وحدة الأراضي السورية أمان للمنطقة برمتها / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 23/12/2020 م …

لا شك أننا نعيش منذ العام 2010 تداعيات مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الكبير، الذي إبتكره الصهيوني العتيق د.بيرناند لويس غداة الحرب العراقية-الإيرانية التي دفعنا ثمنا باهظا لها وأكلت الأخضر قبل اليابس،ووقع عليه الكونغرس الأمريكي في جلسة سرية عام 1983،وينص على تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ في الوطن العربي ،وفي المقدمة سوريا بطبيعة الحال،ويحاكيه في الهدف كونه منسوخا عنه خطة”كيفونيم” الإسرائيلية ، التي تعني إتجاهات بالعربية،وكان إشتعال الربيع العربي  ومن ثم اختطافه من قبل الفيلسوف اليهودي الفرنسي بيرنارد ليفي وعضو الكونغرس الأمريكي جون مكين وآخرين،الوسيلة لتنفيذ هذا المشروع الإستدماري ،من أجل التمهيد لإقامة مملكة إسرائيل الكبرى التوراتية،ولكن الله سلّم وإنطفأت نار تلك المؤامرة ،في معظم الساحات العربية ،لكنها بقيت مشتعلة في سوريا ،بعد أن تحولت سوريا إلى ساحة لحرب عالمية،عززوها بفرع خدمات المخابرات السرية الإسرائيلي “ISIS“الملقب بداعش ،بعد ان ألبسوه رداء الإسلام المزيف.




وعلاوة على أن هذا المشروع القذر يهدف إلى تمزيق الوطن العربي الممزق أصلا ،إلا أنه يدعو أيضا إلى سلخ الأقليات الموجودة فيه عن واقعها ومحيطها وتوظيفها كأداة هدم في البلدان التي تعيش فيها،ونحن أمام الحالة واضحة في سوريا حيث نجد جبهة “قسد “الإرهابية الأمريكية –الصهيونية الكردية،تسلّم إنقيادها لأمريكا والكيان الصهيوني،وتتحول فعلا إلى معول هدم في سوريا ،لتأمين السيطرة الأمريكية على ثروات سوريا الطبيعية من نفط وغاز،وتستمر في مشاغلة النظام حسب التعليمات التي تتلقاها.

لماذا إستهداف سوريا؟سؤال وجيه وجوابه سهل وهو أن الصهانية يريدون تفتيت سوريا على وجه الخصوص كي لا تعيق إقامة مملكة إسرائيل الكبيرى ،لأنهم وضعوا في حساباتهم ألا تكون هناك ما بين شرقي المتوسط وغربي بحر قزوين دولة قوية سوى مملكة إسرائيل،ذلك أنهم يريدون شطب أي إحتمال يفيد بتغير الأوضاع في سوريا لغير صالحهم،وأضمن طريقة لذلك هوتقسيم البلاد ووضع أيديهم في أيدي زعماء الأقليات الخائنة أمثال”قسد”الكردية التي تسعى للحصول على كيان كردي يتحد لاحقا مع أكراد العراق وتركيا وإيران.

إن إستمرار الحرب الأهلية السورية حتى يومنا هذا ،يهدف إلى إرهاق وانهاك الجميع حتى لا تقوم قائمة لأي طرف،ويتحكم الصهاينة والأمريكيون في مسار الأمور لرسم الخارطة التي يريدون، ولمصلحة مستدمرة  إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية ،وإجبار الجميع على التطبيع العلني معها كما يحدث هذه الأيام في العالم العربي بدفع من المراهقة السياسية في الخليج.

وعليه فإن الضرب بيد من حديد على رؤوس جبهة “قسد”الكردية العميلة ،هو مطلب قومي ملح،كي يكونوا عبرة لغيرهم من الذين يتوهمون أن الحضن الصهيوني أكثر دفئا وأمانا لهم ،علما أنهم عاشوا بين ظهرانينا معززين مكرمين ،ولكنهم إنحرفوا ،بإرتمائهم في الحضن الصهيو-أمريكي ،الذي لم يحتضنهم لسواد عيونهم كما يقول المثل ،بل من أجل إستخدامهم حصان طروادة لنهب الثروات السورية.

لا يريدون لسوريا أن تستمر في نهضتها وتنميتها ،وبعدها عن صندوق النقد والبنك الدوليين ،بل يريدون وقف نهضتها الزراعية والصناعية ،وإدراجها في سجل المدينين لهم ،حتى تسهل السيطرة عليها ،ولو لم تتعرض سوريا لهذه المؤامرة لأصبحت فعلا دولة مانحة غنية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.