إيران تصفع بومبيو.. وترامب يقرع طبول الحرب / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – الإثنين 18/1/2021 م …
اجتمع جنون الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته “ترامب” مع حماقة وزير خارجيته “مايك بومبيو” ، فيما العالم كله بات على قناعة أن أمريكا وليس سواها، هي مصدر الفكر المتطرف وأم الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي تزعم أنها بصدد محاربتها والقضاء عليها وإجتثاثها من الجذور !
كعادة أمريكا وأتباعها، متخبطة في تصريحاتها الإعلامية، إعترافات متناقضة مصحوبة بالتوتر والإحباط، التي وجدت نفسها عاجزة عن مواجهة وإختراق إيران، لذلك اتهم بومبيو الحكومة الإيرانية بالسماح لتنظيم “القاعدة” بتأسيس “مقرّ رئيسي جديد” له في إيران، ولم يقدم بومبيو أي دليل على مزاعمه، التي وصفها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأنها “أكاذيب مروّجة للحرب”.
ليس هنالك من شّك أنّ الخطوّة التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية بالقول بأن هناك تعاون بين طهران وتنظيم القاعدة، هي استجابة لطلب الكيان الصهيوني، وهذه الخطوة هي استكمال لخطوات سابقة أقدمت عليها إدارة ترامب ، فقد سبق لهذه الإدارة أن أدرجت الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، كما أدرجت حزب الله وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية والعراقية كمنظمات إرهابية، وقامت بنقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس، واعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلّة فليست إلّا دليلاً واضحاً على تفسير السياسة الأمريكية التدميرية المعدة مسبقاً لتقسيم المنطقة والحقيقة أن هذه الخطوة الأمريكية لم تضيف لعداء أمريكا لإيران شيء جديد، فالعداء الأمريكي لطهران و فرض الحصار الاقتصادي عليها قد بدأ منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وقرار أمريكا بمحاصرة طهران لن يغيّر من الأمر شيئاً، لأن إيران تعي خطورة ما تقوم به أمريكا وحلفاؤها من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد.
بالتالي إن هدف بومبيو من طرح أكذوبة الدعم الإيراني لتنظيم القاعدة هو لجم إيران وتقويض نفوذها في المنطقة وعرقلة برنامجها الصاروخي الباليستى الذي يهدد حلفاء واشنطن من أجل انصياع صانع القرار الإيراني لطاولة المفاوضات مجددا، كما يعبر عن موقف إسرائيل الإرهابية ضد إيران، وهو مدفوع من قبل دول غربية والتي تتمنى من أمريكا ليس فرض العقوبات الاقتصادية على إيران فحسب، وإنما تتمنى منها مهاجمة وضرب طهران، لأن إيران دعمت المقاومة في المنطقة ضد العدوان الأمريكي وضد الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي للأراضي العربية و وقفت إلى جانب الجيش العربي السوري الذي يحارب التنظيمات المتطرفة على كافة الأرض السورية.
على خط مواز، يسعى الغرب منذ سنوات طويلة إلى أن يحرف الحقيقة للرأي العام بأن إيران لا تسعى إلى المفاوضات بسبب أن لديها نشاطات نووية مشبوهة تخفيها عن العالم، وبموازاة ذلك دخل المفاوض الإيراني بصورة فعالة في هذه المفاوضات ليبين للعالم بأن النشاطات النووية الإيرانية نشاطات سلمية بحتة وأنه لا يوجد أي نشاط تخفيه عن العالم.
ومع التطورات الأخيرة بين الطرفين الإيراني والأمريكي، قد يبدو إن صراعاً حاداً بينهما يمكن أن يحدث في أي وقت ويفجر المزيد من المشاكل الجديدة في المنطقة، لذلك كل ما يجري حالياً بين الطرفين هو حرب باردة، فأمريكا خرجت من الشرق الأوسط بعد فشلها في العراق واليمن مؤخراً، ثم خسرت رهاناتها في سورية، في حين أن إيران خرجت من نتائج الأزمة السورية قوية ومتماسكة إلى جانب أنها لم تدخل رهانات خاسرة، لذلك تواجه أمريكا اليوم مشاكل كبيرة، فمن المعارضة الداخلية لسياستها، إلى خروج ملف الإرهاب عن سيطرتها.
وبإختصار شديد: إن واشنطن تلعب بالنار، ولكنها نار مختلفة هذه المرة وتزداد قوة وقد تحرق أصابع أخرى، والمأمول آن تدرك القيادة الأمريكية حجم مغامرتها اليائسة مع إيران، وتبادر الى مراجعة حساباتها، وتجنب التورط بقدر الإمكان بالمستنقع الإيراني. وفي تقديري أن هذا العام سيشهد تدويراً للكثير من الزوايا في مجمل العلاقات الدولية، والأيام المقبلة وحدها ستجيب عن ذلك.
التعليقات مغلقة.