هل سيكون سليمان فرنجية هو الرئيس القادم للبنان
عامر راشد ( لبنان ) الأربعاء 25/11/2015 م …
مفتاح كسر حلقة الفراغ الرئاسي في لبنان يتمثل في التوافق على شخصية تحظى بأوسع قبول سياسي ممكن بين القوى والأحزاب اللبنانية، وقد تكون تلك الشخصية هي رئيس “تيار المردة” سليمان طوني فرنجية.
أثار لقاء عقد مؤخراً في باريس، بين زعيم “تيار المستقبل”، سعد الدين الحريري، ورئيس “تيار المردة” النائب والوزير السابق سليمان طوني فرنجية، تكهنات واسعة حول قرب تحقيق اختراق في ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خلفاً للرئيس السابق ميشال سليمان الذي انتهت ولايته الرئاسية في شهر أيار (مايو) 2014، وبقي كرسي الرئاسة شاغراً منذ ذلك الحين، جراء الخلاف المحتدم بين “قوى 8 آذار”، الداعمة لترشيح العماد ميشال عون زعيم “التيار الوطني الحر”، و”قوى 14 آذار”، الداعمة لترشيح سمير جعجع زعيم “حزب القوات اللبنانية”.
معلومات متقاطعة، من الرياض وباريس وبيروت، أجمعت على أن الحوار بين الحريري وفرنجية ركز على حل معضلة الفراغ الرئاسي، إلى جانب عدد من المواضيع الأخرى، لإخراج البلاد من مأزقها وتفعيل عمل حكومة تمام سلام، التي تعاني من حالة استقطاب حادة بين مكونات ائتلافها، منعتها من القيام بدورها الجماعي خلال الشهور الماضية، ولم تستطع أن تستمر حتى الآن لولا خوف الجميع من انهيار النظام السياسي اللبناني ككل.
ورغم أن الحريري نفسه حاول أن يكبح جماح المراهنات على لقائه مع فرنجية، بتأكيده أن الحوار بينهما ينطلق من قاعدة الاختلاف الواسع في المواقف، إلا أن فتح الحوار، في الزمان والمكان وجدول الأعمال، يؤكد وبما لا يخفى على أي قارئ سياسي أن اللقاء جرى تحت مظلة سعودية وفرنسية، ويحظى بدعم الرياض وباريس، اللتين تمتلكان تأثيراً كبيراً في الملفات السياسية اللبنانية، تبعاً للعلاقات التي تربط كلاً منهما مع مكونات وقوى وأحزاب لبنانية رئيسية.
ويصب في صالح التكهنات بروز خلافات واسعة بين أقطاب “قوى 14 آذار”، وبالمقابل اتساع شق التباينات بين مكونات “قوى 8 آذار”، لاسيما فيما يخص قانون الانتخابات والأولوية بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وظهور بوادر تفاهمات، مرشحة لأن تتوسع قاعدتها، بين “التيار الوطني الحر” بزعامة ميشال عون، أحد أركان “8 آذار”، و”حزب القوات اللبنانية” بزعامة سمير جعجع، أحد أقطاب “14 آذار”، فضلاً عن تنامي الخلافات بين قوى سياسية ومستقلين محسوبين على التمثيل النيابي المسيحي، وعلى وجه التحديد بين جعجع من جهة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والوزير بطرس حرب وبعض النواب المسيحيين المستقلين، على خلفية الانتقادات العنيفة التي وجهها لهم لأنهم وافقوا على المشاركة في الجلسة التشريعية بصرف النظر عن موقف “حزب القوات اللبنانية” بزعامة جعجع.
ولا ينتقص من أهمية ما سبق تشديد مصادر رفيعة المستوى في “تيار المستقبل” على أن لقاء الحريري وفرنجية يعدُّ تأسيسياً، وأنه لا يجب الحكم عليه من جولة المباحثات الأولى، فمجرد وضع الفراغ الرئاسي على طاولة البحث بينهما في باريس يعني أن الرجلين يمتلكان تصوراً جديداً، يريان أنه يمكن من خلاله كسر الحلقة المفرغة من المواقف السلبية تجاه ملء الفراغ الرئاسي، ووفقاً لمحضر اجتماع آخر جلسة من جلسات الحوار، بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، أطلق فرنجية شعار ضرورة “إقرار كل أطراف الطاولة بأن لا غالب ولا مغلوب”، أو على حد تعبيره حرفياً “لا انتصار ولا انكسار”، لأنه ليس في إمكان أحد أن يمتلك الأكثرية التي تخوله فرض الرئيس الذي يريد.
وكان لفرنجية أيضاً موقف متميز بالنسبة لملفي الانتخابات الرئاسية والنيابية، حيث أكد في جلسة الحوار بأن موقفه إزاء التنازع القائم حول الأولوية للرئاسة أم للمجلس النيابي يتلخص في أن مهمة المتحاورين البحث عن تسوية متكاملة مثل “اتفاق الدوحة”، وأضاف: “آمل أن نخرج بتفاهم على حل كامل. إن موقفي أنا شخصياً، وبالإذن من الأخوة في (التيار الوطني الحر)، هو أن الأولوية هي لانتخاب الرئيس، وليس علينا أن ننتظر سنتين كي تحصل الانتخابات النيابية، أنا مع أولوية الرئاسة…”.
نقطة أخرى مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي الأصداء الإيجابية التي تركتها مبادرة أمين عام “حزب الله”، حسن نصر الله، التي دعا فيها إلى التفاهم على تسوية لحل الأزمة في لبنان.
والسؤال الذي ستجيب عليه الأسابيع، وربما الأيام القليلة القادمة، هل سيكون سليمان فرنجية الرئيس القادم للبنان؟ خاصة وأنه يمتلك ميزة أنه حليف لـ”قوى 8 آذار”، وفي الوقت عينه منفتح على “تيار المستقبل” العمود الفقري في “قوى 14 آذار”، ويمتلك رؤية خاصة للانتخابات الرئاسية والنيابية قد تكون مخرجاً للجميع.
التعليقات مغلقة.