المفكر الأردني المحامي محمد احمد الروسان يكتب: الجزائر مستهدفة من الدولة العميقة في أمريكا … وروسيّا الى غرب المتوسط ورمال التندوف، فتصبح أوروبا في فم الأسد مكشوفة العورة، وتعود أمريكا الى حادثة خليج الخنازير

  المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 16/1/2021 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الاردنية …

وعبر ليبيا وتسخينها بشكل مستمر، وصناعة الارهاب المعولم عبر الامريكي نفسه وخاصةً في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن، وتحالفاته مع الاسلام السياسي، ثم اعلان اليانكي الامريكي لمكافحته لذات الارهاب الذي صنعه ورعاه ويرعاه، كل ذلك تم هندسته لضرب الجزائر الدولة والشعب والمقدرات والثروات والدور الوطني والعروبي، ولبسط النفوذ الامريكي والاسرائيلي وعبر مسألة الصحراء الغربية، ولشطب النفوذ الروسي والصيني والايراني في الجزائر وساحات ومساحات الشمال الافريقي، والتي ستكون هذه الساحات والمساحات والدول، نقطة انطلاق عسكري عميق للولايات المتحدة الأمريكية، في صراعها مع الروس والصينيين، عبر ما ما يعلنه البنتاغون على لسان خبراء يتبعون له يعملون في مراكز التفكير الامريكية المختلفة، وعلى صلات عميقة مع أذرع الدولة العميقة.  

وفي ضمن السياق العام لملف الصحراء الغربية المتنازع عليه بين الرباط والشعب الصحراوي، والمعروض على الامم المتحدة، وصدر فيه قرار أممي لتقرير شعب الصحراء الغربية مصيره وتحت رقم 1514 والمذكور في منطوق حكم محكمة العدل الدولية، وما طرأ عليه من تطورات دراماتيكية، لعب الكيان الصهيوني في هندستها مع المغرب، والمحصلة الاعتراف الامريكي عبر الرئيس المنصرف ترامب بمغربية الصحراء الغربية، يتم نقل القاعدة العسكرية الامريكية(روتا)من مدينة قادس الاسبانية الى مدينة طانطان جنوب المغرب، والتي تحتضن مناورات الأسد المتأهب الافريقي، مع افتتاح قنصلية مغربية في مدينة الداخلة في الصحراء الغربية، كل ذلك وتحت عنوان: دعم وحدة التراب المغربي، والهدف بالعمق هو الجزائر وبسط النفوذ الامريكي، عبر محاصرة وشطب النفوذ الروسي والصيني والايراني، ان في الجزائر وان في مالي وان في موريتانيا أيضاً. ومن الجدير ذكره توجد قاعدة عسكرية أمريكية أخرى في أسبانيا تدعى: مورون في اشبيلية. 

وهنا نفى رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني( وهو اسلام سياسي ونتاجه)والذي صار صديقاً ليوسي كوهين ومائير بن شباط، وهو يعلم هذا العثماني سعد الدين أنّ أمور الجيش والدفاع ليس بيده، فآراد أن يمارس التذاكي على شعبه وشعوب المنطقة. 

 وأنّ مسألة ضم الكيان الصهيوني للقيادة المركزية الامريكية الوسطى، بعد أن كان ضمن القيادة الامريكية الاوروبية، محطة مهمة جداً في التطبيع والتتبيع مع “اسرائيل”، بل تتبيع جلّ ساحات ومساحات المنطقة العربية من الماء الى الماء – من الخليج الى المحيط، وهي فرض تطبيع وتتبيع عسكري على كافة الحلفاء ومخابراتي أيضاً، وصولا لدمج اسرائيل بالمنطقة، واعتبارها عضو طبيعي، وهذا مستحيل ولو طبق الله السماء على الارض وقامت القيامة، لن ولم نقبل بذلك. 

ويعني ذلك، أن ترى قوات اسرائيلية في كل قاعدة أمريكية في أي دولة أو ساحة أو مساحة عربية، حتى ولو رفضت الدولة أو الساحة أو المساحة العربية التي تستضيف تلك القواعد الامريكية، ومن هنا نقل القاعدة باور من اسبانيا الى طانطان جنوب المغرب، يعني قوّات اسرائيلية، يعني عبث أمريكي اسرائيلي بريطاني فرنسي في الجزائر عبر ملف الصحراء الغربية، ولضرب وشطب النفوذات الروسية الصينية الايرانية وفي موريتانيا أيضاً وفي مالي – باماكو.  

كما يعني هذا الضم العسكري(من يكره الضم الآخر منكم يا قرّاء – قطعاً لا أحد يكره الضم)تفعيل ناتو اسرائيلي عربي غربي ضد ايران، كما يسمح ضم الكيان للقيادة المركزية الوسطى الامريكية، حقه في استخدام القواعد الامريكية كمنصة اعتداء في أي عمل عسكري، حتّى وضد الدولة أو الساحة أو المساحة المستضيفة للقاعدة الامريكية تلك، أنّها مسألة تسييد اسرائيل عسكرياً في المنطقة وعلى المنطقة، عبر منح واشنطن للكيان وكالة قيادة حلفائها بدلاً منها.

وللطرفة أقول: أرادت أوروبا يوماً أن ترمي بالون اختبار للجزائر، فجاءها “المسج” الجزائري المركب، عبر مناورات بحرية روسية جزائرية صينية قبالة جنوبها، فراحت تعض على أصابعها وقالت في نفسها: كيف لم ننتبه لمثل هذا الذي قد يجعل عورتنا مكشوفة أمام هذا الحلف الذي يتصاعد على وتيرة ناعمة؟.  

وها هي الجزائر وبثبات، تذهب الى تحالف استراتيجي أكبر، يدخل القوّات الروسية الى غرب البحر المتوسط والى رمال تندوف، فتصبح أوروبا في فم الأسد، وتعود أمريكا الى حادثة خليج الخنازير، وروسيا اليوم صاروخيّا ليس روسيا الستينيات من القرن الماضي. 

اذاً في عمق التموضع العسكري في شمال أفريقيا: ثمة أدوار عسكرية لأفريكوم انطلاقاً من ليبيا لمدة خمس سنوات قادمة أو أكثر لحين تحقيق جلّ الاهداف، بحجة محاربة داعش والأرهاب الذي صنعته واشنطن وفرنسا وبريانيا واسرائيل في شمال أفريقيا، وفي مالي عبر التعاون مع الفرنسيين والبريطانيين والأيطاليين، ليجعلوا لاحقاً من مصر سورية ثانية، ومن أجل استهداف الجزائر ومحاصرتها بالدرجة الأولى لضرب خطوط العلاقات الجزائرية الروسية، والجزائرية الصينية، والجزائرية الأيرانية، حيث تتحدث المعلومات، أنّ العمل يجري على تغير للمشهد في الجزائر واعادته الى سيرته الأولى مطلع تسعينيات القرن الماضي، ليكون مشابهاً لما يجري في المشاهد السورية والليبية والعراقية واليمنية، ولكن ما يطمئن النفس أنّ وعي الشعب الجزائري وقيادته وتساوق وتماهي هذا الوعي، مع عمل دؤوب ومستمر لمجتمع المخابرات الجزائرية وتنسيقاته مع الحلفاء والأصدقاء، وخاصة مع الروس والصينيين والأيرانيين، سيحبط مخططات محور واشنطن تل أبيب، ومن ارتبط به من بعض العرب والغرب. 

 وفي ظل المعلوم والمعلن عبر الميديا العالمية، من تقارير مسربة عن قصد، قاطعناها مع ما لدينا من معلومات استخباراتية، بجانب تصريحات هنا وهناك وما أعلنه البنتاغون الأمريكي عبر قيادة قوّات أفريكوم، حيث يجيء هذا الكشف الأمريكي في ظل التوترات والأحتقانات الأيرانية السعودية، والايرانية الامريكية والايرانية الاسرائيلية، على طول خطوط ومفاعيل وتفاعلات العلاقات الثنائية والأقليمية بين ساحات ومساحات دول الخليج، كمملكات قلق عربي وايران، وعلى وقع انجازات الجيش العربي السوري، يجيء الاعلان عن خطة خمسية لمحاربة داعش والأرهاب في شمال أفريقيا، ومع توالي الهجمات الإرهابية التي يتبناها تنظيم داعش في ليبيا ومالي، وبوكو حرام في نيجيريا، وحركة الشباب المسلم في الصومال، بات التساؤل عن خلفيات هذه الهجمات وإمكانية وقوف جهات بعينها وراء هذه الأحداث من قبيل الهوس بنظرية المؤامرة. 

ولنعد الى ما قبل أربع سنوات من الان، ونتساءل هنا تحديداً حول خلفيات الهجمات على فندق(راديسون بلو)بقلب العاصمة المالية باماكو في شباط 2016 م، خصوصا وأن ثلث الضحايا هم صينيون وروس ولهم مواقع حساسة داخل مؤسسات عملاقة وهنا العقدة في محاولة الفهم هذه. 

وبحسب المعلومات التي تم رصدها من قبل كاتب هذه السطور في عام 2016 م، فإن عدد القتلى من الصينيين بلغ ستة أشخاص أنذاك، من بينهم ثلاثة ينتمون لشركة “شاينارايل واي”، بالإضافة إلى القتلى الروس الذي يشتغلون في الشركة الروسية “Volga-Dnepr“، وهي شركة عملاقة متخصصة في النقل الجوي للمعدات الضخمة وحتى الأسلحة، وفي الواقع كما أحسب، أن الهجوم يأتي في سياق التعاون الاقتصادي بين روسيا والصين، وهو ما يفتح الباب أمام تفسير الهجوم بكونه خطة مدروسة الملامح ورسالة واضحة المعالم لكل من روسيا والصين ازاء مالي وازاء الجزائر أيضاً، وتضيف المعلومات، أنّ المسؤولين الصينيين الذين قتلوا هم المدير العام لشركة(شاينارايل واي)والمدير المساعد له والمدير المسؤول عن غرب إفريقيا، وهؤلاء يعتبرون صلة الوصل بين الحكومة المالية والصينية في ما يتعلق بمشاريع البنيات التحتية، خصوصا مشروع تجهيز السكة الحديدية في مالي. 

 وفي عام 2014 م قام الرئيس المالي بزيارة إلى الصين للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، وعلى هامش هذا اللقاء وقَّع على العديد من الصفقات الضخمة مع الحكومة الصينية، أهمها مشروع تشييد السكة الحديدية بين باماكو والعاصمة الغينية بقيمة 8 مليارات دولار، وهو المشروع الذي تراهن عليه مالي حتى تتمكن من تصدير ثرواتها الطبيعية عبر ميناء غينيا، بالإضافة إلى مشروع آخر لتشييد سكة حديدية بين باماكو والعاصمة السنغالية داكار، تبلغ قيمة صفقته حوالي 1.5 مليار درهم.  

بالإضافة إلى هذين المشروعين البالغة قيمتهما حوالي 10 مليارات دولار، هناك مشاريع أخرى تشرف عليها الشركة الصينية نفسها تهم تشييد الطرق في شمال البلاد، وتشييد قنطرة في العاصمة باماكو، ليصل حجم الاستثمارات الصينية في مالي إلى 12 مليار دولار، الأمر الذي جعل من الصين المستثمر الأكثر هيمنة في مالي، وهو أمر لا يمكن أن ترضى عنه الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وأعتقد أن قتل المسؤولين الصينيين لا يمكن أن يكون بريئا خصوصاً، وأنه يمكن اعتبارهم أهم ثلاثة أشخاص كانوا متواجدين في مالي خلال تلك الفترة. 

 وبخصوص ما يتعلق بالقتلى الروس، البالغ عددهم ستة، فهم أيضا أطراف في الشركة الروسية “Volga-Dnepr“، التي تعتبر رائدة عالميا في مجال النقل الجوي للشحنات الكبيرة، حيت تقوم بنقل أجزاء الطائرات ومعدات البناء الكبيرة وحتى المروحيات، وكانت الشركة الروسية هي المكلفة بنقل معدات الشركة الصينية التي ستحتاجها في مشاريعها بمالي، وكانت بين الشركة الصينية والروسية شراكة على هذا الأساس، وهو ما يحمل أكثر من دلالة على أن العملية كانت من أجل ضرب الاستثمارات الروسية والصينية في البلد، تمهيداً لضرب الروسية نحدياً في الجزائر وكذلك الصينية.  

وتتحدث المعلومات أنّه ثمة شراكات تجمع بين الصين ومالي مؤخراً، من بينها أن الصين قدمت دعما لمالي قيمته 30 مليون دولار، وقرضا بدون فوائد قيمته 13 مليون دولار، بالإضافة إلى منحة لفائدة 6000 طالب مالي للتعلم في الصين خلال الفترة ما بين 2015 و2017، كما أعلنت الصين عن افتتاح مركز للتكوين في مجال الهندسة لفائدة الطلبة الماليين، إضافة إلى الصفقة التي حصلت عليها الصين لتشييد 24 ألف سكن اقتصادي بمالي. 

 أمّا بالنسبة لروسيّا، فقد وقَّعت خلال السبع سنوات الماضية على صفقات أسلحة مع الحكومة المالية بأكثر من مليار ونصف من الدولارات الأمريكية، وعليه عبر الهجوم الذي تم على فندق راديسون بلو عام 2016 م ونتائج الهجوم، فانّ الأمر الأكيد أن روسيا والصين قد توصلتا الى النتيجة والرسالة الأمريكية والفرنسية، ليبقى السؤال هو حول الطريقة التي سيرد بها البلدان معاً، في ظل اعلان أفريكوم(القوّات الأمريكية في أفريقيا)لخطة خمسية من ليبيا بذريعة مقاتلة الأرهاب في شمال أفريقيا حيث المعني الجزائر وعبر ملف الصحراء الغربية، ومالي وبجانبهما مصر وباقي دول المغرب العربي.  

وسيناريو العدوى الليبية، يتضمن نقل الصراع والقتال، إلى الجزائر، ثم إلى المغرب وموريتانيا، حيث هناك إسلام سياسي في ليبيا، جاء نتيجة وبسبب الإسلام السياسي الجزائري، الذي هو أشد تطرفاً بالأصل، وعبر استراتيجيات الأستدارة واشعال حروب مذهبية وطائفيه وأثنية، تهدف الى دفع الأرهابيين الى تونس والجزائر من جديد.

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111     خلوي: 0795615721

سما الروسان في : 17 – 1 – 2021 م.

هاتف المنزل: 5674111    خلوي : 0795615721

*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الأشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والأقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي: طلقات تنويرية.

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.