الطالقاني والكربلائي والكراسي الذهبية / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 10/1/2021 م …
تناقلت وسائل الاعلام مؤخرا خبرا مصورا تظهر فيه كراسي مطلية بالذهب موجودة في احدى الحسينيات دون تحديد اسم الحسينية او مالكها او موقعها وان الكرسيين وفق وسائل الاعلام في خدمة “قارئين” احدهما الطالقاني والاخر الكربلائي بمعنى ان خلفيات هذين القارئين تستحق الجلوس على كراسي مطلية بالذهب بحكم رقة مؤخرتيهما لاسيما وان الاخير الكربلائي لا يحضر اي عزاء الا ” بالدفاتر” اي الدولار لان الدينار العراقي لاقيمة له من وجهة نظر هؤلاء تجار الدين ادعياء محبة ال البيت من الذين يستغلون المناسبات للاثراء .
العتب كل العتب على الذين يحيطونهم بهذه الهالة الزائفة ويتعاملون مع هذه العمائم التي تحولت الى مصدر رزق واثراء عند البعض بطريقة لاتستحقها.
وحتى يطلع القارئ الكريم على حقيقة القراءة على الحسين من قبل الكربلائي ب” الدفاتر” كنت في احدى المرات موجودا في “منطقة الدهاليك والكريعات ” بمنطقة الرصافة وقدعرف عن اهلها الطيبة والصدق وتقديم الخدمات وسمعت لغطا ان الكربلائي موجود في المنطقة ضيفا على شخص ما وحين سالت من هذا الكربلائي ولماذا هذا الاهتمام هل هو كائن نازل من كوكب اخر قالوا ” باسم الكربلائي”.
وعلق احدهم من الاصدقاء بالقول هذا يقرا في الماتم الحسينية ” مقابل الدولار” .
عدت بعدها الى غابر الايام عندما كنا نحضر مراسم العزاء في كربلاء حيث يعتلى القارئ المنصة تحيط به مجموعات وهي تضرب صدورها كان القارئ يحاول ان يقلد اللهجة الايرانية او هو ايراني لا علم لنا وهو يصيح باعلى صوته الجميل ” يواب يواب” اي يريد جوابا بالرد وراءه فتقرب منه احدهم قائلا ” يواب ما من يواب” اي لاتنتظر منا جوابا اخذ ” يلخ” اي سننزع جلودنا.
لهجة القارئ في حينها وهو يتلاعب بالصوت لهجة جميلة سحرية رومانسية تعيدنا بالذاكرة الى لهجة ” غوغوش” .
التفاتة جيدة من قبل السيد مقتدى الصدر بشان الكرسيين الذهبيين وكان لزاما ان يوعز الى سرايا السلام باخذ الكرسيين وتوزيع الطلاء الذهبي على الفقراء ومحاسبة صاحب الحسينية حتى لو كان وراءه ما وراءه من ادعياء دين ومذهب وما اكثرهم من الذين ما انفكوا بسيئون لال البيت والبحث عن مصدر حصوله على الاموال ليواصل البذخ بطريقة تستفز مشاعر كل عراقي وطني شريف يهمه الوطن والشعب .
عودة الى الدهاليك والكريعات هناك شخص لديه قطعة ارض كبيرة يقع قربها اكثر من حسينية وجامع تقع على الشارع العام اقترح عليه الخيرون بالمنطقة ان يجعل منها مستوصفا لخدمة المواطنين بدلا من الاصرار على بنائها ك” حسينية” نظرا لكثرة الحسينيات لكنه اصر على رايه واخذ سكان المنطقة التي تغص بالحسينيات يشتمونه ليل نهار بسبب الازعاجات للمرضى وكبار السن والاطفال المتمثلة بالسماعات التي ثبتت عليها والاصوات التي تتناوب وهي اصوات وردت في القرن الكريم” انها انكر الاصوات.
متى يفهم هؤلاء ان في اعمالهم هذه اساءة لال البيت ؟؟ وان من يهمه الحسين ” ع” وماثره الخالدة عليه ان يكون متبرعا طواعية لاحياء ذكراهم لا ان يتعامل ب ” الدولار ” والدفاتر” او ان يجلبون له كرسيا مطليا بالذهب في العراق الحزين الذي وصلت فيه نسبة الفقر الى ارقام قياسية جراء هذه المفاهيم الجاهلة التي تضر بسمعة ال البيت قبل غيرهم.
لاندري ما هو السحر في اصوات الكربلائي او غيره من اللاهثين وراء ” الدولار” في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد فهل سمعتم ان الطالقاني او الكربلائي تبرع يوما الى مسكين او الى مؤسسة تخدم اطفال العراق صحية ام تربوية وهم يتسلمون المبالغ الضخمة.
كفا جهلا ايها العراقيون لان الحسين ” وال البيت”” ع” ليس بحاجة الى مثل هذه الاصوات ” التجارية” فالتاريخ هو الذي يخلد ماثرهم في صفحاته على مدى السنين؟؟
التعليقات مغلقة.