مطبات ومواقف معيبة جراء جهل حكام العراق / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 20/12/2020 م …
منذ ابتلى العراق بعد غزوه واحتلاله عام 2003 بهذه العينات والنماذج الجاهلة التي تتناوب على السلطة للعام السابع عشر ونحن نرى العجب العجاب ولن تنحصرقضية البلاد وتراجعها الى ” الوراء در” في التردي الاقتصادي والسياسي وحتى الاجتماعي والثقافي وفقدان ابسط الخدمات التي ترتبط بحياة المواطن بل الجهل بات سيد الموقف حتى في قمة الهرم الحاكم نزولا الى القاعدة.
بالامس انتشر مشهد معيب تناقلته وسائل الاعلام يؤكد مرة اخرى ان من يحكم العراق الان مجرد جهلة دخلاء على المفاهيم والاعراف السائدة في دول العالم حتى غير المتحضر منها خاصة في مجالات الاعراف الدبلوماسية بعد ان كان العراق يحتل موقعا لاباس به وسط الدول خاصة في مجال اختيار وتعيين الدبلوماسيين الذين كانوا يخضعون لدورات في معاهد متخصصة مثل معهد الخدمة الخارجية وغيره.
اما الان فتحول العراق الى مسخرة في المجال الدبلوماسي حيث تغص السفارات بالجهلة والاميين جراء تقاسم الحصص والمناصب في الخارج كما يحصل في الداخل دون الاخذ بالاعتبار الكفاءة ولن يقتصر ذلك على العاملين في السفارات فقد شمل الجهل الاتكيت المتعارف عليه بين الدول و حتى رؤساء الحكومات المتعاقبة ورئيس الجمهورية الحالي يجهلون ابسط الاعراف الدبلوماسية .
جميعهم يجهلون دراسة و معرفة الاتكيت حتى في لغات الجسد والايحاءات الصادرة عنه وكيفية الكلام والجلوس اثناء الحوار واختيار الملابس والالوان والتنسيق .
وفي استعراض بسيط يمكن القول ان الحكومات المتعاقبة في العراق منذ غزوه واحتلاله وحتى الان دمرت كل القيم والمفاهيم الدبلوماسية التي كانت سائدة وقد بدا معول هدم الاعراف الدبلوماسية منذ اصبحت المحاصصة هي السائدة فكان نصيب الكرد الخارجية وقد شهدت اسوا مراحلها في مجال الفساد الاخلاقي والاداري والمالي ثم جاءت مرحلة ” الدفاتر” فاصبح من لديه المال وان يدفع الى من كان مقرب من وزير الخارجية الذي كان بشغل منصب رئيس الحكومة قبل ذلك سوف يحصل على موقع في السفارات العراقية ثم تواصل الفساد الاخلاقي وانتشرت الامية والجهل والفساد المالي والاداري في اروقة السفارات بالخارج واصبح حال السفارات اشبه بحال العراق كله في ظل هؤلاء الجهلة.
عندما توفي جلال طالباني الذي كان يشغل منصب رئيس الجمهورية لم يلف جثمانه بعلم العراق بصفته رئيس جمهورية العراق بل تم لف الجثمان بعلم ” اخر بحضور مسؤولين من بغداد ” رغم الملايين التي صرفت على علاجه في المانيا وهي اموال العراقيين وهوخروج على الاعراف الدبلوماسية وكان يفترض ان ينسحب وفد بغداد من المشاركة في التشييع.
عودة الى رؤساء الحكومات التي تسلمت السلطة ” شكليا” من الحاكم الامريكي بريمير سيئ الصيت تدلنا الى اي مستوى متردي وصل حال الدبلوماسية.
عندما زار الرئيس الفرنسي ماكيرون بغداد وعقد مؤتمرا صحفيا مع برهم صالح بصفته رئيس جمهورية العراق اخذ برهم يصرخ امام الكاميرات ” اين المترجمة” اين المترجمة بالفرنسية” وكرر ذلك مرات عديدة وكاننا في ” سوق الشورجة” وليس في منصة امام جمع من الصحفيين والاعلاميين
العالم كله اطلع على تصرفات اردوغان مع الكاظمي عندما مد يده ليرتب ياقة قميصه وجرت تفسيرات مختلفة لحركة اردوغان هذه التي لم تكن عفوية ابدا و يتحملها بالطبع من يجهل الاتكيت ” الكاظمي” نفسه .
وبعد ان رتب ياقة قميص الكاظمي اقام له حفلا موسيقيا ثم اعقب ذلك بغارات جوية للطيران الحربي التركي على سبع مواقع في شما ل العراق والحجة “مواقع حزب العمال الكردستاني”.
اما الذين سبقوا الكاظمي فان هفواتهم الدبلوماسية مثيرة للغثيان.
المالكي تحول مرة الى ” حامي هدف” كولجي” لكنه يصد ” الاحذية “وليس الكرات عن المجرم جورج بوش الابن الذي دخل العراق دون الاعلان عن زيارة رسمية وبادره مواطن عراقي في المؤتمر الصحافي ” منظر الزيدي” بحذائه الذي رماه باتجاه المنصة احتجاجا على وجوده في العراق واذا بالمالكي الذي يقف الى جانبه يحاول ان يرد الاحذية عن ” بوش” وتحول الى حامي هدف لكنه ” ما يعرف” ايذب زرك” حتى يبعد الحذاء عن وجه بوش لان للمالكي اختصاصات اخرى تجسدت في السنوات التي كان فيها رئيسا للحكومة والتي جلبت ويلات ” داعش” واخواتها فضلا عن الالاف من ضحايا ” سبايكر” من العراقيين وغيرها من الكوارث التي اسدلت الستارة عليها .
العبادي هو الاخر اهمل في احدى المرات من قبل الرئيس الامريكي اوباما عندما حاول لقاءه في احدى المؤتمرات الدولية وبقى جالسا على احدى المسطبات حاله حال ” الشحاذين ” دون ان يلتفت له اوباما الذي كان منشغلا مع رؤساء دول اخرين اهمل العبادي عن قصد .
اين هؤلاء الجهلة من الاتكيت والعرف الدبلوماسي ؟؟ انهم يتصرفون وكانهم يتعاملون مع اصحاب ورش ودكاكين وليس رؤساء دول او حكومات وسوف تستمر الاهانات وهي اهانات موجهه للعراق جراء جهل هؤلاء الاميين الذين لايفقهون؟؟
التعليقات مغلقة.