تصفية الخطوط الجوية الفلسطينية جريمة وطنية / د.هاني العقاد
د.هاني العقاد( فلسطين) – الأحد 3/1/2021 م …
نحارب كفلسطينين علي اكثر من جبهة من اجل الدولة الفلسطينية ذات السيادة, نسعي لدي كل عواصم العالم ليرتفع علم فلسطين فوق ممثليات فلسطينية تمثل الدولة , نتحدي الطاغوت الصهيوني والامريكي ونبني باجسادنا ودماء شهدائنا المجبولة بتراب الوطن اسوار هذه الدولة لبنة لبنة , نتعذب ونجوع لنؤسس ونبني ونشيد مؤسسات من شانها ان تحقق السيادة لفلسطين كدولة مستقلة يرفرف علمها فوق العواصم ومؤسسات المجتمع الدولي كالامم المتحدة التي قبلت بان يرفع علم فلسطين في باحتها بنيويوك . يبني الفلسطيني داخل ترابه ويحمي هذا البناء بدمة ولحمه وكل ما يملك وغالباً ما ياتي المحتل ويهدم ما بني ويقلب كل شئ بجرافاته وبلدوزراته الحاقدة . نزرع ونسقي ما زرعنا من زيتون وبرتقال وليمون بعرقنا لنقول للعالم هذه ارضنا التي ولدنا عليها وورثناها عن ابائنا واجدادنا , هذه ارضنا الفلسطينية منها خلقنا وهي هويتنا الخالدة دونها لا نعيش وبلاها لا كرامة لنا . تخشي اسرائيل ان نملك الارض فتحاربنا عليها وتزج بمستوطنيها ليقتلعوا اشجارنا وزيتوننا ,وتخشي ان نمتلك البحر فتطلق الرصاص علي من يشق بقواربه عرض البحر لياتي بالخير للابناء الوطن , وتخشي اسرائيل ان نمتلك الهواء حتي ولو بطائرة ورقية تحلق فوق سفوح وتلال فلسطين .
قاتل ياسر عرفات بكل الاسلحة وطار بين العواصم لتكون لفلسطينين دولة ,صارع الزمن وصارع المحتل وضرب بسيفة كل جدار يقف بينه وبين تحقيق الحلم الوطني , جعل من الثورة دولة لها ما للدولة من مؤسات , اسس القوة ( 14) للطيران في لبنان , بعث برجال الثورة في كل مكان ليكونوا طيارين مهرة بل انه عمد الي تنويع الخبرات والتخصصات الجوية برجال تخرجوا من كبري كليات الطيران بالعالم , عملوا بخطوط المالديف في العام 1978 والعام 1979 ومن ثم غينيا 1988 والعام 1992 وطار الرجال الي كل مكان بطايرات تملكها م ت ف , خدموا في سلاح الجو الليبي واكملوا تدريباتهم هناك وكانت اليمن احدي اهم محطات تدريب طيارينا الفلسطينيين . يعرف ياسر عرفات تماما ما الذي يفعله ولماذا يدفع بهؤلاء الرجال ليتعلموا في كل قسم من اقسام الطيران بالدول الشقيقة . في العام 1992 اوعز لرجاله بإنشاء وتاسيس هيئة الطيران المدني الفلسطيني وبدأ العمل منذ ذلك اليوم علي ان يكون لفلسطين خطوط جوية ومطار دولي كاحد اهم عناصر السيادة علي الارض .
في العام 1996وضع حجر الاساس لمطار غزة الدولي بعد عامين من وصولة ارض الوطن واعطي التعليمات ان يكون المطار حسب مواصفات المطارات الكبري بعواصم العالم واقيم المطار في رفح وكان مدرج المطار بطول 3300 متر وعرض 60 مترا, احتوي المطار علي كل الخدمات الرئيسية لخدمة الطائرات العملاقة وكل اجهزة الملاحة الجوية والاقلاع بالاضافة لمحطة وقود كامله تحتوي علي معمل لتحليل الوقود وهجغر صيانة يتسع لثلاث طائرات بتمويل اسباني . اتجه ابو عمار للصديقة مصر للبدء باول خطوة عملية ليحلق طيارونا الي عنان السماء بطائرات فلسطينية ترفع علم فلسطين وطلب من الراحل (حسني مبارك) شهادة الكفائة الدولية (AOC) ولم تبخل القاهرة علي فلسطين وهذا اتاح لفلسطين ان تكون عضو في منظمة الطيران العالمي ICOA ,وعضو في اتحاد النقل الجوي العالمي IATA ,وعضو في اتحاد النقل باليورو متوسطي , هذا حقيقة يمثل سيادة وطنية فلسطينية لدولة فلسطينة وهذه الرخصة تجدد سنويا بناءاً علي طلب السلطة الفلسطينية .
علمنا مؤخرا وبنهاية عام 2020 ان احدهم في وزارة المواصلات الفلسطينية كتب للقاهرة طلب رسمي بعدم رغبة فلسطين تجديد هذه الشهادة التي ناضل من اجلها ياسر عرفات , وابدت مصر اسغرابها لهذا الطلب وفضلت اعطاء فلسطين مهلة للتفكير لان هذه الشهادة تعني السيادة لفلسطين من خلالها يستمر تحليق طائراتنا الفلسطينية لكل عواصم العالم . يبدوا ان هناك مخطط لتصفية الخطوط الجوية الفلسطينية وخاصة بعد الغاء هيئة الطيران المدني الفلسطيني ونقل الصلاحيات لوزارة المواصلات وبذلك يبدوا ان مخطط تصفية كل ما يتعلق بالطيران المدني الفلسطيني يجري الان تحت زريعة انه مكلف ولا يدر اي اموال للسلطة مع العلم ان هذا كلام عار عن الصحة وحتي لو كان فانه يتوجب علي السلطة تخفيض مصروفاتها الغير ضرورية لتبقي الخطوط الجوية الفلسطينية وتحافظ علي الكادر المهني من مهندسين وطيارين وملاحين وكل الطواقم بل تناضل رئاسة الوزراء من اجل زيادة عدد الطائرات العاملة علي الخطوط من خلال المساعدات الدولية والاصدقاء وتخصيص ميزانية خاصة لانشاء اسطول ملاحي فلسطيني يعزز السيادة الوطنية الفلسطينية في كل العالم .
لا اعرف لصالح من يتم تصفية الخطوط الجوية الان , ولصالح من يتم تجميد شهادة الكفائة( AOC) والغائها وبالتالي فقدان فلسطين اهم عناصر السيادة لتتساوي فلسطين بدول العالم , لا يعقل ايها السادة ان يناضل الرئيس ابو مازن علي منصات العالم لتحصل فلسطين علي عضوكامل العضوية بالامم المتحدة ويناضل من اجل اعتراف المزيد من دول العالم بدولة فلسطين ويطل علينا نفر من وزارة الواصلات ويسعي عن جهل او عن دراية لتصفية كل ما يتعلق بالطيران المدني الفلسطيني وبالتالي يحقق لاسرائيل ما كانت تريد ويكمل دائرة تدمير مطار غزة الدولي الذي ندمت اسرائيل علي انشائة , انها جريمة بحق الوطن وجريمة يسجلها الشعب في سجل اسود تستدعي من سيادة الرئيس ابو مازن الاسراع في تشكيل لجنه تحقيق متخصصة للتحقيق مع كل من شارك في هذه الجريمة وتحولهم للمحاكمة والايعاز باعادة تشكيل سلطة الطيران المدني فوراً وتطوير الكادر الملاحي وشراء طائرات حديثة للحفاظ علي الخطوط الجوية الفلسطينية تطير لكل بلاد العالم تحط بمطارات اوروبا وامريكا التي رائيت بنفسي في العام 1999 علي بورد مطار نيويورك اسم (مطار غزة الدولي) فلسطين والطائرات المتوجهة الي هناك وكانت طائرة (الخطوط الجوية المغربية) التي اخبرني قبطانها انهم ياتوا الي فلسطين لاجل سيادة دولة فلسطين مع ان الرحلة لا تغطي تلكفتها .
التعليقات مغلقة.