عام الوباء يمضي.. وأخر يأتي بالعلاج.. وعسانا نجد العلاج لجراحات أوطاننا / فواد الكنجي
فواد الكنجي ( العراق ) – الخميس 31/12/2020 م …
عام يمضي وحصاده لم يكن ألا أوراق خريف ذابلة؛ عام وباء استثنائي عشناه بكل تفاصيل الزمن؛ بثواني.. ولحظات.. ودقائق.. وساعات.. وأيام.. وأسابيع.. وأشهر، حفر في دواخلنا تفاصيل مؤلمة عشناها بين الإغلاق العام.. والحجر المنزلي.. وارتداء كمامة الوجه المقيت، وها في هذه الفواصل من اللحظات لنهاية العام2020 وبداية العام الجديد 2021؛ نقف نتأمل.. نتذكر.. أننا في هذه اللحظات نستقبل العام الجديد و نودع ما مر بنا في عام (الوباء) الذي مضى غير آسفين عليه، عام.. لم تعد أيامه إلا ذكرى قد تعيش معنا لسنوات؛ لا نستطيع نسيان فواجعها.. وآلامها.. وأوجاعها.. وجراحاتها.. وآلاف الأحبة والأعزاء ممن فقدناهم و رحلوا عنا نتيجة إصابتهم بالوباء القاتل لـ(كورونا) .
نعم أننا في هذه الفواصل من زمن لنهاية العام وبداية العام الجديد؛ نقف نتأمل وحشة الأيام التي مضت بلحظاتها.. ودقائقها.. وساعاتها.. وأيامها.. وأسابيعها.. وأشهرها؛ بأوجاعها.. بآلامها.. بإحزانها.. بكل الماسي وانكسارات التي قوقعتنا وأسكنتنا في الكوابيس والأحلام المرعبة في زمن (الوباء)، حيث مرت خلاله أحداث.. ووقائع مؤلمة.. وظروف أتعبتنا وأحزنتنا، فقدنا الأحبة وغابت عنا الليالي الجميلة.. وصحبة الأحبة.. والأصدقاء.. والسهر.. واللهو.. والاحتفالات.. والضحك، وفي فواصل هذا الزمن الذي يطوي صفحات العام الذي يمضى لنستقبل العام الجديد؛ وكلنا أمل وأمنيات إن يحمل كل ما يسر في قادم الأيام، نعم إننا في فواصل زمن بين عام يمضي.. وأخر يأتي؛ سنستقبله.. وسنتعايش.. وسنعيش مع تفاصيل أيامه – إن كتب لنا أن نعيش – ونحن لا نعلم بالإحداث التي ستواجهنا والى أي طريق ستقودنا، ويقينا كل واحد منا لا يعلم ما ستحمل له الأيام من فرح أو من حزن، وكما كنا قبل عام في مثل هذه اللحظات نستعد لاستقبل العام الذي مضى وكلنا كنا على أمل إن يكون عام خير.. ومحبة.. وسلام؛ ولكن أتى لتجري الرياح بما لا تشتهي السفن؛ أتى بأوجاع وماسي مفجعة بالوباء (كورونا) القاتل دمر أحلامنا وأشعل أيامنا بحرقة الآلام عن فراق ألاف الأحبة فقدناهم وودعناهم من الحياة؛ لتمضي أيام سنة الوباء 2020 مثقلة بدقائقها.. وساعاتها.. وأسابيعها.. وأشهرها.. لنقف في هذه الدقائق نطوي صفحاتها المؤلمة وكلنا على استعداد لاستقبال العام الجديد نضيفه إلى عمرنا؛ وكلنا أمل في استقباله بالفرح.. والسرور؛ رغم الجراحات التي تنزف في أعماقنا؛ وكلنا أمل لتحقيق الطموحات.. والأمنيات.. وتجاوز المحن.. واليأس.. والإخفاقات.. وان نداوي جراحاتنا.. واسانا؛ ولا نتركها لتكبر في حياتنا؛ لأننا خلقنا لنمضي قدما لإشراق يوم جديد.. لا أن نبقى على إطلال الماضي نعيش الحزن.. والألم.. والنواح.. والبكاء، ولنترك لكل من نلتقي بهم ذكرى طيبه.. ونرسم الابتسامة في وجوههم.. ونمسح الدموع من أعين الحزانى.. والمجروحين ونخفف من آلامهم؛ لان ما مضى سيمضي كالعام الذي طويت صفحاته في هذه الفواصل من زمن يمضي وأخر يأتي بين نهاية العام وولادة العام الجديد؛ تاركا لنا ذكريات بأفراح أو بإحزان؛ والكثير منا في هذا الكون.. وفي هذه اللحظات.. وبين هذه الفواصل من الزمن من المهمومين والمتعبين لا يأبه ولا يبالي بفواصل نهاية العام وقدوم العام الجديد؛ لأنهم مع أوجاعهم يحسبون أنفسهم يمضون فوق جسر ممتد عبر الأعوام بدون فواصل؛ يعرفون متى بدئوا بالمسير ولكن لا يعرفون متى ينتهي الطريق وأين النهاية……..! وهم يشعرون بأوجاعهم تمتد مع امتداد جسر الحياة المؤدي إلى نهاية الحياة والموت الذي هو حق علينا نحن البشر؛ حيث يطحن شبابهم فوقه بالآلام.. والهموم.. والمعاناة.. والتأوهات؛ ومع كل هؤلاء المعذبين على ارض نحن ماضون في احتمالات مشرعة بالغموض والإبهام على الطريق ليس فيه أشارت ولا شاخص يحذر وينذر من المطبات.. والمنحدرات.. والمنعطفات، وكلنا على علم اليقين بأننا نسير بين الأعوام؛ عام يمضي.. وأخر يأتي؛ والأحداث ستبقى مترابطة ومتداخلة مع تداخل فواصل الزمن التي نقف فيها إمام المرايا لمراجعة ملفات التي نجحنا فيها و انكسرنا فيها؛ ونسمي الأسماء بمسمياتها بمن عرقل مسيرة الحياة ووضع العصا في عجلة نهضتنا ونهضة الوطن؛ لان التاريخ لا يرحم وسيسميهم في صفحاته سلبا أو إيجابا بين تباعد المواقف.. وابتعاد المصالح.. والانقسامات الخطيرة التي استنزفت قدرات وموارد الوطن.. و وحدة الشعب.. وحطمت قوتنا.. وإرادتنا دون إن نفكر في مستقيل الأجيال التي علينا إن نترك لهم مساحة ليعيشوا فيها أحرارا؛ وعلينا أن نتحدى الفاسدين.. وسراق المال العام.. ونقاوم.. ونناضل؛ لنمهد للأجيال القادمة طريقا معبدا.. مشمسا.. يمضون عليه قدما بعلو بيارق النصر والتحرير لنهضة الوطن والشعب .
نعم إن الوطن موجع بمواجع وجراحات أبناءه؛ بعد إن وقعوا ضحايا لصراعات مذهبية وطائفية أشعل نيرانها المحتل وأعداء الوطن الذين زرعوا الميلشيات المسلحة والإرهاب فعاثوا الخراب والدمار وأشاعوا الفوضى في البلاد بتهجير الملاين قسرا ليتشردوا من ديارهم.. لينزحوا بين المخيمات.. ودول الجوار.. وبلاد المهجر؛ بعد أن استشرى الفساد.. والنفاق.. والاستغلال.. ونهب أموال العامة.. في كل مفاصل الوطن؛ لتدور دوائر الصراعات والمحاصصه على السلطة بشكل غير أخلاقي بين هؤلاء العابثون بخيرات الوطن؛ ليعش كل أبناء الوطن في الداخل والمهجر في حالات استثنائية بين مظالم رجال السلطة وحكامها وبين الطائفيين والميلشيات المسلحة والإرهابيين؛ لتتفاقم أوجاع الوطن والشعب الكادح والمظلوم والمثقل بجراحات الفقراء.. واليتامى.. والمتألمين.. من هم في الداخل وفي بلاد المهجر.. والمقيمين في مخيمات النزوح والتشرد، لا راحة ولا آمان لأبناء الوطن لا من الذين يعيشون في الداخل ولا من الذين يعيشون في الخارج تحت وطأة الغربة.. والحنين.. والعوز؛ أوجاع ما بعدها ليست أوجاع في الوطن المجروح وأهله بالملايين يتظاهرون ثائرين على مدار أعوام تحت وطأة أسلحة الأوغاد من الميلشيات.. والمجرمين.. والقتلة.. واللصوص.. والإرهابيين؛ يقتلون الأبرياء ويختالون الناشطين؛ ورغم انتشار وباء (كورونا) إلا أنهم لم يثنوا عن مواصلة تظاهراتهم الثورية من اجل التغيير على كل بقاع الوطن هنا وهناك؛ وعلى طول الخط مازالوا مستمرين دون تراجع وانهيار لعزيمتهم ولأمنياتهم في تحرير أوطانهم من يد الطغمة المارقة من الفاسدين.. والمنحرفين.. وسراق المال العام.. والطائفيين.. والإرهابيين الذين تسلقوا على حكم البلاد بقوة السلاح فعاثوا الخراب والدمار في أوطاننا؛ ورغم سطوة وأجرام هؤلاء إلا إن الشعب عزم على تغيير الأوضاع ومعاقبة كل من أساء لحرية الشعب ولتطلعاتهم في الحرية والاستقلال؛ فواصلو نضالهم عبر تظاهرات ثورية وبطرق سلمية، ورغم كل أساليب القمع التي مارستها ميلشيات السلطة ضدهم إلا أنهم رخصوا دمائهم الزكية في سبيل حرية واستقلال الوطن؛ فستشهد في سبيله مئات وجرح وتعوق ألاف في سبيل تحرير الوطن؛ ومع ذلك مازالوا المتظاهرون الثوريين من الشباب والشابات ومن مختلف فئات العمرية وأطياف الشعب بكل دياناتهم ومذاهبهم وقومياتهم موحدين يواصلون التظاهرات الثورية تحت شعار موحد يهتفون :
نريد وطن.. نريد السلام.. والحب.. والحرية.. والتآخي.. والعدل.. والأمان…..
وهم بهذه المشاعر يستقبلون العام الجديد في ظل ظروف استثنائية، مظاهر تثير فينا الأسى والألم بغياب العدل والوعي .
فـ(العدل) و(الوعي) أصبحت مفاهيم لا تستقيم في دول يكون صوت الرصاص فوق صوت العدل.. والحرية.. والثقافة.. والسلام.. وتتكاثر فيه الميلشيات.. والسلاح المنفلت.. والفاسدين.. والسراق .
ولما كان يقيننا بان (العدل) و(الوعي) هي مفاهيم اجتماعية ترتبط بالسلوك الفرد ؛ لذلك فهي تتباين؛ غير إن مفهوم (العدل) مفهوم رغم ما يكتنفه الغموض لتشعب مفاهيمه؛ ولكن في المجمل هو نظام تتفق علية مجموعة من حكماء القوم أو من المفكرين والعلماء وحقوقيين مختصين بمفاهيم الفكر والفلسفة وعلم الاجتماع على أسس مشترك للعدالة ووفق قيم المجتمع بما توازن وتوازي فيما بينهم من وجود مصالح.. ولغة.. وثقافة مشتركة.. وجملة قيم تعاونية.. وعادات وتقاليد مجتمعية تفرض التزاما أخلاقيا عليهم، لينتج عبر هذه القيم مفهوم (العدل) للحفاظ على الحقوق التي أقرها القانون الطبيعي والأخلاقي، لذلك فان (العدالة الاجتماعية) هي نوع من المساواة؛ ومن هنا تكمن أهمية (العدل) لكون جوهرة يحقق الصالح العام، بمعنى إن يأخذ الجميع استحقاقاتهم القائمة على أساس حاجاتهم وجهودهم المبذولة في العمل .
لذلك فان (العدالة الاجتماعية) لا تتحقق من دون التوازن بين القيم العامة للعدالة؛ اجتماعيا وسياسيا، وهذا لا يتم ما لم يرتقي (وعي المجتمع)، فكلما زاد (الوعي الاجتماعي) كلما قل حجم الخداع السياسي للشعب، وعكسه صحيح أي كلما زاد (التخلف الاجتماعي) توسعت مساحة الخداع السياسي للشعب، لذلك فان (السياسي) يخشى على مستقبله الذي يرتبط بـ(الناخب) في الدول المتحضرة، ومن هنا فانه ليس سهلا إن نجد سياسي يخدع شعب واعي؛ ولكن أمر هذه المعادلة تختلف في (الدول المتخلفة) لان السياسي يرتدي قناعا مزيفا يخبئ وجهه الحقيقي؛ فما إن يستلم السلطة حتى يتنصل من كل التزاماته ويصبح طاغوت زمانه؛ وهذا للأسف يحدث في البلدان المتخلفة لان النخب التي تتبوأ قيادة الحكم هم من الساسة ليس لهم وعي وثقافة ولا يؤمنون بالعدالة؛ لأن منظومة قيمه مرتبطة بمصالح خاصة .
ومن هنا تأتي أهمية استنهاض همم أبناء الشعب في مواصلة تلقي علومهم في مؤسسات (التربية والتعليم) واخذ العلم والمعرفة دون كلل؛ ليكونوا نبراس يضيء طريقهم وطريق الشعب ليكشفوا عورة الفاسدين.. والمنحرفين.. والسراق.. والإرهابيين؛ بعد أن يسعوا بتنظيم قوانين العدل الاجتماعي والسياسي في الدولة، لان هذا التنظيم معناه بناء أسس لمقومات دولة العدل.. والاستقرار.. والأمن.. والأمان.. والسلام؛ وهذا ما يحسس أبناء الشعب بأنهم يعيشون في (دولة أمنه) وليست (دولة فوضى) التي تسود فيها المظالم و تحرم الإفراد من حقوقهم في الحرية.. والملكية.. وحق التعبير، لان الإنسان بطبيعته يخوض تجارب الحياة مع (الذات) و(العقل) حيث تفتح له أفاق الفكر؛ ويدخل في المفاهيم الفكر والفلسفية؛ ليطرح أسئلة مهمة في حقيقة (الحياة) و(الموت)، وهذه الأسئلة هي التي تيقظ الوعي في روح أبناء الشعب بمفاهيم أخلاقة خلاقه ومنها تشتق أسس الحياة الفاضلة والعدل؛ لسمو الروح بأفعالها .
لذلك فان أفعالنا هي ميزان للحياة سلبا أو إيجابا؛ وعلى نبض أفعالنا نمضي مع الأيام لحظة – لحظة؛ نحمل منها العبر والدروس ولا نتوقف في هذه المحطة أو تلك؛ لان في الحياة محطات منها ما تجعلنا نذرف دموعا.. ومنها ما تجعلنا نمسح دموعا.. هكذا تسير مسيرة الحياة تمضي.. ونمضي مع الأيام.. والأشهر.. والأعوام.. نحمل منها ذكريات.. وأحلام.. وأمنيات؛ ومع قدوم كل عام وبين فواصل الزمن لنهاية العام وبداية العام الجديد؛ نقف نطرح أسئلة مع أنفسنا.. نتأمل بما زرعنا وحصدنا، أنها لحظات لاستيقاظ الضمير في الذات ومراجعة تصرفاتنا بحق الذين التقيناهم في هذه المحطة وتلك؛ وعلينا في كل مراحل العمر إن نتمنى الخير لكل أبناء البشرية كما نتمناه لأنفسنا؛ لنحقق راحة البال بحق أنفسنا وبحق الآخرين؛ لنحضن كل أبناء الوطن دون تميز؛ لأننا نعيش في ربوعه.. أكلنا وشربنا من زاده.. وبقلب وروح واحدة احتضناه.. ودافعنا عن تربته الطاهرة.. وسعينا لبناء مجده.. وحضارته.. ونهضته؛ ونتمنى إن يتسع صدور حكامه لاحتضان الجميع دون تميز؛ لنزرع الإرادة الخيرة في ضمائرنا لصالح بناء مؤسسات الوطن وتنظيفها من المنحرفين.. والقتلة.. والفاسدين.. وسراق المال العام.. والإرهابيين الذين عاثوا بمقدرات الوطن وضيقوا الخناق على أبناءه؛ ليستبد الأمن.. والأمان.. والسلام.. في ربوعه؛ ليعود المهجر قسرا والنازح والمغترب في بلاد الشتات إلى أحضان الوطن، ليرفل بهم الوطن ويرفلون به؛ كفانا الضياع في مساك التخلف.. والتراجع.. واللامبالاة….
لا نريد مزيدا من الحروب.. والدمار.. والقتل.. والتشرد.. والنزوح.. والتهجير….
لا نريد الطغيان.. والشر.. والفساد….
لا نريد متاريس.. وأسلاك شائكة.. وسلاح منفلت….
لا نريد القتال.. والتهديد.. وجرائم الاختطاف.. والاغتصاب.. والإبادة….
لا نريد سماع الصرخات.. والعويل.. والنحيب….
لا نريد إن يؤشر إلينا كأمة راعية للإرهاب….
لا نريد إن نبقى امة تأكل أكثر مما تزرع….
نريد إن تحل علينا السنة الجديدة نحرر فيها الذات من هذا اليأس الذي يأكل قلوبنا ويحطمنا في كل دقيقة ألف مرة ومرة.. لا نريد إن تكبر في ذواتنا المنافي لتؤنسها الوحشة والاغتراب، علينا إن نبدأ؛ فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، لنبدأها مع بداية العام الجديد مع كل الأمنيات والأحلام الوردية التي تدور في خلدنا في هذه الفواصل من نهاية العام.. وبداية العام الجديد؛ ولتكن ركائزنا للبداية معززة بقيم الفكر.. والثقافة.. والفلسفة العقلانية.. وبالعلم.. والعدل.. والمعرفة.. لبناء الوطن والإنسان يخدم نهضة أمته.. وشعبه.. ووطنه بالوعي.. والضمير.. والعدل.. والأخلاق الفاضلة.. والتربية السليمة؛ وهذه (القيم) ليست طوبائية بعيدة عن الواقع؛ بل هي قيم قابلة لتصنيعها واقعيا؛ هي (صنعة)؛ وعلينا إن نجيد بناء هذه (الصنعة) في ذات الإنسان منذ بداية نشأته في الطفولة؛ لان (الطفل) يولد وعقله صفحة بيضاء؛ وعلينا ملئ هذه الصفحة بهذه القيم من العلم.. والمعرفة.. والأخلاق الفاضلة لترسيخها في العقل.. والضمير.. وتصرف الفرد.. والأسرة.. والمجتمع .
فـ(التربية السليمة)، هي التي تخلق التوازن المجتمعي السليم لخير أوطاننا والمجتمعات البشرية جمعاء؛ ولنستهل بداية العام الجديد 2021 بهذا المداد الفكري لاستنطاق المشاريع الحضارية للأمة من اجل نهضتها واستحداثها استحداثا حضاريا معاصرا مع تطور المجتمعات لرقي امتنا.. وشعبنا.. ووطننا.. وحضارتنا.. بمؤسساتها التربوية.. والتعليمية.. والثقافية.. والاجتماعية.. والسياسية.. والاقتصادية .
ومن هنا ونحن نعيش بين فواصل زمن عام يمضي.. وأخر يأتي بقدر ما نستذكر الجوانب المظلمة التي مرت بنا خلال الحقبة الماضي من قتل.. وإرهاب.. وخطف.. واغتصاب.. ونزوح.. وتشرد.. واغتراب.. واستشراء الفساد.. وعاقبة (الوباء) الذي لم يستثني أحدا؛ فعلينا ان نسلط الضوء على الجوانب المشرقة من الحياة التي نسيناها وأهملناها بسبب الحروب.. والكوارث.. والأوبئة.. ومفاجآت القدر.. ومصائب الإرهاب.. وقسوة الزمن، من الحب.. والرحمة.. والوفاء.. والمودة.. والفضيلة.. والرحمة.. والمحبة.. والتسامح.. والسلام.. والإخاء.. والتعاون.. والإحسان؛ وعلينا إن نسترجع هذه القيم لخرزها في عقولنا وضمائرنا؛ بل لنزرعها في أعماقنا لتنبت وتثمير ثمارا صالحة لنقدم حصادنا للأخريين؛ ولنبد بجني هذا الحصاد الخير مع بداية كل عام جديد لحياة جديدة؛ ولنتخذ من تراكم تجاربنا السابقة عبرة لتصحيح الأخطاء التي ارتكبناها لكي لا نقترف الخطأ ذاته لا بحق أنفسنا.. ولا بحق الآخرين.. ولا بحق الوطن، هذا (الوطن) الذي يسكن أعماقنا.. هذا (الوطن) الذي نشعر فيه بالأمن.. والأمان.. وبالحب.. والحرية.. والسلام، هو اسمنا.. وهويتنا.. وشرفنا.. وفخرنا.. وسعدنا.. وشرفنا بان يكون لكل واحد منا سجل حافل بخدمة العلم دفاعا عن شعبه وأرضه وترابه الطاهر، لنتطلع بأوطاننا.. وبتاريخنا.. وحضارتنا.. لمستقبل مشرق؛ ولنديم هذه الفلسفة بقيمها الجمالية في نفوسنا بإبداع موازي بين الشكل والمضمون والنابع من عمق أحاسيسنا ومشاعرنا؛ ولنحجب الجانب المظلم منها بغياب ورحيل العام الذي يمضي؛ ولنتطلع لمستقبل مشرق بالحب.. والحرية.. والعدل.. والسلام مع إطلالة العام الجديد .
التعليقات مغلقة.