لماذا يخشي حكام العرب من فوز جو بايدن ؟ / محمد سعد عبد اللطيف
محمد سعد عبد اللطيف ( مصر ) – الإثنين 4/1/2021 م …
مع إقتراب وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الي البيت الأبيض ،لتولي شؤون الحكم في الولايات المتحدة، يتزايد الحديث في المنطقة العربية عن التغييرات، التي قد تطرأ على السياسة الأمريكية، تجاه المنطقة وقضاياها، في عهد الرئيس بايدن إذ تبرز منطقة الشرق الأوسط، كواحدة من أكثر مناطق النفوذ الأمريكي إثارة للجدل، بملفاتها المعقدة والساخنة، وأزماتها التي ربما زادت تعقيدا، في ظل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى تحولت إلى استقطاب إقليمي حاد، وحروب مشتعلة في أكثر من بلد عربي. عقب ثورات الربيع العربي .ورحيل حكام عرب من مسرح الاحداث . وهل يعتبر
فوز ( جو بايدن ) واقعا جديدا في الشرق الأوسط وخاصتا على القادة العرب في الخليج ؟ وهل وصول بايدن. الي البيت الأبيض سيؤثر على سياسات واشنطن الخارجية تجاه المنطقة العربية؟ وقد يترتب على فوز بايدن آثار واسعة المدى على السعودية ودول الخليج وإيران وهل ستكون إيران الفائز الأكبر في المنطقة في فترة حكم بايدن رئيسا للولايات المتحدة؟ وهل تركيا ستلعب دور اكبر في المنطقة في الترتيبات الأمنية وتصعد أقتصاديا مع علاقات جديدة بعد حالة من البرود في عهد ترامب . وهل هي تكهنات فقط للتغيير عدد من الأمور التي من المتوقع أن تتغير. بشأن الوضع في إيران والحرب السورية واليمن . وعلاقة امريكا بقضايا شائكة في المنطقة من سباق التسلح وملف حقوق الانسان وظهور تحالفات جديدة روسيا والصين وكوريا ودول اقليمية جديدة باكستان والهند . أو أن الواقع الجديد من وباء (كوفيد ~19 )الذي سيولد من رحمة نظام عالمي جديد .وتطوير منظومة الصواريخ الروسية أمام هزيمة القبضة الحديدة من صواريخ باترويت في الشرق الاوسط .هل الواقع يقول لن يصيب التغيير في العديد من الأمور، في الشرق الأوسط وأن الدعاية الانتخابية لحملة جو بايدن هي إرهاصات لاتمثل الواقع . حيث أعلنت حملة جو بايدن وقت ترشحه، أنه سيتوقف عن دعم الولايات المتحدة لحرب السعودية في اليمن، إذا انتُخب رئيساً. وأوضح في بيان سنعيد تقييم علاقتنا بالسعودية، وننهي الدعم الأمريكي لحرب السعودية في اليمن، ونتأكد من أن الولايات المتحدة لا تتنكر لقيمها من أجل بيع الأسلحة أو شراء النفط أو دعمنا لملف حقوق الانسان والمعارضة في الخارج .
لكننا هنا نسلط الضوء على عدد من الأمور التي من المتوقع أن تتغير.
علي الرغم من تغيير واقع جديد لعب فية ترامب ونتنياهو بعد إعلان دول خليجية .التطبيع مع إسرائيل.وحالة من الفوضي والحروب الآهلية وحالة الإنقسمات داخل مجلس التعاون الخليجي بشأن قطر التي تواجه مقاطعةً تستهدف الإضرار بمصالحها من جانب أربع دول عربية هي السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر – والغاضبة جميعها من الدعم السياسي الذي تقدمه الدوحة لحركات الإسلام السياسي حيث تستضيف قطر أكبر قواعد البنتاجون وأهمها استراتيجيًا في منطقة الشرق الأوسط – هي قاعدة العُديد الجوية.ومن هذه القاعدة تدير الولايات المتحدة كل عملياتها في القيادة المركزية بالمنطقة، من شرق المتوسط إلى الحدود الروسية لذلك الادارة الجديدة حريصة علي تقارب وجهات الخلاف مع دول المقاطعه مع قطر لمصالحها في المنطقة ومن المتوقع أن تدفع إدارة الرئيس المنتخب بايدن صوب رأب الصدع الخليجي الذي لا يصبّ استمراره في مصلحة الولايات المتحدة ولا دول الخليج العربية. بشأن الخلاف مع قطر وأن هناك تقارب إيراني قطري تركي .
ومن . الغريب قبل تولي بايدن مقاليد الحكم سارعت دول خليجية بالتقارب .مع قطر والتطبيع مع إسرائيل قبل وصولة للبيت الأبيض. فقد كانت تصريحات بايدن الأولي عن الحرب في اليمن حيث صرح بايدن عن تراجع الموقف الآمريكي والأن تشير التوقعات إلى تراجُع الموقف الأمريكي مجددا، لا سيما بعد أن أخبر بايدن أنه عازم على وضع نهاية للدعم الأمريكي المقدم للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن، والتوجيه بإعادة تقييم العلاقات. الخارجية الأمريكية السعودية ومن المتوقع أن تتزايد الضغوط من جانب إدارة بايدن القادمة على السعوديين وحلفائهم اليمنيين لتسوية الصراع المحتدم.منذ سنوات ..والتخوف السعودي والإماراتي من سياسات جو بايدن الذي عمل فترتين .مع أوباما نائبا له لثماني سنوات ان يتسم نفس الموقف الأن بعدم الأرتياح المتزايد إزاء مسلك السعودية في حربها على الحوثيين في اليمن.. وكانت السعودية تقود ائتلافا من دول عربية يدعم القوات الموالية للحكومة اليمنية وكان هناك عدم ارتياح من ادارة أوباما ونائبة بايدن .من الحرب الجوية التي أكملت عامها الثاني من تحقيق تقدم عسكري علي الارض
لكنها في المقابل كانت قد ألحقت دمارا هائلا طال المدنيين والبنية التحتية في اليمن.مما استند الرئيس أوباما إلى افتقار حرب اليمن لتأييد الكونجرس، فقلّص المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية للسعودية في تلك الحرب.ومع إنتهاء فترة أوباما .وفوز إدارة ترامب انقلبت على قرار سالفتها وأطلقت يد السعوديين في اليمن. فأصبح .ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد حليفان مقربان لـترامب .ويعتبر فوز بايدن خسارة كبيرة للنظم السلطوية .وقد ظهر حين أُعلن فوز جو بايدن فائزا، استغرقت القيادة السعودية وقتا أطول للتهنئة مقارنة بالوقت الذي استغرقته القيادة ذاتها قبل أربعة أعوام لتهنئة ترامب إعلان فوزه بالانتخابات.فورا وتقديم التهاني .وقد تترتب على فوز بايدن آثار واسعة المدى على السعودية ودول الخليج
.وكان الرئيس ترامب حليفا وداعما قويا للأسرة الحاكمة في السعودية. ووقع اختياره على الرياض لتكون أولى محطات جولاته الخارجية بعد تولّي الحكم في يناير/ 2017
وليس في الأمر ما يثير الدهشة؛ لقد فقد السعوديون صديقًا وخاصتا الأمير محمد بن سلمان في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وعندما اشتبهت أجهزة استخبارات غربية كبرى في ضلوع ولي العهد في مقتل الصحفي خاشقجي عام 2018، وأتهام تركيا وقف الرئيس ترامب موقف الرافض من توجيه اللوم بشكل مباشر لابن سلمان.فكان فريق عمل .الامير يتحدث للسعوديين لا داعي للقلق الوضع تحت السيطرة
كما تصدى ترامب لأصوات عنيدة داخل الكونجرس بفتح ملفات حقوق الانسان والإعتقالات وكانت تنادي بالحدّ من مبيعات الأسلحة للسعودية.
كان الرئيس ترامب حليفا وداعما قويا للأسرة الحاكمة في السعودية. ووقع اختياره على الرياض لتكون أولى محطات جولاته الخارجية بعد تولّي السلطة في 2017.وشكل ترامب فريق له من جاريد كوشنر، صِهر ترامب، وولي عهد السعودية والامارات علاقة قوية .وبناء علي ذلك ، فإن السعودية، وبدرجة أقل منها الإمارات، والبحرين بصدد خسارة حليف رئيسي في البيت الأبيض.. ومع صعود بايدن للحكم . هل سوف تخسر إسرائيل هي الاخري خسارة ترامب في الانتخابات .وبجانب توقعات شكل السياسة الخارجية الأمريكية، في المرحلة القادمة تجاه السعودية وإيران، تبرز عدة ملفات أخرى، تتعلق بالموقف المرتقب من إدارة بايدن، تجاه التحالف القوي الذي أقامه ترامب، مع عدة أنظمة في المنطقة منها النظام السعودي والإماراتي والمصري، وما يقوله مراقبون من تشجيع ترامب لهذا التحالف على التدخل في شؤون دول أخرى، وتغييب ملف الديمقراطية في بلدان المنطقة، وكذلك الملف الفلسطيني والسوري.
رغم أنه وباعتراف العديد من المسؤولين الإسرائيليين، فإن ترامب فعل لإسرائيل ما لم يفعله أي رئيس أمريكي سبقه، إلا أن معظم هؤلاء المسؤولين أيضا، يؤكدون على أن بايدن هو صديق وحليف قوي لإسرائيل، وأن الأمور لن تتغير كثيرا في عهده ، وهو ما يعتقده الفلسطينيون أيضا الذين يقولون أنهم لا يتوقعون الكثير من بايدن، لكنهم يرون أن الأمور في عهده، لن تصل إلى ما كانت عليه من سوء خلال عهد دونالد ترامب، فيما يتعلق بالتعامل مع قضيتهم، غير أن المواقف السابقة لبايدن تجاه القضية الفلسطينية، تشير إلى أنه سيبقى ملتزمًا بحل الدولتين، على أساس دولتين متجاورتين قابلتين للحياة. ولا يمكن الحديث عن توقعات السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية، دون الحديث عن التوقعات تجاه ملف إيران. منذ الثورة الإيرانية عام 1979والصراع مع إيران منذ أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الامريكية في طهران فبعد سنوات من سياسة الاحتواء، التي اتبعتها واشنطن في ظل حكم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش الإبن، والتي استهدفت فرض عقوبات تعجيزية على الاقتصاد الإيراني، أقدم الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما، على خطوة مثيرة، بتوقيعه اتفاقا (لوزان 1+5) نوويا مع طهران عام 2015، ألغى نظام العقوبات المفروضة عليها، مقابل فرض قيود مؤقته على المنشآت التابعة للبرنامج النووي التسليحي الإيراني.
والوضع في سوريا وعلاقة تركيا مع الولايات المتحدة .فترة ترامب من فطور والتهديد بعقوبات إقتصادية بعد صفقة الصواريخ الروسية /إس .400. ومواقف تركيا المناهض للملف السوري من تدخلات في شمال سوريا والملف النووي الإيراني الاخطر
ويعود تاريخ الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمنطقة إلى عام 1945م علي الرغم من ذلك يتوقع المراقبين لها بالبقاء رغم تحديات تلوح في الأفق لا ترتاح لها العواصم الخليجية.مع الإدارة الجديدة بشأن ملف حقوق الإنسان أو التقارب الإيراني .مع الحزب الديمقراطي .كما حدث مع إدارة اوباما ونائبة جو بايدن الذي اصبح
أحد منجزات الرئيس أوباما الكبرى في الشرق الأوسط تتمثّل في إبرام اتفاق إيران النووي الصعب، المسمى باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وبموجب هذا الاتفاق رُفعت العقوبات عن كاهل إيران مقابل التزام شديدٍ بقيودٍ على أنشطتها النووية والسماح للتفتيش على تلك المنشآت.والآن يساور السعوديون وحلفاؤهم القلق مجددا من أن تتجه الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إبرام اتفاق مع طهران قد يأتي على حساب مصالحهم. بعدتصعيد مواجهات عسكرية حيث
اتهمت الرياض طهران بشن هجمات باستخدام طائرات مسيرة وقذائف كروز على اثنتين من منشآتها النفطية الكبرى عام 2019 – وهي اتهامات تنفيها طهران بشأن ضرب حوالي 15%من انتاج شركة أرامكو وفي خلال الشهر الماضي قصف بصواريخ كروز من كهوف صعدا بواخر في البحر الاحمر امام مواني جدة السعودي . رغم وجود صواريخ وحائط باترويت هزمت منظومة القبة الحديدية . لحماية أبار النفط وهناك فريق يقول ؛ ان بايدن سوف يتعامل مع التحالف الذي ارساه ترامب مع أنظمة دول عربية في المنطقة وفريق أخر يقول : بأن بايدن سينتهج نفس سياسة أوباما الداعمة لحركات التغيير في العالم.
محمد سعد عبد اللطيف *
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية *
التعليقات مغلقة.