جغرافيا الانتخابات، والفلاح الفصيح / محمد سعد عبد اللطيف




 
محمد سعد عبد اللطيف ( مصر ) – الأحد 27/12/2020 م  

مازال النظام الأنتخابي في مصر لة طبيعة خاصة يختلف عن كل النظم العالمية التي يجري فيها عملية الأقتراع السري .من نظام شعبوي وجهوي .وقبلي وكانت محصورة ومازالت في عائلات فقط وخاصتا في وجه قبلي في صعيد مصر   ففي نهاية   الفترة الناصرية وبداية حكم السادات .  كانت تجري عملية الأنتخابات المحلية بنظام الفريقين داخل القرية وكان يطلق عليها انتخاب أعضاء الاتحاد الأشتراكي وكانت. القرية  تنقسم الي جبهتين  في معظم القري وكان وجهاء القرية والعائلات . تتحكم أختيار المرشحين وكان ذلك  يسبب في  حدوث خلافات لاستقطاب مرشح من عائلةكبيرة  أخري   من نفس منطقة المنافسين الأخرين لضرب الجبهة  وكانت طبيعة الموقع الجغرافي عامل مهم   في فوز جبهه منهم   بسبب الزيادة السكانية حتي ولو كان هناك فريق من أصحاب المناصب اومن الحاصلين علي الشهادات العليا او المثقفين  .  بين الفريقين كان العامل الجغرافي والسكان هو المتحكم في الفوز .ففي أوائل السبعينيات من  القرن المنصرم
.في مسقط رأسي بالدقهلية .حدث خلاف بين الجبهتين . فذهبوا الي السيد مدير الأمن لمنع حدوث مشاكل بينهم . في القرية بعد فوز جبهة منهم .. فقام الفلاح الفصيح يشرح الموقف من الناحية الجغرافية والموقع وعدد السكان وطبيعة البيئة .التي ساعدت علي الفوز .فما كان من العمدة وهو من الفريق الخاسر . بعد شرح تفصيلي للسيد مدير الأمن من الفلاح الفصيح .من الرد وخرج من المديرية
يضرب كف علي كف ويقول مقولتة المشهورة (الا ان مدير الأمن معزور )
فبدأ العمدة يشرح الموقف وكأنة مشهد من التراجيديا من ممثل بارع وصاحب كريزما  وهو يشرح ماذا  كان يجسد الفلاح الفصيح في الشرح ويرفع ساقية ليظهر الملابس الداخلية (الكلسون ) صحاب الاستك منة فية . وكأنك أمام مشهد من (مسرحية هالو شلبي لسعيد صالح .) أستيك منة فية .وبعد ذلك ظهر عامل التقسيمات الجغرافية في دوائر مجلس الشعب النواب حاليا في مجالس المحليات والعاطفة من فوز مرشح مجلس محلي القرية التابع لها المرشح والتعاطف معه علي حساب مرشح أخر حتي ولو كان احسن واصلح منة .لانة من مجلس قروي أخر .رغم انهم من دائرة واحدة فجغرافية المكان في شرح الفلاح الفصيح .شرحها ولم يعلم أن هناك فرع في الجغرافيا البشرية يسمي جغرافيا الأنتخابات وهو فرع من فروع الجغرافيا البشرية، يهتم بتحليل الأساليب والسلوك ونتائج الانتخابات في سياق جغرافي وباستخدام مناهج تحليلية جغرافية. أو على وجه التحديد، هو دراسة التفاعل المزدوج بموجب السمات الجغرافية للإقليم المراد دراسته؛ كذلك تأثير القرارات السياسية والتوزيع الجغرافي على نظام ونتائج الانتخابات. والغرض من هذا التحليل هو تحديد وفهم العوامل المسببة لانتخابات سكان الأراضي بأسلوب متكامل..وتعد جغرافية الانتخابات فرع جديد تناولتها الجغرافية السياسية وتعد من المواضيع الحديثة والتي لها تأثير مباشر في الوضع السياسي الداخلي والخارجي للدولة، ومما لا شك فيه أن جغرافية الانتخابات بما تحتويها من دراسات في الأنماط الانتخابية والسلوك الانتخابي، قد أضافت بعدا جديدا للجغرافيا السياسية بشكل خاص وللجغرافيا بشكل عام، فجغرافية الانتخابات هي جزء من الجغرافيا السياسية، وذلك لأنها تهتم بدراسة تباين الأنماط الانتخابية من مكان إلى أخر، وتحديد أسباب هذه الاختلافات، وهذا يعد من صميم اهتمام الجغرافيا كما تستطيع الاستفادة من البيانات والاحصائيات الانتخابية المتاحة في إثراء الجغرافيا بأبحاث ودراسات متميزة على اعتبار أن ظاهرة الانتخابات هي ظاهرة مستمرة ومتغيرة من فترة إلى أخرى، وأن تتبع هذه الظاهرة ومتغيراتها يحقق هذا الإثراء.
من هذا المنطلق فإن جغرافية الانتخابات هي جوهر الجغرافيا السياسية خاصة وأن الهدف النهائي للجغرافية السياسية هو توضيح المسببات والنتائج المكانية للعمليات السياسية. وفي هذا المجال بالذات دراسة العمليات المكانية واختلافاتها  تستطيع جغرافية الانتخابات أن تضيف بعدا جديدا للدراسات الجغرافية إذا كانت العلوم بشكل عام يمكن أن تصنف وفق ثلاث مجموعات أساسية بحيث تشمل المجموعة الأولى العلوم الطبيعية، سواء تلك التي تبحث في المادة غير الحية كما هو الحال في الكيمياء والفيزياء، أو تبحث في الكائنات الحية كما هو الحال في علم الأحياء أو النبات. في حين تشمل المجموعة الثانية العلوم الرياضية، والتي تبحث في الكم والخواص المجردة من أعداد وأشكال. أما المجموعة الثالثة فتضم العلوم الاجتماعية والإنسانية، والتي تتمحور حول الإنسان وأحواله كعلم النفس والاجتماع والاقتصاد.فإننا لا يمكن أن نضع الجغرافيا تحت أي مجموعة من المجموعات السابقة، فهي ليست بالعلم الطبيعي الصرف، كما أنها ليست بالعلم الاجتماعي الصرف. وإنما هي جسر يجمع بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية في نسق واحد تتفاعل فيه البيئة الطبيعية مؤثرة في الإنسان ومتأثرة به. بحيث يخرج في النهاية مركب جغرافي متكامل ناتج عن هذا التفاعل بين المكونات الطبيعية والبشرية للبيئة الجغرافية. ومن هنا نجد أن التفسير المتكامل للعديد من الظاهرات البشرية وفق المفهوم المتكامل لعلم الجغرافيا هو أحد الأمور التي يجب العناية بها.
وعليه فإن تعريف الجغرافيا بأنها  علم التخصص في عدم التخصص هو أحد التعريفات الهامة للجغرافيا والتي تؤكد على الطبيعة التركيبية لعلم الجغرافيا والتي تتداخل فيها أفرع الجغرافيا المختلفة سواء منها الطبيعية أو البشرية. وعليه فإن الجغرافيا تدرس البيئة بكل مكوناتها والتي لا يستطيع أن يفهمها أو أن يدرسها بهذا الشكل باحث آخر في أفرع العلوم الأصولية المختلفة بسبب محدودية رؤيته النابعة من طبيعة تخصصه. ولم تعد الدراسات الجغرافية في الوقت الحاضر دراسات تقليدية نمطية أو كشفية وصفية بل أفرزت الاتجاهات  المعاصرة  في الجغرافية  فروعاً جديدة  ترتبط  بالواقع البشرى المعاصر كجغرافية  الانتخابات  وجغرافية الأديان والصراع الدولي والسلام ويمكن القول أن جغرافية الانتخابات كانت من اسهامات المدرسة الجغرافية الفرنسية والتي تطورت لتشمل اهتمام عدد من المختصين في حقل الجغرافية السياسية بهذا الموضوع في الوقت الحاضر وفي مختلف جهات العالم. ولم تعد دراسات الجغرافيا السياسية في الوقت الحاضر أسيرةً لدراسة الدولة كونها وحدة سياسية ، إلا أنها اتجهت نحو دراسات عديدة ومتعمقة ترتبط بالتحولات الاقتصادية والسياسية العالمية التي طـرأت عـلى الساحة السياسية خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. بالإضـافة إلـى انتشار مفاهيم جديدة مثل: العولمة والمقرطة (إشاعة الديمقراطية)، وأيضاً ظهور بعض الدراسات الخاصة بسلوك الأفراد والجماعات تجاه بعض الظواهر مثـل: دراسـة السلـوك الانتخابي للأفراد وتأثره بالظروف الجغرافية (جغرافية الانتخابات)

محمد سعد عبد اللطيف *
كاتب مصري  وباحث في الجغرافيا السياسية *

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.