ترامب واردوغان شخصيتان منبوذتان / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 12/12/2020 م …




سنوات اربع  مرت هي فترة  حكم الرئيس الامريكي دونالد ترامب كانت مليئة بالاحداث والمفاجئات التي عقدت الوضع الدولي وازمت العلاقات بين الدول جراء افتعاله المشاكل واثارة النزاعات وزرع الفتن حتى مع قرب مغادرته البيت الابيض غير ماسوف عليه فقد عمد الى رفع الرماد الذي كان يغطي النار حين اثار موضوع اعترافه بالجمهورية الصحراوية بهدف اثارة مشكلة في المغرب العربي ربما قد تتطور لاحقا الى صراع عسكري بين المغرب والجزائر.

 ثم استعرض عضلاته في تحليق قاذفات  تحمل اسلحة نووية من طراز بي 52  في اجواء منطقة الشرق الاوسط في مشهد استفزازي مثير للاشمئزاز فيه مؤشرات العودة الى ما سبق اندلاع الحرب العالمية الثانية جراء سلوك وممارسات ادولف هتلر.

 سبق هذه  الفتن والنزاعات خلال فترة رئاسته بتنصيب نفسه مسؤولا عن تحديد جغرافيا الدول وتوزيع المناطق على هواه في فلسطين والجولان السوري المحتل مرورا بالاكاذيب التي يوعد بها الاخرين ثم ما يلبث ان يتنصل عنها خاصة ما يتعلق بالوجود العسكري الامريكي غير الشرعي في افغانستان وفي سورية  والعراق كما كان يتلاعب بالالفاظ كاي ” محتال” وليس رئيس دولة كبرى عندما قال  سوف اسحب القوات الامريكية من افغانستان ثم يجري التاكيد على زيادة عديد قوات حلف ” ناتو” العدواني الذي تقوده الولايات المتحدة.

اما الحديث عن الانسحاب من العراق فتحول الى مجرد مهزلة للضحك على الذقون كما هو  الحال

عليه في سورية  واذا  تطرقنا بالحديث عن الانتخابات التي يصرعلى انه الفائز فيها بينما يؤكد منافسه بايدن انه هو الفائز فيعد مسخرة في تاريخ الولايات المتحدة.

كان ترامب بهذه الممارسات والسلوك يستحق لقب ” منبوذ” حتى في اوساط حلفائه الغربيين اذا استثنينا ” جونسون” رئيس الحكومة البريطانية ”  شبيه الشيئ منجذب اليه”

اردوغان هو الاخر تجمعه مع ترامب خصال سيئة هي الاخرى منها ” الكذب” والسلوك العدواني واثارة المشاكل ووصل الحال به انه اخذ يستفز ايران المجاورة بعد ان تطاول على كل جيرانه واعتدى عليهم ” سورية العراق اليونان قبرص” مما اضطر وزارة الخارجية الايرانية الى استدعاء السفير التركي  احتجاجا على تصريحات ادلى بها  اردوغان في باكو عاصمة اذربيجان عن منطقة ” اراس” مما اثار امتعاض ايران وهي مناطق تقع شمال ايران تعتبرها جزءا منها.

 تصريحات اردوغان التي ارفقها بابيات شعر ازعجت طهران التي تعتبر تلك المنطقة جزءا من الوطن الام.

اراد اردوغان ان يثير مشكلة هو الاخر بين ايران وجمهورية اذربيجان ليلتق بذلك مع ترامب  الذي اثار فتنة الاعتراف بالجمهورية الصحراوية اعتراف قدمه هدية الى المغرب مقابل التطبيع مع ” اسرائيل”.

 اردوغان هو الاخر   سبق محاولة اثارة الفتنة بين اذربيجان وايران بدس انفه في الصراع بين ارمينيا واذربيجان حول اقليم ناغورني كارباخ ونصب نفسه المتحدث باسم جمهورية اذربيجان وارسل المرتزقة والارهابيين الى منطقة الصراع وقام بنقلهم من مناطق سورية تخضع للاحتلال التركي وفعل الشيئ نفسه في ليبيا.

روسيا استطاعت ان تبدد احلام اردوغان بالمشاركة في قوة حفظ السلام بين ارمينيا واذربيجان وسمحت لانقرة بالمشاركة في نقطة مراقبة مشتركة ” روسية تركية” رغم  المحاولات التي بذلتها تركيا للمشاركة في قوة حفظ السلام.

الشيئ المثير للتساؤل هو ان دول الاتحاد الاوربي مجتمعة تصرف النظر في احايين كثيرة عن حماقات اردوغان مثلما تصرف النظر عن اساءات الرئيس الامريكي ترامب وكانه كتب على دول الاتحاد ان تتعامل مع رئيسين باتا منبوذين على الساحة الدولية.

 اما الخلافات  اي خلافات الاتحاد الاوربي   من ترامب من جهة وخلافاتها مع اردوغان من جهة اخرى تحولت الى اشبه ب” معركة القصابين” كل منهما يحمل اكثر من  الة جارحة لكنهم لايخدش احدهما الاخر وكذلك الخلافات بين انقرة وواشنطن  انها اشبه ب معركة ” القصابين” لان ما يجمعهما هو اكثر ما يفرقهما انه ” حلف ناتو ” العدواني الذي كانت تستنجد به تركيا كلما شعرت انها تشعر بالحصار الروسي في سورية وتورد ذات الروايات والقصص الكاذبة التي يرددها الغرب ” منها الخشية على المدنيين في ادلب السورية ما ان  تحس انقرة بالضغط الروسي عليها للتخلص من الارهابيين  الذين يعبثون في محافظة ادلب السورية وغيرها من المناطق رغم اتفاقها مع موسكو بفصل الارهابيين عن غيرهم لكنها تملصت من جميع التزاماتها بهذا الشان رغم مرور سنوات على ذلك ما يستدعى عملية جراحية روسية سورية مشتركة بدعم من حلفاءواصدقاء سورية لقطع راس الافعى التركية الغربية ووضع حد لالاعيب اردوغان وترامب على حد سواء.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.