الترامبية تفجر أمريكا..ناشفيلد نموذجا / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 25/12/2020 م …

شهدت الساحة الأمريكية تحولا أمنيا تجاوز إطلاق النار على السود وسلب المحلات ،إلى التوتر العرقي منذ أن وطئت قدما المقاول ترمب أرض البيت الأبيض قبل أربع سنوات،وعندها شهدنا تحولات جذرية داخلية  وحتى خارجية ،إذ أن ترمب سنّ قوانين عنصرية ضد المسلمين وغيرهم ،وبنى جدارا إسمنتيا لعزل المكسيك،كما أنه أتاح إقتناء الأسلحة لكل من هب ودب من الأمريكيين ،وهذه ليست صلاحية صانع قرار بل هي أجندة ينفذها صانع القرار للوصول ببلاده إلى مثل هذا اليوم.




أتت سياسة المقاول ترمب أكلها عندما أيقن أنه لن يعود إلى البيت الأبيض،فهاج وماج وأشعل التويتر رسائل متفجرة ،تفيد أن بايدن سرق الإنتخابات وزوّرها،وإستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة كي يثبت وجهة نظره ،وتتحول النتيجة لصالحه ،لكنه لم يفلح حتى أن الجمهوريين إنفضوا من حوله وطالبوه بالإذعان للواقع ،لكنه لم يرعوي ،وأمر مؤيديه بالنزول إلى الشوارع مدججين بأسلحتهم في مظاهرات لم تشهدها أمريكا ،وإنتهى به المطاف مؤخرا إلى التوسل لأتباعه  الوقوف معه ونجدته كي يستعيد سدة البيت الأبيض،وقالها صراحة “إما أنا أو الفوضى”.!!؟؟

فجر اليوم وبالتوقيت الأمريكي جرى ترويع الأمريكيين بإنفجار مروع في مدينة ناشفيلد عاصمة ولاية تينيسي،نجم عن إنفجار  إرهابي لسيارتين ،وظننت للوهلة الأولى وأنا أشاهد الحدث على الشاشة أن الإنفجار وقع اما في أفغانستان أو العراق أولبنان أو سوريا ،لكنه كان في مدينة ناشفيلد الأمريكية،وأول انطباع تكوّن لدي هو أن المقاول ترمب نجح في تحويل امريكا من أقوى دولة في العالم إلى دولة من دول العالم الثالث التي تنام على تفجير إرهابي وتصحوا على آخر بسبب سوء سياسة حكامها ،وهذا يعني أنه نجح في تنفيذ المقاولة التي كلفه من أتوا به رئيسا في البيت الأبيض عام 2016،وهو تفكيك الولايات المتحدة ،على غرار ما فعلته أمريكا بالإتحاد السوفييتي السابق عام 1991 على يد الجاسوسين غورباتشوف ويلتسين،وهو بذلك ينزل أمريكا مكرهة عن عرشها .

عوّدتنا أمريكا أن تقوم هي بتفجيرنا وقتلنا ،ونهب ثرواتنا وإستباحة فضاءاتنا لصالح مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية ،لكنها اليوم وعلى يد المقاول ترمب ،تفجر نفسها …ناشفيلد نموذجا،اللهم لا شماتة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.