أمريكا المنهارة تطوّب الإقليم ل”إسرائيل”الزائلة / أسعد العزّوني

 أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 19/1/2021 م …

يتناوبون علينا وكأننا مغارة  لا يمتلكها أحد،أو قطعة أثاث جميلة رحل صاحبها عن هذه الدنيا ولم يترك وراءه من يرثه،فها هي أمريكا المنهارة تطوّب الإقليم الذي يطلقون عليه منطقة الشرق الأوسط ،وأصحابه بطبيعة الحال العرب والفرس والأتراك ومعهم الأكراد،إلى مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية الزائلة بإذن الله،كي ترثها وتتحكم فيها من بعدها ،وتنشيء مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على تلاقح العقل اليهودي “الذكي” مع المال العربي “السائب”.




هكذا يكشف عنوان المشروع وآلياته عن هويته وأهدافه،ويؤكد إنسحاقية العربان أمام يهود ،وقبولهم بأن يكونوا سفهاء لا يمتلكون حق التصرف بأموالهم،فبعد أن كانت بريطانيا العظمى تتحكم في الإقليم مع بعض القوى الغربية الأخرى ،جاءت أمريكا،وها هي ملكية الإقليم تنتقل إلى يهود الخزر في فلسطين،ليمارسوا فيه الحلب الجائر.

منذ أن بدأت أمريكا الطاغية بنقل وجودها العسكري وهيمنتها السياسية، من الإقليم المبتلى بعدم رغبة أهله بالتفاهم في ما بينهم على الحد الأدنى من مصالحهم على الأقل،إلى منطقة الهيد الصينية لمواجهة أعدائها الجدد روسيا والصين والهند،ونحن نلمس أن هذه الأمريكا المنهارة ،تطوب هذا الإقليم إلى عابر سبيل آخر هو مستدمرة إسرائيل الخزرية،وتعزز سيطرتها عليه ،ولكنها قامت بذلك بتأييد ورغبة ملحّة من  قبل عربان الخليج الذين قاموا بالتطبيع التهويدي مع يهود الخزر ،الذين لا يرتبطون ببني إسرائيل قيد شعر من أصل أونسب،ومع ذلك هيء لعربان الخليج المطبعين أنهم يهود فأعلنوا عن تحالفهم السري معهم ،بعد إدراكهم بأن أمريكا تغادر الإقليم فعلا. 

مشكلتنا منذ الأساس ليست مع يهود الخزر الذين إستظلوا بظل الصهيونية،وإستدمروا فلسطين وأقاموا فيها منذ العام 1948 بصفة رسمية و”شرعية”مزيفة إلى يومنا هذا،ساندهم في ذلك أبناء التيه اليهودي من العربان الذين تموهوا بأسماء عربية مختلفة،وعثر عليهم المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس، في صحراء جزيرة العرب من بقايا التيه اليهودي فيها،وأنجز معهم مقاولات تقضي بتسليمهم الحكم هنا وهناك مقابل التنازل عن فلسطين ليهود بحر الخزر.

لا يمكن لعاقل أن يصدق أن هذه الحفنة من البشر الحاقدين على كل شيء أن يعيشوا آمنين مطمئنين في الإقليم،وأهله عربا ومسلمين يعدون زهاء 1.5 مليار نسمة ،ويبدو أنهم كغثاء السيل،ولو لم يكونوا كذلك لما عاش يهود بحر قزوين أو مملكة الخزر ،آمنين مطمئنين قرابة 72 عاما يزدهرون ويتطورون ،في حين يعاني أهل الإقليم الثري والغني بميزاته من الفقر والحرمان والقهر والذل والهزائم المتتالية.

بعد قيام عربان الخليج بالتطبيع التهويدي مع صهاينة الخزر في فلسطين،إتضحت معالم الإقليم الجديدة ،ولكن ذلك سيكون مؤقتا لأن الطبيعة تكره التمحور الخاطيء ،ونطالب مجددا أهل الإقليم الجلوس معا على طاولة واحدة للحوار، حول إقليمهم وواقعه ووجود قوة أجنبية غاشمة فيها ،وضرورة إتفاقهم على الحد الأدنى من مصالحهم ،والتصالح في ما بين أنفسهم ،وإلا فإن الطوفان سيجتاح الجميع ،عندها لا ينفع البكاء ولا العويل.

عموما فإن رسالتي التي أرسلها للجميع تتمحور حو حقيقة ثابتة،وهي أن هذا الإقليم في خطر في حال أحكمت مستدمرة الخزر على مطقتنا،لأنها لن تقيم مملكة إسرائيل التوراتية إلا على أنقاضنا،،ولكن عزاءنا نحن في الشرق أننا إستقبلنا غالبية أتباع الحضارات الأخرى،التي لن تعمر طويلنا في منطقتنا ،وعليهم أن يتذكروا حضارات سادت ثم بادت وبقي أثرهم فيها،بمعنى أنها ستعود إلى أهلها ذات يوم،بعد أن تودع من أقام فيها جبرا،واستغل ثرواتها ،ولكن ذلك سيكلف كثيرا ويأخذ جهدا أكبر ،في حال لم يتفق العربان والفرس والإيرانيين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.