رحم الله من قال : دكم سترتك زين اشجندوب اعلم بالسوك الك عدوان مو راح اشتتم كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 18/12/2020 م …




رصدت الكاميرا الرئيس  التركي اردوغان وهو يرتب ياقة قميص مصطفى الكاظمي خلال زيارته الاخيرة الى تركيا ووثق مقطع الفيديو خلال مراسم الاستقبال في انقرة نزول الكاظمي من السيارة وترحيب اردوغان به  وتبادل التحية معه وفي تلك الاثناء مد اردوغان يده ورتب ياقة قميص الكاظمي بعدها اقام له حفلا غنائيا تخللته اغان من التراث الشعبي العراقي تذكرنا احدى الاغاني  بالمرحوم الفنان ناظم الغزالي التي تتغزل كلماتها ” بلابسة الفستان كالتلي انا الى اخر الاغنية”  وليس   بقميص الكاظمي الذي رتب ياقته اردوغان .

 يذكرني هذا المشهد” مشهد” ترتيب ياقة قميص ” دولة رئيس الوزراء” هذا المصطلح الذي يردده ناقصوا الجاه في العراق  ببيت شعر شعبي عراقي كان يردده بعض قراء المقامات في العراق

 الاغنية تقول ” دكم سترتك زين اشجندوب اعلم   بالسوك الك عدوان مو راح اشتم ؟؟؟

الرئيس الامريكي ترامب تصرف مرة ذات التصرف مع الرئيس الفرنسي ماكيرون خلال زيارته واشنطن عندما مد يده هو الاخر امام الكاميرا  ليمسح القشرة المتساقطة على اكتاف الرئيس الفرنسي من شعره انها حركة استخفاف واستهزاء قبل ان تكون حركة للاحترام والمودة  سواء كانت من اردوغان اومن ترامب .

الاناقة والوسامة خصلتان ضروريتان لاي مسؤول كان ما بالكم اذا كان المسؤول يحتل مركزا هاما في الدولة ولابد ان نشير وبصرف النظر سواء كنا نختلف ام نؤيد المسؤول كان الرئيس صدام  حقا انيقا ونبها ايضا ما ان يشعر انه امام الكاميرا  حتى يرتب ربطة عنقه  ويلتفت الى ازار سترته وكم من  المرات فعلها اما م  كاميرات المصورين الصحفيين الذين يصطادون الصغيرة والكبيرة .

الكاظمي ليس الوحيد الذي وقع في المطب الاعلامي امام اردوغان بل هناك العديد من الموجودين في السلطة الحاكمة في العراق لايجيد ترتيب ربطة العنق خاصة اولئك الذين استبدلوا ” العمامة” بالسترة والبنطلون او العكس وحتى خياراتهم في تنسيق الملابس ليست موفقة ولن نعزوا ذلك الى  الفقر ابدا بل سبب ذلك ان هؤلاء دخلاء على كل شيئ وطارئين ليس على السياسة فحسب بل حتى على الملبس ولهذا السبب اوصلوا البلاد الى حافة التردي على كل المستويات .

وحتى يطلع القارئ الكريم على بعض التفاصيل فان كاتب هذه السطور التقى الكاظمي في العاصمة البريطانية  لندن قبل غزو العراق واحتلاله ربما في الاعوام 2001 او 2002  وطلب مساعدته في بعض الامور الاعلامية ومن منطلق كونه معارض لنظام صدام ساعدته في تنظيم ” هيكل تنظيمي لاذاعة” ثم اختفى حتى سمعنا به انه مديرا للاستخبارات ثم رئيسا للحكومة وللامانة كان شابا بدائيا يفتقر لاية معلومات اعلامية بالرغم من انه يدعي تاليف كتاب  الى اخره .

وبحكم اخنصاصنا تصلنا العديد من المظلوميات وما اكثرها في العراق يطالب اصحابها بانصافهم في عهد الكاظمي لكنه لم يلتفت اليها او  وحتى نكون امينين ربما لم تصله او انه نسي واقعه السابق كما نسيه معظم المتسلطين في العراق منذ عام 2003 حتى الان .

اود ان  اختزل واقعه وواقع الاخرين في السلطة  بهذه الابيات الشعبية لشاعر مجهول هو الاخر قالها بحق مواطن في غابر الازمان  والفقر ليس مثلبة او عيبا كلنا ابناء طبقة فقيرة وهذا شرف لنا  لاننا لن ننفي ذلك ولن نتعالى على الاخرين  مهما وصلنا الى مواقع لاننا نشرف الكرسي الذي نجلس عليه وليس الكرسي هو الذي يشرفنا كما يحصل الان في العراق  في ظل حكام مابعد الغزو والاحتلال.

يقول الشاعر الشعبي رحمه الله : لاكاني لابس قندرة كلفه عليه بالمشترة  مديور فجهه ليورة والجعب يلهم تربان.

نعم هكذا لمحت الكاظمي اول مرة قبل عام 2003 لكن وحتى اكون اكثر وضوحا لايوجد تراب في المنطقة التي التقيته فيها غرب لندن لان الاتربة خصلة تتميز بها بلداننا مثلما تتميز ب” الذباب” ويحق له من يعلق عندما تساله وهو قادم من بلداننا بالقول: اتيت من بلد الذباب الى بلد الضباب” والمقصود بالاخيرة لندن.

اما الحذاء فكان شبه مديور فجه ليورة؟؟

 ليس عيبا ان تكون فقيرا كما اسلفت لكن العيب كل العيب يكمن في نفوس اولئك الذين نسوا ماضيهم ونسوا كل الذين قدموا لهم المساعدة  ولا اظن ان تصرفات اردوغان كانت  بريئة في تعامله مع الكاظمي لانه شخصية نرجسية وعدوانية تكره الاخر وان اول من اعطاه درسا في الحياة هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعد هو الاخر من اكثر رؤساء العالم اناقة وحذرا سواء امام الكاميرا ام امام قادة العالم .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.