العالم الى اين ؟ / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الأربعاء 25/11/2015 م …
اللعب الروسي الاميركي عالمكشوف … الغرب الكاذب والمراوغ والذي ثبت بما لا يقبل الشك انه لا يمكن الوثوق به بقيادة واشنطن ، والمعسكر الناهض الذي ينشد الانعتاق من التبعية والارتهان والهيمنة الاميركية وموسكو مركزه الاستراتيجي ، والاداة هذه المرة كالعادة احد الحمقى ( الاخرق المسكون باحلام الامبراطورية العثمانية البائدة اردوغان ) .
ان احد مقومات النصر ليس فقط ( ذكاء المنتصر ، بل غباء المهزوم ) وبالعمليات الارهابية الاميركية التصعيدية ترتكب واشنطن حماقات ستساهم في هزيمة مشروعها .
الانتصارات الميدانية والاستراتيجية على الارض السورية توجع اردوغان وسادته ، وتصرفه الارعن باسقاط الطائرة الروسية اليوم استنساخ لحشد الجبهة التركية الداخلية بدعوى الحفاظ على الجبهة والامن التركيين حين نفذت مخابراته العمليتين الارهابيتين ضد اليسار التركي كانت اخرها عملية انقرة لبعث الحياة من جديد في النظام الرئاسي الذي يكرسه امبراطورا عثمانياً ، واستدراج روسيا لردة فعل غير محسوبة ربما تساهم في حشد الاطلسي وقيامه بعمل عدائي ضد محور المقاومة وحلفائه .
الصورة تتظهر منذ اسقاط الطائرة المدنية الروسية فوق سينا و عملية باريس التي نفذت باشراف المخابرات الاطلسية الاميركية التركية وتحريك حاملة الطائرات الفرنسية للمتوسط وطلب بلير من البرلمان البريطاني التدخل العسكري في سورية بذريعة محاربة الارهاب ، وارسال القوات الاميركية الخاصة لسورية في خرق فاضح للقوانين الدولية بذرائع واهية لم تعد تنطلي الا على من لا يملك بصيرة .
حمقى اميركا واوروبا يلعبون بالادوات القديمة البالية ويغيب عن بالهم التحولات الدولية والاختلالات في موازيين القوى لصالح المعسكر المناهض للغرب ، والتداعيات في الاسواق المالية والنفطية
اذ ستهبط الاسواق المالية ويرتفع سعر برميل النفط لمعدلات اعلى
كما ستدفع روسيا وحلفائها للتصعيد في مجابهة الارهاب ومن يقف خلفه والمضي في هذا المشروع بلا هوادة ، واعادة النظر بمرور خط الغاز الروسي من باكو ببحر قزوين لتبليسي فجورجيا ثم ميناء جيهان التركي والذي يعود على تركيا ب ٣٣مليار دولار ، وخسارة مليارات الدولارات نظراً لاعادة النظرفي تحويل وجهة السواح الروس الذين توقفوا عن السفر لمصر .
ان احد اهم الاهداف التي تكمن خلف هذا التصعيد الغربي هو توريط روسيا في حرب الاستنزاف التي تفتعلها وتغذيها واشنطن وادواتها في المنطقة والعالم ، وخلق الذرائع ربما لدور عسكري اميركي اطلسي للحيلولة دون هزيمة الارهابيين المبرمة ومواصلة حرب الاستنزاف اضافة لاوهام تراود واشنطن بتحقيق تنازلات ومكاسب على طاولة التسويات
العالم على مفترق الطرق اما اسود او ابيض ، وهي اهم سمات مرحلة التحرر الوطني لا مكان للون الرمادي ، إما الغرق في ظلام المستنقع الراسمالي البشع المتوحش العفن ، او عبور النفق الى فضاء من الحرية والاستقلال الوطني والتحرر الاجتماعي والمساوة وسيادة القواني والمرجعيات الدولية والبناء والتنمية والرفاه الانساني .
وساحة الصراع هي وطننا العربي ووقودها هي الانسان العربي وتمويلها يجري بالمال العربي
وهي تبعات التبعية للنظم الرسمية العربية لواشنطن ونتيجة حتمية لسياسة القمع والظلم والديكتاتورية
التعليقات مغلقة.