسابي.

فضج الجميع بالضحك حد القهقهة ،وعندها فهمت المقصود وتكورت على نفسها حرجا وخجلا مما رميت إليه.

أسوق هذا الكلام لأقول أن التعامل مع الأعداء يكون بهذه الطريقة ،أما الكتابة عن “محاسن “البعض الذي يتشدق برفضه للإحتلال وهو مقيم فوق أرض فلسطين ،فهو تطبيع خفي ومرفوض،ومن يرفض الإِحتلال منهم عليه العودة من حيث أتى هو وعائلته

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.