المجد لأسلو …! / ابراهيم ابو عتيلة
ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) – الثلاثاء 19/1/2021 م …
المجد لأوسلو .. التي جعلت لمن لا يسوى قيمة ومكانة
المجد لأوسلو .. التي قدمت العملاء والمتخاذلين كزعماء وقاددة
المجد لأوسلو .. التي صهينت فلسطينيين وكثير من العرب
المجد لأوسلو .. التي جعلت من المحتلة أرضهم حراساً لقوات الإحتلال
المجد لأوسلو .. التي تنازل رمزها عن أربعة أخماس أرض شعبه
المجد لأوسلو .. التي جاءت برواد المقاهي والمواخير وحراسها ليصبحوا قيادات تتحكم بالشرفاء المقاومين
المجد لأوسلو .. التي جعلت من مشردين ضائعين متسولين لاعبين بالملايين
المجد لأوسلو .. التي أضفت شرعية كاذبة لزمرة تقهر شعبها وتفرط بحقوقة وتجثم عى صدره
المجد لآوسلو … سيمفونية يعزفها ويرددها كل المنضوين تحت ما يسمى السلطة اللاوطنية الفلسطينية ، فبعد أن تسلق هؤلاء وركبوا منظمة التحرير الفلسطينية ، وبعد أن منحهم النظام الرسمي العربي مشروعية ووحدانية تمثيل الشعب الفلسطينيني ، عملوا على مسح كل منطلقات تلك المنظمة وشرعية وجودها فتخلوا عن ميثاق الشعب الفلسطيني وبدأوا يتاجرون بالقضية ويمنحون الاحتلال امتيازاً تلو آخر في لعبة قذرة قل نظيرها أسموها المفاوضات .
لقد جثم هؤلاء على صدر الشعب الفلسطيني ومارسوا عليه كل ما عجز الاحتلال عن فعله فابتكروا يا يسمى التنسيق الأمني ” المقدس ” ، خنقوا المقاومة ، إلا تلك السلمية صنيعتهم وعلى مقاسهم وكأن تلك المقاومة ستحرر وطناً .. ولقد فشلوا حتى بمقاوتهم السلمية فشلاً ذريعاً ولعل المتابع للمشهد يلاحظ كم من مرة دعى هؤلاء إلى وقفات ومسيرات ورفع أعلام وفشلوا …. لم يجاريهم في ذلك الا زبانيتهم الحاصلين بموافقة الاحتلال على بطاقات كبار الشخصيات وبطاقات الصراف الآلي دون تحديد لسقف حساب ، ولقد نجح هؤلا بإلحاق منظمات كانت تدعي باليسار لتسير معهمو في ظلهم وجعلوها ديكورات رمزية فتفردوا بالقرار وبالساحة .
شغلوا الشعب الفلسطيني بلعبة الانقسام فيما بينهم وبين الإخونج وكأن هناك كعكة يريدون اقتسامها ، وكما تفردوا هم في ما يسمى الضفة الغربية تفرد الإخوانج في قطاع غزة ، وإن كانت مسيرة الإخوانج أفضل من مسيرتهم نسبياً حيث استمر الإخوانج برفع شعار المقاومة المسلحة فقاوموا وضربوا قوات الاحتلال قبل أن يتراجع برنامجهم ويدخلوا في سباقات المزايدة للمصالحة بينهم وبين فتح الماسكة على زمام سلطة أوسلو …
ورغم ما حصل وما يحصل من نكبات في القضية الفلسطينية بواسطة ترامب وغلامه كوشنير والصهيونية وما قابلها من طاعة عمياء من قبل حكام عدد من الدول والدويلات العربية وهرولتها المجانية للتطبيع مع كيان الاحتلال .. إلا أن ذلك لم يغير شيئاً في استراتيجية سلطة اوسلوستان ولم يحد من قبضتها الأمنية بحق شعب فلسطين ، بل قامت بإعادة التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال مقابل إعادة الاحتلال للسلطة ما تم تحصيله من ضرائب وجمارك من شعب فلسطين بل وتفاخروا بذلك واعتبروه نصراً على الاحتلال … فنصرهم يتمثل بما يحصلوا عليه من أموال سواء على المستوى الفردي أو الجماعي .
وبعد الكثير من الغزل الثنائي الفتحاوي الحمساوي خرج علينا زعيم منظمة التحرير الذي لم يحمل بندقية يوماً والذي أسقط المقاومة المسلحة من قاموس النضال الفلسطيني … خرج علينا بدعوته لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات للمجلس الوطني … كل ذلك بهدف تجديد المبايعة له ولزمرته من عشاق اوسلو وبهدف إدخال حماس بشكل أكثر وضوحاً تحت عباءة أوسلو وهي التي سبق وأن دخلته طواعية في الانتخابات السابقة ثم زاودت عليه وكأنها لم تدخل فالحصول على مباركة حماس لكل التناززلات التي قامت بها سلطة اوسلو أمر متوقع وليس ببعيد طالما ارتضت ادخول في لعبة انتخابات شرعنة أوسلو ، فالإخوانج تهمهم مصلحتهم وهي المصلحة العليا قبل أي مصلحة وما مباركة إخوانج المغرب للتطبيع المغربي السهيوني إلا دليل على ذلك …
لقد تجاوزت الدعوة للانتخابات كل الاتفاقات والأصوات التي نادت وتنادي لإحياء منظمة التحرير إعادة بنائها وإصلاح ما حصل فيها من فساد وخراب … فلم تعد المنظمة تهمهم في شيء إلا اتخاذها وسيلة للسيطرة على الشعب الفلسطيني وشرعية تمثيله تنفيذاً لقرار النظام الرسمي العربي والذي كان تمهيداً لكل ما جرى ويجري ، فلو بقي البعد العربي ولو بقي الحق العربي في فلسطين لاختلفت الكثير من المعطيات ولما تجرأ المطبعون العرب على فعلتهم ، كما ومن المؤكد حتى الآن أن تشارك كل تنظيمات دديكور الديمقراطية الفلسطينية وأدعياء اليسار في هذه الانتخابات ولربما تبفى الجهاد الإسلامي وحيدة خارج هذه اللعبة لرفضها الواضح لأوسلو وتمسكها بالثوابت .
إن المقصود بالانتخابات لا يتجاوز تجديد شرعية أوسلو وتجديد البيعة لرجالات دايتون في مسيرتهم للتصفية النهائية للقضية الفلسطينية حتى لو أصبح هؤلاء مجرد مخاتير لأحياء وقرى متناثرة … ولعل الأغرب من كل ذلك دعوتهم لانتخابات المجلس الوطني ،وهنا لا بد من سؤال هل سيتم إجراء انتخابات في أراضي فلسطين المحتلة 1948 لتمثيل الصامدين من الفلسطينيين هناك وهل سيتم إجراء انتخابات في المخيمات ومناطق الشتات أم سيتم تمثيل هؤلاء من قبل ن يتم تعيينهم من الأوسلويين ولماذا تمثيهم أصلاً طالما اعترف الأوسلويون بحق ” إسرائيل ” في الوجود والحياة على أرض ساكني المخيمات اللاجئين منذ عام 1948 ..
إن ما يجري على الساحة الفلسطينية لعبة كبيرة يلعبها المتصهينون من الفلسطينيين لتصفية كل ما يرتبط بالقضية الفلسطينية ، فمن ينادي بمجد أوسلو لا يهمه من فلسطين الا إسمها الذي سيبقى رمزا وهدفاً ووسيلة لتجارتهم …
والسؤال هل نضبت أرض فلسطين من الأحرار .. وهل خمدت نار ثورتها للابد … سؤال برسم الإجابة .
التعليقات مغلقة.