قصف سوريا المتواصل لتركيعها وطرد ايران / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 22/1/2021 م …
تزداد الضغوط يوما بعد يوم على سوريا لتركيعها ،من خلال إجبار النظام على توقيع معاهدة إستسلام لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،لإزالة الخطر الوحيد الكامن أمام تأسيس مملكة إسرائيل التوراتية الكبرى ،التي سيمتد نفوذها من شرقي البحر الأبيض المتوسط حتى غربي شاطيء بحر قزوين ،حيث إنتشر يهود الخزر بعد هزيمة ملكهم الخاكان النكراء على يد جيش الخليفة العباسي هرون الرشيد،وتهوده بعد أن أوهمهم أنه سيعتنق الإسلام في حال قبلوا توقيعه على معاهدة إستسلام تضمن بقاءه في الحكم.
الهدف من وراء هذه الهجمات مزدوج ومتفق عليه صهيونيا وغربيا،من أجل وضع النظام السوري في مأزق وزاوية حرجة ،وطرد إيران من سوريا ولاحقا العراق،ولا نغالي إن قلنا أن موسكو التي تهيمن عسكريا على سوريا ،تشارك في هذا الهدف وترغب أصلا في التخلص من التواجد العسكري الإيراني”المزعج”لها في سوريا،وترغب فقط في دور إقتصادي إيراني يدعم النظام السوري ويخفف عنها.
لن تتوقف الحالة عند القصف الأخير ،بل ستشمل جنوب لبنان للتحرش بحزب الله المؤيد لإيران،وسنشهد إشتباكات مسلحة بين سوريا وحزب الله من جهة في جنوب لبنان وهضبة الجولان،لترسيم الحالة النهائية ،وهناك من يقول أن روسيا تسعى لتحالف ما يضم سوريا وتركيا ،ولا ندري ما هية هذا التحالف وما علاقته بمستدمرة إسرائيل.
ما يجري في سوريا حرب عالمية مصغرة ،وتم خصّها بذلك دون الدول العربية التي شهدت “ربيعا “عربيا،بسبب يقلها السياسية وتحالفها مع إيران ووجود حزب الله في لبنان وحماس والجهاد في فلسطين،بينما تم حسم الأمور في مصر فورا وبأقل كلفة وأعادوا لها الهدوء الظاهري على الأقل.
قبل أيام كشفت تسريبات عن وجود مفاوضات سرية بين سوريا ومستدمرة إسرائيل حول إمكانية التوصل لمعاهدة سلام ،وقيل لاحقا أن الطرفين سيوقعان في شهر آذار المقبل،لكن دمشق أعلنت بالأمس عدم وجود مثل هذه المحادثات ،وأن أعداء سوريا هم الذين يروجون لذلك،فجاء العدوان الإسرائيلي الأخير على مناطق في سوريا ليؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها،وأن في الجو غيوم.
سوريا مع السلام وليست ضده ،وهذه حقيقة وبدهية لا ينكرها أحد،وقد وافقت على إجراء مفاوضات سرية في أنقرة تحت رعاية الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان عام 2008،وتوصل الجانبان إلى إطار إتفاق حول التوصل لمعاهدة سلام تتضمن عودة سوريا إلى بحيرة طبريا،ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك هرب من الإلتزام بما تم التوصل إليه ،بشن عدوان على قطاع غزة.
كما أسلفنا فإن التوتر في المنطقة سيتعمق لحسم الأمور مع سوريا ولبنان الذي قبل بترسيم الحدود مع إسرائيل ،وسيكون العراق أيضا في دائرة الإستهداف،حتى يتم ترويض الجميع ،ويدخلون طائعين تحت مظلة إتفاق أبرهام التطبيعي- التهويدي مع مستدمرة الخزر،والسؤال :ما هو موقف ودور موسكو في كل ما يجري في سوريا؟
التعليقات مغلقة.