الأردن سفينة يجب حمايتها من الغرق / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 9///12/2020 م …




كورونا بنوعيها الجرثومي الذي خلّفه فايروس “كوفيد 19″،والسياسي الذي صنعه تحالف الشر والعهر الغادر بين الصهاينة والمراهقة السياسية في الخليج على وجه الخصوص ،وحكم العسكر الإنقلابي هنا وهناك،وصولا لتسييد مستدمرة اسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية الآيلة إلى الزوال قريبا بإذن الله،لتحقيق مملكة إسرائيل الكبرى التوراتية المؤقتة،التي سيمتد نفوذها ما بين  الشاطيء الشرقي للبحر المتوسط الغني بالنفط والغاز حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين – حيث تعود أصولهم إلى مملكة الخزر من اتباع الملك المتهود الخاقان الذي ألحق به المسلمون في عهد الخليفة هارون الرشيد هزيمة نكراء قوّضت ملكه- مرورا بالدول العربية والإسلامية المتصهينة بطبيعة الحال.

وسيكون الأردن من أكبر المتضررين من هذا التحالف الغادر  الناجم عن ردة البعض إلى أصولهم اليهودية ،وتصميمهم على التضحية بالأردن لإستكمال المشروع الصهيوني بالسيطر على ضفتي النهر، أو ما يطلق عليه فلسطين التاريخية،وعليه فإننا في الأردن حكومة وشعبا  مطلوب منا التخندق معا ،لأن أي خلل يحدث سيلحق الضرر بنا جميعا،لأن الأردن عبارة عن سفينة في بحر مضطرب ،تتطلب وعي من عليها ومن يقودها ،لمواجهة الكارثة التي تطل علينا برأسها الماكر والخبيث ،لتواكب مؤامرة الأعداء علينا ،وحتى نخرج بأقل الخسائر الممكنة على الأقل.

المطلوب من الشعب أولا العودة إلى الأرض لإحيائها وزراعتها والعيش منها في هذه الظروف العصيبة ،التي تشهد إنكماشا في الإقتصاد والمعيشة،بسبب الجائحة وموقف رأس المال منها ،وإقدامه على قطع أرزاق العاملين لديه إما بالفصل التعسفي أو بتخفيض الأجور إلى أقل من النصف،كما يتطلب الأمر منا الترشيد في الإنفاق قدر الإمكان للتغلب على الأزمة.

أما الحكومة فهي مطالبة بمواكبة الأزمة بإعتماد رسالة الخليفة هارون الرشيد إلى والي خراسان، الذي كان يعاني من تململ الرعية ضده بسبب سوء الأوضاع في عهده ،وهي أقصر رسالة في التاريخ ،وتتكون من أربع كلمات فقط،لكنها جامعة شاملة في معناها وهي:”داو جرحك لا يتسع”.

أولى خطوات الحكومة المطلوبة هي الإسراع في ضخ الأموال إلى السوق لإسعاف التجار وبعث الحياة في القوة الشرائية ،من خلال تحريك السوق ،وستعود هذه الأموال إلى الحكومة ضمن الدورة الطبيعية عن طريق وفاء التجار بالتزاماتهم إزاء الحكومة من ضرائب ورسوم وغير ذلك،كما أنها ستسهم في إصلاح الوضع المعيشي للمواطنين وتعمل على تخفيف التوتر الحاصل في صوفوف الشعب الذي يعاني من الطفر وإنعدام فرص العمل .

مطلوب من الحكومة أيضا فك التحالف مع رأس المال والضغط على الشركات الإستثمارية، كي تخفف من فواتيرها الفلكية وتراعي ظروف البلد الذي هيأ لها فرص الإستثمار وجني الأرباح الفلكية  وجمع الثروات الضخمة،وسبق للحكومة أن تدخلت في موضوع المستأجرين والملّاك بقانون،كما يتوجب على الحكومة أن تغادر خندق الجباية وعدم إستغلال المواطن الطفران أصلا،إذ لا يجوز إعتقال شاب وقف أمام منزلة مساء هربا من ضجر الحظر المنزلي وإقتياده للمخفر وتغريمه ،كما لا يجوز مخالفة صاحب محل يتناول طعامه وحده في محله بحجة عدم إرتداء الكمامة ،إذ كيف سيأكل وهو يرتدي الكمامة؟ولا أريد التوسع بمخالفات شركات الإستثمار الخدمية من مياه وكهرباء وإتصالات ومدارس وجامعات خاصة،وطريقة تعاملها مع المواطن الغلبان بقطع الخدمة عنه في حال تأخر عن دفع الفاتورة الفلكية التي لا تناسب مستوى الدخل في الأردن.

يتحدث المختصون عن حرب نووية مقبلة لن تبقي في حال وقوعها ولن تذر،ونحن في الأردن نتحدث عن حرب من نوع آخر لا تقل خطرا عن الحرب النووية،وهي حرب الجوع الكافر التي نتمنى من الحكومة أن تتلافى حدوثها ،بانتهاج سياسة مدروسة تصب في مصلحة الوطن والمواطن ،فالجوع يا سادة كافر بل هو أبو الكفر.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.