جولة الكاظمي في الباب الشرقي الغايات والاهداف / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 5/1/2021 م …




شيئ حصل حقا خلال الجولة التي قام بها الكاظمي في الباب الشرقي جعلني استغرب هو ان هناك مازال بين الشعب العراقي رغم كل المصائب من يرحب بحكام ابتلى بهم العراق وكانوا وباء لايقل عن وباء ” كورونا”.

 كنت اتوقع ان يتعامل العراقيون وحتى رغم قلتهم من الذين التقطوا الصور معه بذات الطريقة التي تعامل بها ” عراقيون بسطاء” من اصحاب العربات الذين  يكدحون في شارع المتنبي مع عمار الحكيم عندما اهملوه ولن يكترثوا به حين قام بجولة هو الاخر والله لو كنت مكانه في تلك اللحظة التي اهمل فيها  لكنت  دفنت راسي بالتراب مع العمامة.

 يبدوا ان الجميع لم يعد يخجل من اوصاف ومسميات اما كان من واجب الحكيم ان يعيد النظر بكل مواقفه بعد اهماله من مواطنين عراقيين وعدم الاكتراث به؟؟

الملاحظ ان هناك بين الذين التقطوا الصور مع الكاظمي مرضى بداء ” المنغول” وهو ما كشفت عنه وسائل الاعلام  فلا عتب على هؤلاء المساكين.

ربما هناك من يقول ان الكاظمي تسلم رئاسة الحكومة بفترة قصيرة ولن يتحمل جزءا من تبعة الكارثة التي حلت بالعراق والصحيح هو الاخر يتحمل مسؤولية لاتقل عن مسؤوليات الاخرين لانه كان يعمل على راس جهاز المخابرات ولديه معلومات عن كل مسؤول وليس عاملا بسيطا وبالمناسبة الناس البسطاء هم من يتخذ مواقف شجاعة بعيدة عن الانتهازية وان الذين تعاملوا ب” احتقار” مع الحكيم في شارع المتنبي كانوا من هذه الشريحة الاجتماعية التي اهملت ولن  ينصفها احد سوى حاكم واحد حكم العراق خمس سنوات وتامروا عليه وقتلوه انه المرحوم عبدالكريم قاسم.

قبل الكاظمي كان علاوي هو الاخر اراد  ان يجرب حظه في فترة انتخابية وقد تصدى  له الكثيرون وانزعج من طروحاتهم عندما حملوه مسؤولية تاريخية ووصل الحال  به ان ” هددهم” بالقول سوف انتقم منكم وهذا موثق في ” فيديو” وليس من جيوبنا.

العبادي هوالاخر كما يتذكر الجميع تعرض رتل السيارات المرافق له  في  احدى المرات الى الرمي بالحجارة وبعض نتف  النفايات مقرونة  بشتائم المواطنين.

الكاظمي ربما اراد ان يجرب حظه هو الاخر محاولا تقليد بعض الزعمار والرؤساء ” الشعبيين” لكن فصل تمثيليته كان فاشلا بصرف النظر عن كون بعض المواطنين رحبوا به والتقط اخرون صورا معه مسرحيات من هذا النمط لن تبيض صفحات سوداء مر بها العراق والكل مسؤول عنها ويجب ان يخضع الجميع للمحاكمة والمساءلة  جراء ما اقترفوه من مصائب بحق العراق واهله.

لم نسمع ” هله بيك هله” هذه المرة واذا كان هناك   رئيسا  خدم العراق وطبقته المسحوقة ويستحق الترحاب هو الزعيم المرحوم عبد الكريم قاسم .

لقد كان حقا نصيرا للفقراء والمعدمين وحتى مدينة الثورة لم تسجل باسمه وهو الذي وزع الاراضي  ونقل سكان الصرائف لها فضلا عن اصداره قوانين الاصلاح الزراعي وحرر رقاب الفلاحين من سطوة  الاقطاع خاصة في وسط وجنوب العراق.

لم يمتلك  بيتا خاصا به فكان يسكن دارا مؤجرة في منطقة العلوية ” لامنطقة خضراء” ولابنفسجية ولا يعرف القصور الفارهة التي هيمن عليها الجلاوزة دون وجه حق وقد عثر في جيبه على مبلغ بسيط من الدنانير العراقية بقايا راتبه الشهري وكان لايجيد  استخدام ارقام الملايين والمليارات من الدولارات التي ادمن عليها حكام ما بعد الغزو والاحتلال.

 المرحوم قاسم فقط يستحق لقب بن الشعب البار ونصير الفقراء اما هؤلاء ماهم الا مجرد افاكين وسراق قوت الشعب وعليهم التوقف عن هذه العروض الفاشلة لان الشعب العراقي ليس ساذجا وان اكثر من عقد ونصف من السنين مضت كشفت عورات هؤلاء ولم يعد  بامكانهم اخفائها من خلال فصول هذه  المسرحيات البائسة.  

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.