رسالة مفتوحة إلى السادة الوزراء وكبار المسؤولين الأردنيين …لا تختبئوا تحت عباءة الملك / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 11/12/2020 م …




عندما تصدر الإرادة الملكية السامية بتعيين الحكومة ،ويتم إصدار التكليف السامي،دون أن نعترض على كيفية إختيار السادة الوزراء،ينتهي دور جلالة الملك صاحب الولاية ،لأنه نقل الأمانة إلى المسؤولين ووضعها في أيديهم،آملا جلالته منهم أن يكونوا على قدر المسؤولية ،وأن تعيينهم وزراء إنما جاء لمصلحة البلاد والعباد،لا لمنفعة شخصية ضيقة وتسمين أرصدة ،وستيفرغ جلالة الملك مجددا للمصالح الأردنية العليا ،وخاصة في هذه المرحلة بالغة الصعوبة والخطر،التي تحالف فيها من كنا نظنهم أخوة لنا في الخليج،أسهمنا في تثبيتهم على كراسيهم وقمنا بحماية مؤخراتهم من شعوبهم إبان أزماتهم وما أكثرها،تحالفوا مع عدوتنا اللدودة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،ووضعوا الأردن بين فكي كماشة تمثلهم وتمثل حلفاءهم الصهاينة .

ما تحدثنا به من تكليف للسادة الوزراء أو كبار المسؤولين في الدولة – ووضع الأمانة بين أيديهم ،كي يعملوا وفق كتاب التكليف السامي الذي يعد خارطة طريق ملكية لا تخر منها المياه كما يقولون،وتحدد مهام السادة الوزراء- يحسم الجدل المتعلق بدور كبار المسؤولين يتقدمهم بطبيعة الحال السادة الوزراء،الذي من المفروض أنهم أصحاب خبرة ويتسلحون بكتاب التكليف السامي،وبالتالي يكون الطريق أمامهم معبدا وما عليهم إلا العزم لتحقيق المنفعة الكبرى  للبلد من خلال النهضة والتطور والحكم الرشيد والمساواة والعدل وتكافؤ الفرص تحقيقا للمواطنة الحقة التي نسعى إليها سلميا.

لكن ما يجري على أرض الواقع  يؤكد عكس ذلك ،فلا غالبية كبار المسؤولين كفوئين لإدارة شؤون البلاد والعباد،ولا هم يمتلكون الخبرة  اللازمة لإحداث نقلة نوعية تحقق آمال وطموحات صاحب الجلالة والشعب الأردني ،الذي يستحق أفضل من ذلك ويمتلك القدرة على التغيير الإيجابي فيما لو أتيحت الفرصة للمؤهلين من أبنائه وما أكثرهم كي يحملوا الراية ويشرعوا بالعمل .

ما ألمسه شخصيا من معظم السادة الوزراء وكبار المسؤولين مؤلم للغاية ،إذ أنهم وفي ظهورهم الإعلامي لا يبدعون في التصور والتخطيط ولا يكشفون عن عمل إيجابي أو منجز عظيم ،بل يختبئون  تحت عباءة الملك ،بقولهم أنهم يسيرون وفق تعليمات جلالته ،وغير ذلك من العبارات التي تدل على تهرب الوزير أو المسؤول من مسؤوليته ،فكلنا يعلم جيدا أن الجميع يسير وفق تعليمات جلالة الملك ،ولكن الغالبية منهم لا ينجزون شيئا سوى هذه العبارة التي يظنون أنها طوق النجاة للمقصرين في عملهم.

جلالة الملك لا يريد منهم تبجيله في وسائل الإعلام ،بل يطمح جلالته لتنفيذ كتاب التكليف السامي ولو بنسبة كبيرة ،لكن الحسرة المؤلمة أن الحكومات تغادر الدوار الرابع دون ان تقترب من تطبيق ما يرد في كتاب التكليف السامي،وهذا يدعونا للتفكير جديا في أسس إختيار وتعيين الوزراء واعتماد الخبرة والكفاءة بدلا من التنفيع والإقليمية والجهوية ،فلا ضير أن يكون هناك عشرة وزراء كفوئين من الكرك أو من إربد أو من السلط على سبيل المثال.

ما حز في نفسي ودفعني لتوجيه هذه الرسالة هو أنني قرات مؤخرا من كتب أن جلالة الملك عبد الله الثاني سيتدخل لحل مأساة الكلاب الضالة، التي تعتدي على المواطنين ،وتثير الرعب في نفوسهم وفي نفوس أبنائهم وخاصة في أطراف المدن والمناطق السكنية وآخرها الهجوم على طفل صغير.

هل يعقل أن يترك جلالته مشاكل الأردن الخارجية ،ويهمل تداعيات التحالف البغيض بين المراهقة السياسية في الخليج ومستدمرة الخزر في فلسطين ،ويهمل تداعيات الحصار المالي والسياسي على  الأردن ،الذي يتعرض لضغوط قاسية للتنازل عن الوصاية الهاشمية لولي العهد السعودي ،ويتفرغ كما قال أحدهم لحل مشكلة الكلاب الضالة ،تاركا الفئة الضالة من المحسوبين على هذه الأمة كي يعبثوا بمصيرها ،ويقرروا مصير الأردن…؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.