أطفال اليمن والعراق .. العدو واحد والأعراض ذاتها / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 20/12/2020 م …
خمس سنوات أكثر من عجاف ،مرت على أطفال اليمن وأهل اليمن بشكل عام،شكّلت تحالفا قاتلا، مع التحالف العسكري الذي تقوده عدوة الشعوب ووكيلة الصهاينة في المنطقة عصابة السوء في السعودية،وكان الخاسر الأول في الحرب القذرة التي تقودها السعودية وتشارك فيها الإمارات،هم أطفال اليمن بشهادة الواقع المعاش ومسؤولي المنظمات الإنسانية الدولية المعنية،خاصة وأن الأمر لا يتعلق بغارة جوية هنا وأخرى هناك،بل بحرب ضروس تهدف إلى إبادة العنصر البشري في اليمن ،مدعومة بحصار شامل وشديد تفرضه قوات التحالف البغيض الذي تقوده السعودية ،الأمر الذي فاقم الأزمة،وألحق أضرارا ترقى إلى مستوى الإبادة البشرية في اليمن ،عن سابق تصميم وقصد من قبل صناع القرار في السعودية والإمارات.
الغارات التي تشنها طائرات التحالف السعودي تتعدى مواقع المقاتلين الذين يدافعون عن كرامة وطنهم وشعبهم ،بل تدك المجمعات المدنية مثل البيوت السكنية وصالات الأفراح والأعراس، وسرادقات العزاء والمقابر أثناء دفن الشهداء من المدنيين الذين تقتلهم صواريخ طائرات التحالف،وبطبيعة الحال فإن أطفال اليمن الأبرياء يتصدرون المشهد الكارثي ،لأن الموت بكافة صوره يتغشاهم في كل وقت من خلال :إما القتل المباشر بسبب القصف الجوي المتعمد ،أو التشويه والحروق وبتر الأطراف،ومن ينج من القتل وتبعاته،يمت من الجوع والأمراض الفتاكة ،إذ أن أطفال اليمن يتعرضون لسوء التغذية التي لم يعاني منها سوى أطفال العراق .
الحرمان هو سيد الموقف بالنسبة لأطفال اليمن ،وأول أوجهه الحرمان المتعمد من قبل التحالف السعودي من حق الحياة ، والعيش بسلام والحرمان من حنان الوالدين ومن حق التعليم وحق الرعاية الصحية ،وتلقي العلاج ومن التمتع بالحياة أسوة ببقية أطفال العالم ،لأن الحرب التي تقودها السعودية دمرت كافة البني التحتية في اليمن ،ولم تترك مدرسة أو ملعبا أو حديقة أو أي متنفس للأطفال،حتى أنها دمرت المنازل وأجبرت الغالبية على العيش في العراء،وأسوا ما يتعرض له أطفال اليمن هو الآلام النفسية التي يعانون منها وهم يرون معاناة أهاليهم ،وانعدام الإمكانية في خلق مستقبل آمن أفضل لهم، بسبب التعنت السعو-اماراتي المدعوم من قبل الصهيو-أمريكية.
عندما كنا نزور العراق إبان الحصار الغاشم في مهام صحفية ،كنا نرى بأم أعيننا واقع أطفال العراق في المستشفيات، التي كانت تفتقد للحد الأدنى من الإمكانيات بسبب الحصار الجائر التي فرضته أمريكا عليه بدفع من السعودية،وكنا نرى بأم أعيننا كيف يموت الأطفال إما في أحضان أمهاتهم بسبب إنعدام الحليب في صدورهن ،أو بين أيدي الطباء العاجزين عن إيجاد العلاج اللازم لهم،إذ كانوا علاوة على آثار اليورانيوم المخصب الذي يتسبب في التشوه الخلقي ،يعانون من سوء التغذية .
ما رأيناه رأي العين في مستشفيات العراق بالنسبة للأطفال العراقيين ،تعيد نشره وسائل الإعلام ،ولكن للأطفال اليمنيين الذين يقتلهم الإرهاب السعو-إماراتي،ليس لذنب إرتكبوه ،بل لنوايا أعداء اليمن الذين يريدون السيطرة على هذا البلد العريق وحرمان شعبه الطيب من أبسط صور الحياة ،ونهب آثاره ونقلها إلى حاراتهم لتضليل العالم بأنه كان لهم وجود،ناهيك عن السيطرة على مساحات شاسعة من اليمن تمتد حتى الزاوية الجنوبية للحرم المكي الشريف.
سينتصر اليمن اليوم أوغدا بإذن الله ،وسيروي من ينجو من أطفال اليمن من الموت بسبب القصف السعو-إماراتي لليمن ،قصة الصمود والبقاء ،وسط عجز دول التحالف عن تبرير منطقي لجرائمها الإنسانية في اليمن،وسيندمون لات ينفع الندم،لأن التاريخ سيصنفهم بأنهم أعداء للحياة وللبشرية وللطفولة والبراءة والإنسانية على حد سواء،فأصل العرب لن تبيدهم قذائف التحالف الغادر المأجور الذي نذر نفسه ،لتدمير هذه الأمة بدءا من فلسطين وانتهاء باليمن مرورا بمصر والعراق ولبنان وليبيا وسوريا والسودان والجزائر…
التعليقات مغلقة.