الصحراء الغربية ليست مغربية / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 15/12/2020 م …
لا ترتبط الصحراء الغربية التي تعود للشعب الصحراوي المناضل ،بصلة للمغرب سوى ربما بالجوار فقط ،ولكن الجشع المغربي يعمل جاهدا منذ أكثر من ستين عاما على الإستحواذ عليها ،ليس حبّا بأهلها المناضلين الأشاوس ،أو رغبة بتقديم الخدمات التي تليق بهم ،بل الجشع بما تمتلكه الصحراء من ثروات لا تقدر بثمن سواء فوق أو تحت الأرض،هو الذي دفع المغرب للتشبث بها لنهبها وحرمان أهلها من التمتع بما حباهم الله به من ثروات،وهذا ديدن الدول الإستدمارية.
هناك دليل أكيد على أن ملكية الصحراء الغربية لا تعود للمغرب ،وهو أن المغرب تقاسمها عام 1975 مع موريتانيا،وهذا يذكرنا بتخاصم إمرأتين أمام القاضي حول صبي وليد ،وكانت كل منهما تدعي أنه إبنها ،فقام القاضي الحصيف بحسم الأمر بأن أخبرهن أنه قرر إقتسام الطفل قسمين ،تأخذ كل واحد منهما قسما ،فارتجت القاعة بصراخ أمه الحقيقية وقالت لا بأعلى صوتها ،بينما الأم المزورة وافقت على قسمه نصفين ،فحكم القاضي للأم الحقيقية واودع المدعية السجن،وهذا حال المغرب ،فلو كانت الصحراء الغربية ملكا لها لما تنازلت عن ذرة رمل منها لأي كان أو هكذا يجب أن يكون.
مؤخرا قايض المغرب الرسمي الصحراء الغربية بفلسطين ،وأشهر علاقته مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية ،مقابل فرمان من المقاول ترمب الذي لا يزال يسعى لكسب ود يهود ،بأن الصحراء مغربية ،كما ان المراهقة السياسية في الخليج قامت برشوته ماليا كي يرهب الجزائر الرافضة للتطبيع رغم الضغوط،وما يندى لها جبين المرء الحر هو أن الملك المغربي قام بالإتصال بصانع أوسلو في رام الله وأكد له ثبات الموقف المغربي من القضية الفلسطينية ،وكم أصبحت هذه العبارة تثير حنق من لديه ذرة من إحساس،وحقيقة الأمر أن الدعم المغربي للقضية الفلسطينية يعد نكتة سمجة لأن الجنين في بطن أمه يعرف جيدا هوية النظام المغربي الرسمي.
قبل نحو ستين عاما أقرت الأمم المتحدة بأن الصحراء الغربية التي تمثلها جبهة البوليساريو الثورية ،واقعة تحت الإستدمار وهي قضية تصفية إستدمار ،وقد أحسنت الجزائر صنعا بوقوفها في وجه المغرب تأييدا للشعب الشقيق المناضل في الصحراء،ويحسب هذا الموقف للجزائر الشقيقة، لأنه لا يقوم على السلب والنهب بل هو فزعة أخوية تنطلق من ثقافة الجزائر الثورية .
ما يؤسفنا حد ما بعد الإحراج وإراقة ماء الوجه هو أن الإخوان المسلمين الذين يقودون حكومة الملك قد مرّروا هذه الجريمة ،رغم أن الإخواني العثماني رئيس وزراء الملك ،أدان مؤخرا تطبيع الإمارات والبحرين ووصفه بالمجاني،ولكن المغرب الرسمي رضح للمراهقة السياسية الحاقدة المتهودة في الخليج التي جرّته لمستنقع التطبيع المجاني.
التعليقات مغلقة.