صدو السيرة الذاتية لـ نواف ابو الهيجاء …”فلسطيني جداً “

 

الأردن العربي –  محمد شريف الجيوسي ( الأربعاء ) 21/1/2015 م …

صدر حديثاً للأديب العربي الفلسطيني ؛ القاص والروائي نواف أبو الهيجاء ، كتاب ( فلسطيني جدا… الضحية في سيرة ذاتية ) بأسلوب سردي مشوق ورشيق وبحرف أدرك المؤلف قيمته واهميته .

تناول المؤلف بالسرد البيئة الفلسطينية منذ عام 1936  ( أي قبل ولادته بنحو 6 سنوات ) بتصوير بانورامي مقدماً لمحات من تاريخ ومعاناة وعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني .

وتناول الأديب أبو الهيجاء المحيط العالمي في ظل اجواء الحرب العالمية الثانية . دون إغفال لقريته وبعض القرى المجاورة في جبل الكرمل، معرجاً على التضاريس والامكنة في الوطن وما لاقاه الفلسطينيون في سنة 1948 وحالة اللجوء والتشرد .. من قضاء حيفا الى جنين ومن جنين عبر الصحراء الى بغداد فصحراء ( البصرة ) جنوب العراق ومعسكر الشعيبة والفقر والحاجة اللتين عاشهما مع اسرته وشقيقاته .

الى بغداد وحاراتها الشعبية والدراسة والمرض الذي ألم به . الى علاقاته اليومية في الملاجئ واترابه وتفتحه على الواقع السياسي.

وكشف ابو الهيجاء في سيرته الذاتية عن أن إنتماءه الحزبي كان لأجل النضال لتحرير فلسطين، مبرزا  جوانب من الصراعات الداخلية في العراق ودراساته ومشاهداته في الحارات والحياة العراقية . وبدايات النضج والنزوع الى الكتابة ومن ثم الدراسة الجامعية التي بدأها بزواج مبكر من ابنة عمه في جنين .

وعرض ابو الهيجاء لاحداث العراق عام 1963 والبعث ودوره واعتقاله ثم ابعاده الى سورية ، وعمله في التدريس باللاذقية وممارسته الكتابة القصصية ومن ثم الى دمشق والحياة الثقافية هناك . اعماله ودراساته ووظائفه في الصحف السورية ووزارة الثقافة السورية ( عمل ابو الهيجاء مديراً لمكتب وزير الثقافة آنذاك محمد الزعبي الذي كان يتولى أيضاً موقع وزير الإعلام ومدير مكتبه العراقي محمود الكعبي فيما شغل الزعبي أيضا موقع الأمين القومي المساعد لحزب البعث العربي الإشتراكي في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي ) .

وعرض ابو الهيجاء محاولاته تشكيل تنظيم للعمل على التحرير وما واجه من نجاحات واخفاقات في دنيا المعرفة والسياسة، ولقاءاته مع بعض القيادات الفلسطينية وعلاقاته مع الادباء والكتاب .سفره الى موسكو بغية العلاج .. ومن ثم اعتقاله والافراج عنه .

وثق ابو الهيجاء للحدث الفلسطيني بعد نكسة حزيران والى ان غادر سورية الى الكويت ، حيث مارس هناك الكتابة السياسية والمسرحية، وأقام علاقات مع ادباء وكتاب عرب وخوضه معارك مع اتجاهات وتيارات فلسطينية .

وبعد 7 سنوات في الكويت غادرها مرغما الى العراق . وهناك قضي في بغداد نحو ربع قرن عمل خلاله في الأعلام حتى تم احتلاله سنة 2003 . وخلال اقامته في العراق التقىالقيادات العراقية من الرئيس الى نائبه الى اعلاميين عراقيين.

ولدى مغادرته العراق بعد الاحتلال ، مكث بين الحدين العراقي والاردني مدة 6 اشهر، قبل أن يتاح له العبور إلى الاردن والكتابة في الصحف والعلاقات مع الكتاب هناك الى ان خرج الى دمشق ثانية ..

شارك في العديد من المؤتمرات في بيروت والقاهرة والجزائر وليبيا والمغرب . وقام بزيارات استشفاء الى المانيا وبريطانيا وعرج على رومانيا . وأقام علاقات عابرة مع  نساء من جنسيات مختلفة .. حاور وأنتج وطبع مؤلفاته ما بين بغداد وعمان وبيروت

استذكر ابو الهيجاء شخوصاً وامكنة دمشقية الى ان تم احتلال مخيم اليرموك فغادر سورية مرغماً الى لبنان .

لقد عاش ابو الهيجاء وأسرته حياة حافلة بالشتات في ارجاء المعمورة ما بين بغداد ودمشق وعمان وبيروت وامريكا والنزويج وتايلند .

لم يقتصر كتاب ابو الهيجاءعلى الرتابة واللون الكالح والبؤس والشتات ، فثمة الوان اخرى للبهجة الفلسطينية المنتزعة من بين انياب الفقر والقهر والنزوح واللجوء والتشرد . ففيه التهابات عاطفية وحسية ايضا كتبت بلغة الرهافة الراقية .. كاشفة عن كنه النضال والعشق والحب .

بكلمات كتاب(فلسطيني جدا) هو عصارة حياة شخص واشخاص وشعب ووطن وامة وصراعات سياسية،هو بمثابة خلاصة لمرحلة ووثيقة للتاريخ بلغة روائي مبدع وناشط سياسي ، بحرف لا ينحرف عن تسجيل الحقيقة.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.