المنظومة الأخلاقية … الى أين تتجه / سوزان حرز الله




سوزان حرز الله ( الأردن ) – الجمعة 22/1/2021 م … 

(وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ هم ذَهَبُوا)
لا شكّ بأنّ الأخلاق هي سمة المُجتمعات الرّاقية المُتحضّرة، فأينما وُجِدَت الأخلاق وجدت الحضارة والرّقي والتّقدم، وعندما أرسل الله تعالى نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- جعل من مَهمّات دعوته وصميم رسالته أن يُتمّ الأخلاق ويُكمّلها، فالأخلاق موجودة راسخةٌ برسوخ الأمم ، والأخلاق الحسنة هي حالة إنسانيّة سلوكيّة يسعى كثيرٌ من النّاس الباحثين عن الكمال للوصول إليها وإدراكها، والأخلاق ترفع درجة الإنسان في الحياة الدّنيا وفي الآخرة،وهي كذلك ترفع درجة المُؤمن عند ربّه جلّ وعلا، بل وتجعله من أقرب النّاس مَجلساً إلى رسول الله يوم القيامة، وقد ورد عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ أحاسِنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ)،تعتبر الأخلاق قاعدة أساسية لبناء المجتمعات، حيث تُبنى عليها جميع القوانين والأحكام، وهي الأساس الذي تقوم عليه مبادئ الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يجعلها أساس صلاح المجتمع، والدرع الواقي من المسبّبات المؤدّية لانهياره، وتحويلها إلى مجتمعات تحكمها الشهوات، فالأخلاق أساس تكوين الأفراد وهي العنصر الأساسي في إنشاء أفرادٍ مثاليين وأسر سليمة ومجتمعاتٍ راقية ودولٍ متقدّمةٍ لذلك تلعب الأخلاق دوراً أساسياً في تهذيب المجتمعات وإعدادها إعداداً فاضلاً، علماً أنّ الأخلاق المثالية هي العاصمة للمجتمعات من الانهيار والانحلال، كما أنّها هي التي تصون المدنية والحضارات من الضياع، ممّا يجعلها المسبّب الأساسي لنهضة الأمم، وقوّتها،تلعب الأخلاق دوراً أساسياً في تنمية الشعور الجماعي بالآخرين، وفي تنظيم العلاقات بين الأفراد، الأمر الذي يقوّي أواصر المجتمع، ويزيد من أُلفتهِ ومن تعاونه وتماسكه وبالتالي قوّته، تعتبر الأخلاق الدستور المثالي الذي يتم تقييم الأفعال والتصرفات.وهناك نصائح لتعزيز الأخلاق وتقويتها في النفوس مثل تربية الأبناء تربيةً صالحةً،وتنشأتهم على مكارم الأخلاق، كالحياء، والصبر، والعفة، والكرم، والتسامح، وغيرها، الأمر الذي يوصل الأفراد إلى حالة من النضوج العاطفي والفكري، وبالتالي ينتقل الفرد من طور الأنضباط بسبب الآخرين إلى طور الانضباط بواسطة الذات، مما يدفع الأفراد للحفاظ على القانون وإحترامه، وبالتالي حماية قيم المجتمع، ورفع دخل العاملين، وتهيئة المجال لهم للزواج وذلك بإغلاق الملاهي الليلة، ومنع الاختلاط المحرّم، وغيرها من المفاسد.التوجيه الإعلامي الأخلاقي، علماً أنّ الإعلام يلعب دوراً أساسياً في التأثير على الرأي العام، مع ضرورة الابتعاد عن الأعمال ذات المفاهيم الركيكة والسطحية وسنّ القوانين، وذلك للمحافظة على ديمومة الأخلاق واحترامها، مع ضرورة وجود قوى رادعة تحاسب المتجاوزين، علينا ان ننظر الى المجتمع أين وصل من هذه الأخلاق فقد أباح الحرام وحرم الحلال فلننظر الى ديننا وأوامره ونعود الى أخلاق الأسلام أخلاق الحب والتسامح والمودة والمساواة.
#أخلاقُنا_أساسُنا
# أملنا – بوعينا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.