لماذا لم تدافع الطائرة الروسية “سو-24” عن نفسها أمام “اف-16” التركية؟
الأردن العربي ( الأحد ) 29/11/2015 م …
الحديث عن استهداف القاذفة الروسية من الجانب التركي وإسقاطها لا يزال مستمر في أنحاء العالم، فيما تتوالى التساؤلات حول ملابسات هذا الحادث وعجز الطائرة الروسية عن حماية نفسها.
وعليه، فلا بد من التوضيح والإشارة إلى أن الطائرة الروسية وهي من نوع “سو-24” أصيبت بصاروخ “جو- جو” أطلقته مقاتلة تركية من طراز “إف-16” تسللت من الخلف، حسب ملاح الطائرة الروسي الذي نجا في الحادث.
و”سو-24″ هي طائرة قاذفة مخصصة لإنزال القنابل الموجهة والعادية ذات القدرات التدميرية الكبيرة على المواقع والتحصينات الأرضية المعادية، وتطير بسرعات أقل من السرعة التي تحلق بها الطائرات الاعتراضية أو المقاتلة، لضرورة حملها أكبر قدر ممكن من القنابل، بما يجعلها عاجزة عن القيام بمناورات الاشتباك الجوي مع الطيران المعادي، ويحرمها فرصة الرد وحماية نفسها.
وفي معايير استخدام القاذفات خلال القصف الجوي على العدو، ترافقها طائرات حربية من نوع آخر، وهي الطائرات المقاتلة أو الاعتراضية، لتوكل إليها مهام حماية القاذفات طوال مسار تحليقها منذ الإقلاع، حتى أن تفرغ حمولتها من القنابل على رؤوس العدو ومواقعه وتعود إلى قواعدها.
وما حصل في حادث استهداف القاذفة الروسية، تلخص في أنها كانت عائدة إلى مطار “حميميم” السوري من مهمة ألقت خلالها حمولتها من القنابل على مواقع الإرهابيين شمال سوريا، دون أن ترافقها مقاتلات أو طائرات اعتراضية، نظراً لثقة الجانب الروسي في أن تركيا بلد “صديق” وعلى علم بموجب مذكرة تم توقيعها مع التحالف الدولي ضد “داعش” بأن الطائرات الروسية تجوب الأجواء السورية وبمحاذاة الحدود التركية.
وهذه النقطة على وجه التحديد، هي التي أثارت غضب موسكو، وأثارت الرأي العام في روسيا، إذ لا يمكن اعتبار الخطوة التركية إلا “طعنة في الظهر وجهها لروسيا من كانت تعتبرهم موسكو، أصدقاء وشركاء”، طعنة بالمعنى المباشر للكلمة، نظراً لأن الطيار والملاح استطاعا القفز بالمظلة، فيما كان مسلحون يستهدفونهما من الأرض بوابل من الرصاص، تشتبه موسكو بوجودهم في الوقت المناسب والمكان المناسب تزامنا مع “الطعنة” الغادرة بتواطؤ من أنقرة.
وحول مواصفات القاذفة الروسية “سو-24″، يشار إلى أنها دخلت الخدمة سنة 1974 ولا تزال معتمدة حتى الآن، تؤدي مهامها على أكمل وجه بعد تعديلات متتالية بما يخدم تطويرها واتساقها مع متطلبات المرحلة، وهو إجراء متبع في جميع الدول المصنعة للطائرات الحربية وسواها، إذ أن أعمار الطائرات الحربية والمدنية الافتراضية أطول بكثير من أعمار السيارات وما شابه من معدات تستخدم.
وتواصل هذه القاذفة الخدمة في جملة من الدول أبرزها بين البلدان العربية العراق وليبيا وإيران والجزائر وسوريا، كما تتميز بمقعديها المختلفين عما هو متبع في باقي الطائرات الحربية، حيث يجلس فيهما الطيار والملاح إلى جانب بعضهما البعض، قياسا بالطائرات الأخرى التي يجلس فيها الملاح وراء الطيار.
وتمتاز “سو-24” بقدرتها على شن هجمات خاطفة، إذ تستطيع قصف أهداف أرضية على سرعات تفوق سرعة الصوت، كما تقدر على التحليق لمسافة طويلة وحمل أنواع مختلفة من الذخائر وبكميات متفاوتة.
التعليقات مغلقة.