مقالان حول الاسلام السياسي السني .. والدوله المدنيه / عبد الحفيظ ابو قاعود

 

 

عبد الحفيظ ابو قاعود ( الأردن ) الأربعاء 21/1/2015 م …

 

المقال الأول :

رؤية مجموعات “الاسلام السياسي”وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين ،لكثيرمن القضايا السياسية- الامنية المهمة في عالم متعدد الاقطاب والثقافات،والشركات متعددة الجنسيات ,والاحلاف الدولية والاقليميه ومجمع الصناعات العسكرية العالمي,واتفاقيات المحميات الامنية في الخليج العربي للسيطرة على النفط العربي ,والتفاهمات في التعاون العسكري ومنظومة التحالف الاقليمي الامنية لحماية امن اسرائيل في فلسطين المحتله، والتحالف مع الولايات المتحدة الامريكيه من خارج الناتو؛غيرناضجه وواضحه المعالم وتتسم بالضبابيه والانغلاق على التراكم الحضاري الانساني،لا تؤهلها الى تولي زمام السلطة والسلطان في الوطن العربي عبر صناديق الاقتراع .
هناك مراوحة واسعة من الآراء والمواقف والممارسات في صياغة مستقبل الامه وفق طروحات مجموعات الاسلام السياسي بما فيها الاخوان المسلمين ,تؤكد الطابع التجريبي لهذه المجموعات في السياسة المعاصرة,وليس النضوج السياسي لها من حيث انها لا تملك نظرية واحدة للدولة وعلاقة الدين بالسياسة والاقتصاد,والهوية “إلاسلام والعروبة”, والعلاقة مع الغرب, وليست لديها استراتيجية معلنة واضحة في المسألة الديموقراطية وقضية فلسطين والوحدة العربية أوالإسلامية والعدالة الاجتماعية.
مع هذا وذاك فقد تقدمت “جماعة الاخوان المسلمين “،التي تقود التيار الاسلامي بآرائها الفقهية حول المشاركة في العمليه الساسيه في ضوء موازين القوى والتجارب الخاصة وثقافة المجتمع التي تعمل في ساحته السياسيه ,هذه ظاهرة إيجابية من حيث المرونة والواقعية, لكن حين يتحدث أحد متزعميها عن الدولة المدنية الديمقراطيه،التي يتناوب مكوناتها السياسيه والاجتماعية السلطة سلميا بين الإسلام وقيم العصر والحداثة”, خاصة في مسائل الأحوال الشخصية ,التي تلحقها الجماعة عادة بالأحكام الدينية الملزمة . نرى ضحالة الطرح; لانها لا تؤمن بالمرجعية البشرية في تسير اعمال المجتمع المدني ، ولم تصل في ادبياتها الفكرية والسياسية الى ضرورة انسجام المرجعية البشرية مع المرجعية الالهية في الحكم والدوله.
وهنا يكمن الخطأ الاستراتيجي في المنهاج السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في بناء “الدولة المدنية” لولوج الامه دورة حضارية انسانية جديده في عالم متعدد الاقطاب والثقافات وصراع الحضارات .
والخلل الاهم لدى مجموعات “الاسلام السياسي ” يكمن في منهاج الحكم وبناء الدولة المدنية الديمقراطيه المنسجمة مع المرجعية الالهية ،لانها لاتؤمن بالمرجعيه البشريه في تسير امورالمجتمع الحياتيه ،لا تميز بين واقعية الدوله ومثالية العقيده .وهذا سبب رئيس في فشل هذه المجموعات في الوصول الى صيغة توافقيه بين المرجعية الالهيه والمرجعية البشريه في دولة مدنية ديمقراطية تتناوب مكونات السياسية والاجتماعية السلطة سلميا.
بالمقابل؛ تمكنت الثورةالاسلامية الايرانية من الوصول الى هذا التوافق بين المرجعية البشرية والمرجعية الالهية في مدى عمر الثورة في الخمس والثلاثين السنة الماضية .وهذا سر هجوم مشايخ الجماعه ومجموعات الاسلام السياسي من خلال الخطب المنبريه على المذهب الشيعي ووصفه بالروافض .
ان الثورة الاسلامية الايرانيه ودولتها المدنيه،الديمقراطيه وذات المرجعية الدينيه / الجمهوريه الاسلامية الايرانيه / ؛ كشفت عورة طروحات مشايخ مجموعات الاسلام السياسي في صياغة المنهاج السياسي لادارة الدوله المدنيه الديمقراطيه.كما كانت الثورة الاسلامية الايرانيه السباقه في المشروع النهضوي الاسلامي في بناء دولة مدنية ديمقراطية عملاقة لها مرجعية دينيه ، تتناوب مكوناتها السياسيه والاجتماعية السلطه سليما ،بالانتقال من ولاية الفقيه الى ولاية الامر في الشرق ،بخلاف الاسلام السياسي السني ،الذي تحالف مع الانظمة الاستبداية والدكتاتوريه المتواطئة مع الغرب المتصهين ، فانهارت فلى جرف هار في مصر وسوريه والعراق.
جماعة “الاخوان المسلمون “قادت وتقود التيار الاسلامي حول العالم ،وأستولد من رحمها المشروع الارهابي التكفيري، ومجموعات الاسلام السياسي في العالم المنخرطه في مشروع الشرق الاوسط الكبير، تحت عنوان ” دولة الخلافه الاسلامية “. لكنها في الوقت ذاته لم تنجز مشروع ثوره للاطاحه بانماط الحكم الفاسد المتوطئه مع الغرب المتصهين فحسب ،بل بنت تحالفات استراتيجيه معها بحجة مواجهة القوى الوطنية والقومية واليساريه بزعم خروجها من المله وفق فتاوى مشايخها المضلله وغير المستنده الى مبررات واقعية ،لان منهاجها السياسي لا يميز بين واقعية الدولة ومثالية العقيدة .
هل يحمل المنهاج السياسي ل”الاخوان المسلمون” إرث المجتمع العربي المتديّن في الوطن العربي !!!, وهل يشكّل صحوة دينية روحانية بمقدار ما يشكّل انبعاثاً لهوية ثقافية طائفيةغير جامعة للامه ؟!!!، أم ان هذا المنهاج لم يكتمل عناصره في بناء دوله مدنيه ديمقراطيه في عالم متعدد الاقطاب والثقافات ؟!!!.
الاجابة على هذه الاسئلة ,هو; ليس هناك من ملمح تجديدي في الفكر السياسي لدى هذه المجموعات ؛يشكّل نهضة أو مشروع تحديث وتوحيد. فحيث ما صعدت الى المشاركه في الحكم أثارت عاصفة حول امكانية بلورة هوية ثقافية تقدمية جامعة للامه ،لكن في خلفية المشهد السياسي , نجد ان تنظيمات مجموعات الاسلام السياسي وعلى راسها الاخوان المسلمون” في صدام مع القوى الليبرالية والقومية واليسارية المحلية مع بعض الاستثناءات والتمايزات. بين طروحاتهم ووطروحات هذه القوى ;لان هناك علاقة تضاد ثقافي وتماهٍ سياسي في التعامل مع القوى والاحزاب القومية واليساريه والوطنيه منذ العام 1958،التي فشلت هي الاخرى في بناء دولة مدنيه ديمقرطيه لافتقارها الى المرجعية الدينيه .
ان مجموعات الاسلام السياسي تقبل النسق السياسي والاقتصادي في انظمة سايكس بيكو بآلياته وقواعده وأحكامه وترفضه في منطق الهوية الثقافية.هي ؛بهذا المعنى تجسيدا لفكرة صراع الحضارات والثقافات كما يطرحها الغرب المعاصر.
فالجدال الدائر بين النخب والعامه حول شرعية مجموعات الاسلام السياسي في السلطة والسلطان ،ومنها ؛ جماعة الاخوان المسلمون اليوم في الاردن والبلاد العربيه غير منتج لحوار وطني شامل للاصلاح العام ،لانها شكلت الحليف والقاعدة الاجتماعية الرئيسيه للانظمة العربيه المتواطئة مع الغرب المتصهين الراعي للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتله بحجة مقاومة الشيوعيه والحزبية والتيار العروبي .
ان جناحي الاسلام السياسي بشقيه؛ الوهابية السلفيه،وتنظيم الاخوان المسلمين حول العالم ،استولدا تنظيم القاعدة،الذين بدوره استولد بالتنسيق مع اجهزة استخبارية اقليميه باشراف المخابرات الامريكية المركزيه المشروع التكفيري الارهابي حول العالم لاقامة فقاعة “دولة الخلافه الاسلامية ” وفق طروحات ابن تيمه وابو الاعلى الماوردي ،التي تتنافي مع منهاح النبوه في في ادارة الدوله .كما تحالفا بقصد او بدون قصد مع نظم متواطئه مع قوى الاستكبار العالمي الامبريالي لضمان دولة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتله .ولأنهما جاءا من لا شرعية الأوضاع السابقة السائدة ونالوا تأييد جمهرة واسعة من الجماهير .
هل من حقهما أن يكونا شريكين بلون طيفيهما السياسي وثقافتهما وطموحاتهما في ساحة العمل السياسي العربي ؟!!!، وهل أصبح احداهما يشكل فاكهة” المشهد السياسي العربي ؟!!!،وهل أصبح الجناح الاخر خزانا بشريا للمشروع التكفيري الارهابي حول العالم ؟!!!. فالاجابة عن هذه الاسئلة يقود الى البحث المعمق في مدى صلاحية المنهاج السياسي للمشروع التكفيري الارهابي للدواعش في إقامة دوله مدنيه ديمقراطيه محوريه عملاقة في بلاد الشام والرافدين ./ يتبع2/2

المقال الثاني : الاسلام السياسي السني …. والدوله المدنيه


مشروع التسنن السياسي لاقامة دولة “الخلافة الاسلامية “على النمط التقليدي ،الذي ساد قبل سقوط بغداد في عام 1258،ويدعو له فكر ابن تيميه ومشايخ وقادة الاسلام السياسي السني في الالفية الجديده غيرقابل للتطبيق في عالم نظامه الدولي متعدد الاقطاب والثقافات والتحالفات الدولية والاقليمية ،وتسود فيه الليبرالية المعولمه ومنظومة ثلوث التجارة العالمية ؛ منظمة التجارة العالمية .. البنك الدولي و صندوق النقد الدولي .
لقد جاء “الاخوان المسلمون ” الى السلطة في مصروتركيا والمغرب بتفاهم وبدعم غير مباشر من الولايات المتحدة الامريكية والغرب المتصهين, !!!,وفي الوقت ذاته؛لم يتمكنوا من الوصول للسلطه بمكتسب القوة الشعبيه،كما هو الحال في سورية والعراق،لاسباب تتعلق في بنية الدوله الوطنيه السوريه،فكانت المشاركة في مؤامرة الحرب الكونية في بلاد الشام ،وشاركوا في العملية السياسيه / المحاصصة الطائفيه /في العراق عبر الحزب الاسلامي الذراع السياسي للاخوان في بلاد الرافدين وفق تفاهم اربيل عام 2004بمباركة بيرمر المندوب السامي الامريكي .
واستهدف التفاهم الامريكي الاخواني للوصول للسلطه في تركيا وسوريه ومصر؛أقامة هلال سني بقيادة “تركيا اوردغان”تحت هيمنة واشراف الولايات المتحدة الامريكيه لمواجهة الجمهوريه الاسلاميه الايرانية ومحورها المقاوم تحت عنوان الهلال الشيعي الافتراضي .
وحينما انخراطت “الجماعة ” في السلطة في مصر; لم يتكيّف الاخوان مع قيم العصروأحتياجات المجتمع ،ووسائل التقدم الحضاري الإنساني ،لكنهم أنقلبوا على الشرعيه ،التي جاءت بهم الى السلطه ،وعلى خيار الجماهير بالثورات على الاستبداد والفساد والفقر،ما اطلق عليه الغرب “الربيع العربي”,وشاركوا في سيناريوهات مؤامرة الحرب الكونية في بلاد الشام والرافدين ، واتسقوا مع مشاريع الإصلاح المتعددة،كما يريدها الغرب للعرب في مرحلة نهوض المارد الايراني !!!.
وهذا يقود الباحث المتخصص في شوؤن حركات الاسلام السياسي الى تأكيد الوصف الحقيقي الاخوان المسلمين ،بانهم ليسوا عملاء عن قصد ، لكنهم يؤدون العماله عن علم ودرايه.
تجارب الاسلام السياسي في الحكم في مصر وتركيا والمغرب الفاشله ،بالتوازي مع المشروع التكفيري الارهابي ،وفقاقيع الدواعش في المشرق والمغرب ، توجب الحاجة الضروريه والملحه لفتح ملف الإصلاح الديني من داخل الدين . وذلك ان الاسلام ضرورة حتمية في استكمال الدورة الحضارية الانسانية الثالثة للامة ,التي نجد ارهاصاتها في مرحله” الربيع العربي ” حتى تتوافق وتنسجم المرجعية البشرية مع المرجعية الالهية في صياغة مستقبل الامة ، ليكون للامة مكانا تحت الشمس في عالم متعدد الاقطاب وزمن صراع الحضارات والعمالقه.
لقد وجد الخلل الاكبر في تجارب الثورات والحراكات الشعبية في البلاد العربيه، بعد عام واحد من حصولها ، لانها لم تستكمل عملية الاصلاح العام في محاورها الثلاثة ، واهمها المحورالاساس ؛ اصلاح الدين من داخل الدين في بعده السياسي وليس العقائدي.
فالاسلام السياسي في السلطة اليوم في تركيا والمغرب ولكنه سرعان ما انهار في تونس ومصر, ويسعى الى الوصول الى السلطة في سورية بالقوه المسلحة،وبالديمقراطية في اليمن والاردن والبحرين , لكنه في الوقت ذاته فشل في تحقيق شعار; “الاسلام هو الحل “في تجربة الدمقرطه في الاردن منذ العام 1989.
نتائج حرب تدمير غزة الثانية عام 2012 ؛شكلت محطه الاخفاق الثانية في بقاء حكم المرشد في ارض الكنانة في نظر الولايات المتحده الامريكيه وإسرائيل ،لانها اخفقت في الامتحان الامريكي- الاسرائيلي بالخروج عن سكة قطاركامب ديفيد /المسار الساداتي الاستسلامي /،والاستمرار في عضوية منظومة التحالف الامني الاقليمي ، وبالابتعاد عن تطبيق بعض قواعد التفاهم مع الغرب المتصهين للبقاء في الحكم في مصر ، وذلك بالانحيازغير المعلن الى غزه ،وهذا يكشف تواطئ الاخوان مع الغرب المتصهين في الوصول الى الحكم في مصر، ليس طريق الثورة كما حصل في ايران في عام 1979 . فاصبح النظام المصري في تجربة حكم المرشد صورة محسنة عن نظام مبارك في الاستبداد المغلف بلباس الدين, وانكشفت عورة مجموعات الاسلام السياسي السني في الحكم .
أين يقف قادة التيار الاسلامي السني من مسألة الاصلاح الديني من داخل الدين ;اي توافق المرجعية البشرية مع المرجعية الالهية في البعد السياسي وليس الاعتقادي!!!,ومن الدولة المدنية الديمقراطيه،التي تتناوب مكونات السياسيه والاجتماعيه السلطه سلميا “!!!, ومن صراع الحضارات وليس حوار الاديان والمذاهب ؟!!!،والعلاقه مع الغرب المتصهين ؟!!!، والحوارمع الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه،ومحور المقاومه العربي الاسلامي للتشبيك الاقتصادي والتكوين السياسي ؟!!!،ومن النظام العالمي الجديد متعدد الاقطاب و الثقافات؟!!!.

الخلاصه والاستنتاج ؛


– الاصلاح الديني من داخل الدين ; محورأساس من ضمن ثلاثة محاور رئيسية في العملية الاصلاحية الشاملة للانتقال من الاستبداد والدكتاتوريه والفساد والافساد السياسي والمالي والاداري الى دولة مدنية ديمقراطية ;دولة المواطنة وسيادة القانون والتناوب السلمي على السلطة ذات مرجعية دينيه في البلاد العربية. لان اصلاح او تغيير الانظمة غير كاف ،اذ لم تتزامن مع الاصلاح الديني .. واصلاح الموروث المجتمعي; ثلاث مرتكزات اساس متلازمة في العملية الاصلاحية الشاملة للنظام الاقليمي العربي .
– تطوير وتأطير مؤسسة اتحاد علماء بلاد الشام الى مرجعيه دينية مستقلة ماليا واداريا في قمة الهرم السياسي للدوله المدنيه الديمقراطيه في بلاد الشام والرافدين ،ولها مجالس وهيئات وحوزات علمية ،لتكون المرجعية الدينيه للنظام السياسي المدني للالتزام باحكام الشريعة .
– وجوب اجراء مراجعة عميقة في مسألة حيوية في عملية الانتقال من الدولة الاستبدادية الى الدولة المدنية الديمقراطية قبل السقوط في دولة الاستبداد باسم الدين، كما هو الحال بالنموذج الداعشي في العراق .
ان مشاركة الاخوان في السلطة والحاكميه في مرحلة التوجة الى الدمقرطة في الوطن العربي/مرحلة ما اطلق عليها السلام الاقليمي ” كامب ديفيد ” ; جاء في اطار مخطط مرسوم, ومتلازم مع مخطط “الشرق الاوسط ” الجديد / النسخة المستحدثه من سايكس بيكو /من خلال تدمير المشروع النهضوي القومي في العراق وسورية ومصر لتصفية القضية الفلسطينية من البوابة الرئيسية لمصادرة المستقبل السياسي العربي ، باقامة امارات الطوائف” الجديدة في المشرق العربي,على غرار مشيخات الخليج، ولكن بنسخة مستحدثة عن امارات الطوائف في الاندلس .
فالاذرع السياسية للاخوان؛مكتب الارشاد العالمي وألاحزاب السياسية حول العالم; لا تملك النموذج الفكريً والسياسيً والاقتصادي الواحد ًلادارة الدوله المركزية المدنيه الديمقراطيه العملاقه, لكن لدى متزعميها طروحات واجتهادات مختلفة في ميدان العمل السياسي عند الانتقال من الدعوة إلى السلطة والمشاركة في صياغة الدساتيروالأنظمة والقوانين والتحالفات،وفي نظرتهم للحريات العامة والفردية .
كما ان تحالف قيادات الاخوان حول العالم مع الحكام المتوطئين مع الولايات المتحدة الامريكية والغرب المتصهين يقف سدا منيعا في مواجهة الدولة المدنية الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة،الامر الذي يرتب عليها مراجعة دقيقة وشاملة لمنهاجها السياسي ليتم في ضوء هذه المراجعة الانسجام التام بين المرجعية البشرية والمرجعية الالهية في ادارة الدولة ، والتفريق بين واقعية الدوله ومثالية العقيدة . فالانشقاقات المتوالية ، والاختراقات الاستخبابيه في صفوف “الجماعة ” تكشف عن عدم قدرتها على التعاطي مع معطيات الانتقال الى الدولة المدنية الديمقراطية في الوطن العربي الاسلامي ؛ تجربة النسخه الاردنية والتونسيه ،وحكم المرشد في مصر نموذجا.

*صحافي ومحلل سياسي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.