بالعلم واحترام المواطن الأردني وإشراكه نمضي إلى بر الأمان / د. منير ابوهلالة
مر الأردن والعالم بأزمة لا سابق لها جراء الجائحة الحالية وبالرغم من تأخر دخولنا في الموجة الأولى لغاية شهر أيلول ولكننا فشلنا بالتعامل مع الجائحه وأصبحنا خلال ثلاثة أشهر السابقة من المتفوقين عالميا في عدد الحالات والوفيات لكل مليون مواطن، للأسف حاول البعض المراوغة بالذهاب لعدد الحالات الكلي او التعداد منذ بداية الجائحة عالميا متناسيا إغلاقنا الحدود والرحلات.
يأتي الفرج بوصول المطاعيم للأردن واعتمادها محليا ولكن هناك من يغتال فرحتنا بوصول اللقاحات ويفشل في التعامل مع الموضوع بطريقة علمية وبأسلوب شفاف ويحترم الأردنيين ويحافظ على صحتهم، ويفشل كذلك في اشراك الإعلام بطريقة علمية في إنجاح العملية.
دول في المنطقة تعدت خلال شهر وبسهولة المليون جرعة ونحن نحتفل بالجرعة رقم ثلاثين ألف للأسف وبعد عشرة أيام وبمعدل تسجيل ضعيف يدل على عدم ثقة الناس وفشل التعامل معهم وأزيد واحدة من عندي وهي عدم وضع بروتكول علمي يجنبنا خطر الآثار الجانبية الشديدة والتي قد تؤدي الى انتكاسة لا سمح الله يصعب الخروج منها وقد تعصف بالبرنامج الوطني للمطاعيم الناجح جدا وتزعزع ثقة المواطن به.
يخرج الكثير ليكرروا ان اللقاحين المتوافرين أمنين وفعالين وتم اعتمادهما من قبل مؤوسسة الغذاء والدواء وهي مؤوسسة نفتخر بها جميعا، الم يعلم هؤلاء أن هناك آلاف الادوية المعتمدة وكل دواء اولقاح له خصائصه وتكتب جميعا في نشرة الدواء وتشمل دوافع الاستخدام والموانع والتحذيرات، كل دواء او لقاح معتمد آمن أو فعال لفئات معينة وليس لكل الفئات.
وهنا يأتي دور اللجان الطبية والبروتوكولات العلمية المبنية على الدليل العلمي ولذلك اتساءل، من أخرج اللجنة الوطنية الاستشارية للمطاعيم من المعادلة ولماذا؟
الآلاف من الاردنيين يعانون من امراض او يتناولون ادوية معينة قد تجعل احد المطعومين ذو خطورة على حياتهم. ويخرج مسؤول ليقول ليس من حق المواطن ان يختار ومسؤول اخر يقول للإعلاميين، الذين يجب ان يكونو شركاء في إنجاح العملية، “شو دخلكوا بنسبة الفعالية”. أين الأسلوب العلمي والحضاري واحترام الاردنيين؟ أين الأسلوب النفسي والعلمي في إقناع الناس بأخذ اللقاح؟
وأقول للزميل الذي يدافع عن عدم وجود رابط بين مطعوم احدى الشركات ووفيات النرويج، “هل تستطيع ان تحصل من الشركة على خطاب رسمي ان لقاح الكورونا الذي أنتجته هذه الشركة آمن لأمراض المناعة الذاتية وفعال عند من يعاني من نقص المناعة او من يتناول Cytotoxic drugs او من هم اعمارهم أكثر من 80 عاما؟”، لدينا مطعومين اثنين متوافرين فلماذا لانكون علميين ونخاف على صحة الاردني
ولننشر المجموعات التي شاركت او لم تشارك في دراسات المطاعيم ونوزعها على الإعلام في منشور للمطعوم ويكون لدينا آلية علمية لتحديد اللقاح المناسب لكل مواطن حسب بروتكول علمي.
واحد ممن اعطت أسمائهم للاعلام بهدف الاستضافة للحديث عن كورونا أخصائي أشعة، اما معظم البقية غير مختصين في الأمر، علينا جميعا ان نتقي الله في هذا الوطن ونتسلح بالعلم ونتوقف عن المكابرة ونضع الأردن أولا ونخاطب اهلنا بلغة مختلفة نبدي فيها احتراما وتعاونا وعلما وتوجها مبني على الأسس السيكولوجية والنفسية لاقناع الناس بالتسجيل وأخذ اللقاح كوسيلة وحيدة للخروج من الجائحة.
الأردني اذا انتخيته وهو يثق بك سيسجل وسيقدم إلى مركز التطعيم هو وكل أهله ومعارفه
واخيرا اعود وأقول بالعلم وباحترام المواطن وإشراك الإعلام بطريقة مدروسة ننجح في العبور إلى بر الأمان
استشاري واستاذ مشارك في الطب الوقائي والوبائيات
التعليقات مغلقة.