الأردن بين مطرقة”إسرائيل”وسندان المراهقة السياسية في الخليج / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الاردن ) – الاثنين 21/12/2020 م …
بات واضحا – منذ إسقاط المقاول ترمب في البيت الأبيض عام 2016،وظهور خليته الخليجية العربية على وجه الخصوص المتمثلة في المراهقة السياسية ويتقدمهم ولي العهد السعودي مبس وولي عهد أبو ظبي مبس،وتفوق مبز على مبس في الإنسحاق أمام مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،بحيث أنه حوّل الإمارات إلى كنيس يهودي ومدعرة إسرائيلية،في حين أن مبس عاجز عن تنفيذ ما يدور في رأسه خوفا من الشعب السعودي وإيران- أن الأردن وجد نفسه بين مطرقة”إسرائيل”وسندان المراهقة السياسية في الخليج،بسبب إختلاف أدوات الصراع ودخول عناصر جاهلة بألف باء السياسة ،ما أدى إلى انحراف دفة الصراع عن وجهته،ووجد الأردن نفسه أول الخاسرين بعد الشعب الفلسطيني رغم تحالفه مع الإمارات.
مارست المراهقة السياسية في الخليج وتحديدا منذ لقائها مع المقاول المودع ترمب في الرياض صيف العام 2017،إذ إستأسدت هذه الفئة الحاكمة الجاهلة بأسس إدارة الصراع خارج نطاق الرشاوي،وفرضت حصارا غاشما على دولة قطر تمهيدا لغزوها عسكريا ،بهدف إقتسام ثرواتها وتنصيب حاكم مطواع يأتمر بأوامرهم ،ولكن القيادة القطرية صفعتهم وأفقدتهم صوابهم،وأصبحت هي التي تحاصرهم ،كما أنهم إنتقلوا للضغط على الأردن ونال جلالة الملك عبد الله الثاني نصيبا كبيرا من الضغوطات،ولكنه وبحنكته السياسية خرج بأقل الخسائر ،ووصل الأمر بهم إلى إرسال فريق من ضباط المخابرات السعوديين لإغتياله في عمّان بالتنسيق مع “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو،ولكن فرسان الحق كشفوا الطابق مبكرا وإقتادوهم إلى السجن وبقية القصة معروفة….
ما يزال الأردن يتعرض للضغوط بأشكال متعددة منها فرض الحصار المالي عليه،رغم معرفتهم بوضعه الإقتصادي،وتأليب المقاول ترمب على جلالة الملك ،والضغط عليه للتنازل لهم عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،وحاولوا معه أن يكون بندقية للإيجار في اليمن حيث يمارسون حرب الإبادة ضد الشعب اليمني ،ولكن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين سليل الملوك لم يسلّم لهم ،رغم تعامله معهم من منطلق الضرورة لإبعاد ضررهم عنه قدر الإمكان.
حاليا يدور الحديث عالميا عن مشروع تآمري ضد الأردن ستموله بطبيعة الحال المراهقة السياسية في الخليج ،وسينعكس سلبا على الأردن ويقلل من دور وأهمية ميناء العقبة،إذ أن الحديث يدور عن تأسيس مشروع سكة حديد تربط ميناء العقبة مع دول الخليج،ويمر من الأراضي الأردنية والسعودية،وهذه ضربة مزدوجة للأردن ولحليفهم الطامع بالأرز السيسي ،لإنعكاس ذلك على قناة السويس،ونستطيع الآن الحديث بكل الصراحة المعهودة عن أسباب منع الأردن من إستغلال ثرواته الباطنية وفي مقدمتها النفط.
التعليقات مغلقة.