فئران بالعربية الفصحى / يوسف غيشان




يوسف غيشان ( الأردن ) – الأحد 20/12/2020 م …

بدايات الاحتلال الأمريكي للعراق أنشأ المحتلون فرقة عسكرية سمّوها (الفئران القارضة). اتخذت الفرقة من أحد اجنحة قصر السجود الرئاسي مقرا لها، وكانت تابعة مباشرة للبنتاغون، وليس للقيادة العسكرية الأميركية في العراق أية سلطة عليها.

كانت مهمة هذه الفرقة توسيع هوة الفرقة بين فئات المجتمع العراقي عن طريق القيام بأعمال تخريبية وتفجيرات … تارة لاغتيال قيادات دينية وشعبية شيعية، وطورا لاغتيال قيادات سنية وأحيانا قيادات كردية …وكانوا ينسبون هذه العمليات للمقاومة العراقية عبر ضخ اعلامي داخلي وخارجي مكثف.

المؤسف، لا بل المقرف، لا بل المخزي أن جميع اعضاء هذه الفرقة هم أبناء عرب يحملون الجنسية الاميركية وتدربوا على التحدث باللهجة العراقية ولهجات عربية اخرى، لتوريط الدول المجاورة ونزع الصفة الوطنية عن المقاومة العراقية التي تدافع باسم العراقيين جميعا عن وطن يحتله الاعداء.

لا أعرف إذا كانت هذه الفرقة ما تزال قيد العمل في العراق، لكن فرقا موازية لها ومشابهة تماما في المهمات ودون أن تكون تابعة للقيادة الأميركية بالضرورة نشأت وترعرعت في معظم البلدان العربية …إنهم مثل فئران السفينة الذين يقضمون خشب القاع حتى يهترئ وتغرق السفينة، يحاولون الهرب لكنهم غالبا ما يغرقون معها….إنهم مثل فئران سد مأرب …التي كانت تحفر تحت السد العظيم حتى انهار وكانت الفئران اول الغارقين.

الإدارة السياسية الفاشلة والمهترئة والفاسدة هي التي أنجبت فئران سد مأرب، الذي أدى الى انهيار حكومة مملكة اليمن السعيد قبل قرون … إذ لو كانت المؤسسات الحكومية في ذلك الزمن تعمل بجد لما تكاثرت الفئران في أساسات السد وهدمته، وها هو التاريخ يعيد نفسه على شكل تراجيوكوميديا، حيث أدى الفساد والإفساد المزمن الحالي في العالم العربي لتحويله الى مجموعات من الدول المهزومة من الداخل.

الكثيرون منا يقومون بدور فئراني في الوطن.

إننا وعن سابق إصرار وتصميم نعيد انتاج أخطاءنا وخطايانا مثل صخرة سيزيف.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.