العمالة و” العميل” و”الوكيل” واشياء اخرى / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 6/1/2021 م …
لوحظ ان العديد من المخازن في الدول العربية تستخدم كلمة” عميل” الثقيلة بمفهومها العام لدينا بدلا من ” زبون” في تعاملها مع المتبضعين والمشترين وكلمة ” عميل” مستخدمة ايضا ليس في مجالات التبضع والشراء وزيارة المخازن لان لغتنا العربية غنية بالمصطلحات فكلمة ” عميل” تستخدم في مجال اخر ابتلى به وطننا العراقي العزيز واوطان امتنا الاخرى.
لكن الذي يخصنا هو العراق بوضعه الحاضر منذ الغزو والاحتلال وحتى الان وما اكثر من يستحقون مثل هذه التسميات وبات البعض يفتخر بها في زمننا الردئ.
العميل وفق تعريفنا وتعريفات الاخرين هو الذي يخدم الاجنبي على حساب وطنه مقابل اجر ولانجد تفسيرا لمن يتبرع بخدمة الاجنبي وهو ليس محتاجا للمال وان في بلاده خيراتها الكثيرة يسرق وينهب بها ويتيح للاجنبي ” النهب المؤطر باتفاقيات او قوانين” بالرغم من اننا لن نبرر ان تكون عميلا نظرا لحاجتك الى المادة ف” العمالة بكل اشكالها ” تجسسا” او تسريبا للمعلومات التي تضر بالوطن او تقديم اي خدمات للاجنبي على حساب الشعب وامن البلاد هي ” خيانة كبرى” بمفهومها المعروف.
الشيئ المثير للتساؤل هو ان هناك من يتبرع طواعية او تنفيذ ما تصدر له من تعليمات من اسياده او سيده او ولي نعمته بالاعلان نيابة عن دولة او طرف اخر واية دولة مثل الولايات المتحدة التي يستحق كبار المسؤولين فيها وعلى راسهم الرئيس ترامب جائزة افضل الكذابين في العالم.
يتبرع كما اسلفنا نيابة عن ” واشنطن” بالاعلان عن بدء سحب جزء من القوات الامريكية الموجودة في قواعد عسكرية ثابتة في مناطق كثيرة بالعراق والمتبرع هذا مجرد ” وكيل” ولن نستخدم ” عميل” وقد سرقنا مسمى وكيل من الولايات المتحدة التي تطلقه على جماعات عراقية مناهضة للسياسة الامريكية لكنها مؤيدة لايران في موقفها المناهض للسياسة الامريكية الصهيونية.
ان ايران لاتحتاج الى قواعد عسكرية او وكلاء في العراق فهي موجودة من خلال موالين لها مثلما موجود موالين للعديد من الدول الاخرى مجاورة وغير مجاورة و على ضفاف الخليج وما وراء المحيطات والبحار ” كوكتيل من الولاءات” للاجنبي وهو ما يميز سلطات الحكم ما بعد الغزو والاحتلال .
لاندري لماذا هذا التبرع من الكاظمي بالاعلان في يوم الجيش السادس من كانون الثاني عن ان الولايات المتحدة سوف تسحب خلال ايام اكثر من نصف قواتها المرابطة في قواعد ثابتة بالعراق وان هناك وزارة الدفاع ” البنتاغون” ام ان الكاظمي يحاول ان يوحي بانه ” عالم الغيب” وان لديه المعلومات الصادقة او ان المعلومة وصلته من وزارة الدفاع او الرئيس الامريكي ترامب الذي يتعامل مع جميع الذين يحكمون العراق باستخفاف واستهانة ويعدهم مجرد ” وكلاء” كما يعتبر الاخرين وكلاء لايران علما ان الجميع من وجهة نظر القوانين والتعريفات بالعربية هم مجرد” عملاء”للاجنبي طالما انهم يوالون الاجنبي على حساب الوطن.
وكيل اخر او ” عميل” لافرق لكن ليس على طريقة المخازن في بعض الدول العربية في تعاملها مع ” الزبائن” او تطلق عليهم مسمى ” عملاء” .
انه فؤاد حسين وزير الخارجية كان قد سبق الكاظمي وصرح نيابة عن ” البنتاغون” بان القوات الامريكية انسحبت من العراق وان المتبقى منها مجرد خبراء للتدريب والاستشارة لكنه نسي هو والكاظمي ان يتحفوننا بعديد القوات الامريكية وقواعدها العسكرية والاسلحة التي تمتلكها والمعدات التي بحوزتها واين كانت او تكون وجهة الانسحاب وكيف تم انجاز كل ذلك بهذه السرعة ولن يتحفونا بدليل يتعلق بوقف استهتار الطيران العسكري الامريكي في اجواء العراق وحتى الاسرائيلي في ظل خلو البلاد حتى من دفاعات جوية ” بيهه خير” ؟؟
الى من يحكم العراق نقول هل ابلغتكم الادارة الامريكية عندما زار الرئيس ترامب خلسة قاعدة عسكرية في غرب العراق والتقى خلالها بالعسكريين الامريكيين حتى تتبجحون ب معرفتكم سحب القوات الامريكية خلال ايام او انها انسحبت كما زعم سابقا الوزير حسين؟؟
وهل ابلغكم قبل ذلك نائبه الذي زار نفس القاعدة دون علم او دراية من احد في بغداد؟؟
هل هناك اكثر من هذا الاستخفاف الذي وصل حد الاحتقار لكل من يحكم في العراق مهما كان موقعه الكاظمي او حسين او غيرهم ويتحدثون عن امور يجهلونها اصلا ؟؟
هل اكترثت واشنطن بقرار مجلس النواب وهي التي لاتكف بالحديث عن ” الديمقراطيات” في العالم الذي يطالبها بسحب القوات؟؟
كفاكم هذيانا ايها ” الوكلاء والعملاء” جميعكم فكل من يوالي الاجنبي لايصلح لحكم العراق ويجب ان يحاسبه الشعب سواء ” كان عميلا باجر او متبرعا” او وكيلا” من الذين تغرق بهم ساحات العراق منذ عام 2003 وحتى قبل ذلك عندما اكدت الاحداث ان الخونة العملاء ساهموا بصورة فعالة في تسهيل عملية الاحتلال دون ان تتكبد الولايات المتحدة خسائر بشرية تستحقها تجعلها تنسحب من البلاد اذا استثنينا عمليات المقاومة التي ارغمت واشنطن على سحب قواتها عام 2011 لتعود من شباك” داعش” عام 2014 وتتمسك بوجودها على ارض العراق بحجة محاربة الارهاب وهو صنيعة امريكية.
الشيئ المقزز رغم كل الذي اشرنا له لازالت وسائل الاعلام في العراق تستخدم ” دولة رئيس الوزراء” حتى مع رؤساء وزارء سابقين عندما تجري لقاءات معهم وهي ظاهرة تعكس مدى الشعور ب” الدونية” و” نقصان الجاه”
التعليقات مغلقة.