تلغراف: رونالدو يرفض عرضا بـ6 ملايين يورو للترويج للسياحة في السعودية
وبحسب ما ذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية، تضمن العرض السعودي استخدام صورة رونالدو في المواد الترويجية للسياحة في المملكة، وأن يشارك النجم البرتغالي في زيارة إلى السعودية.
وبحسب الصحيفة، فالرياض بصدد تدشين حملة إعلانية كبيرة خلال شهر فبراير/شباط المقبل، تهدف إلى تشجيع السياحة في السعودية والسفر إليها، فيما سيجري بث الإعلانات المتعلقة بالحملة في وسائل إعلام عالمية، خاصة الناطقة بالإنكليزية.
وبعد رفض كريستيانو للعرض السعودي، توجهت هيئة السياحة في المملكة إلى اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن الأخير لم يعلن بعد موقفه من العرض السعودي، فيما امتنع ممثلوه عن تأكيد الاتصال به والحديث عن الأمر بحجة عدم رغبتهم في الحديث عن الأمور التجارية والإعلانية المتعلقة بالنجم الأرجنتيني.
وتحاول المملكة العربية السعودية الترويج لمكانتها كوجهة عالمية واستخدمت الرياضة كوسيلة للقيام بذلك.
تلغراف: قبول صفقة تجارية مع السعودية من شأنه أن يترك أي اسم مشهور عرضة للانتقاد لـ”تأييده نظاما متهما بانتهاكات حقوق الإنسان”
وقالت تلغراف إن لاعبي كرة القدم المشهورين من المحتمل أن يكونوا أكثر قابلية للتسويق، مع وجود عدد كبير من المتابعين لهم على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن قبول صفقة تجارية مع المملكة العربية السعودية من شأنه أيضا أن يترك أي اسم مشهور عرضة للانتقاد لـ”تأييده نظاما متهما بانتهاكات حقوق الإنسان ودوره في الحرب في اليمن”.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت “هيومن رايتس ووتش” أنها أطلقت حملة عالمية لمواجهة جهود الحكومة السعودية لتلميع سجلها الحقوقي المشين. وقالت، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الحكومة السعودية أنفقت مليارات الدولارات على استضافة الأحداث الترفيهية والثقافية والرياضية الكبرى كاستراتيجية متعمدة لحرف الأنظار عن صورتها كدولة ترتكب انتهاكات حقوقية.
وقالت “رايتس ووتش”، في بيانها، “لم يشهد العامان اللذان مضيا على قتل الصحافي جمال خاشقجي بشكل وحشي على يد عملاء سعوديين في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 أي مساءلة لمسؤولين رفيعين متورطين في جريمة القتل. منذئذ، بادرت حكومة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقوّة إلى تنظيم وتمويل فعاليات رفيعة المستوى شارك فيها كبار الفنانين والمشاهير والرياضيين العالميين، ولديها خطط للمزيد”.
وأشارت في هذا السياق إلى أن مايكل بَيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، قال إنه “ينبغي أن يتمتع المواطنون والمقيمون في السعودية بالفعاليات الترفيهية والرياضية من الدرجة الأولى، لكن ينبغي أن يتمتعوا أيضا بالحقوق الأساسية مثل حرية التعبير والتجمع السلمي. لذا، عندما تتقاضى مجموعة من نجوم هوليوود والرياضيين الدوليين وغيرهم من المشاهير العالميين أموالا حكومية لأداء عروضهم في السعودية، بينما يسكتون عن السجل الحقوقي للحكومة، فإنهم يعززون استراتيجية لتلميع انتهاكات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
وأضاف البيان “يرتبط الاستثمار في الأحداث الترفيهية، والثقافية، والرياضية الكبرى، بخطة محمد بن سلمان “رؤية 2030″، الهادفة إلى إصلاح اقتصاد البلاد وجذب المستثمرين والسياح الأجانب. أحد البرامج التي طورتها الخطة يخلق مزيدا من خيارات الترفيه والتسلية من أجل خلق “صورة إيجابية للمملكة على الصعيد الدولي”.
وأوضحت “هيومن رايتس ووتش” أنه بموجب رؤية 2030، استثمرت السعودية بكثافة في إنشاء صناعة ترفيه محلية وجذب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم. في مايو/ أيار 2016، أنشأت الخطة “الهيئة العامة للترفيه” بخطط لاستثمار 64 مليار دولار في الموسيقى، والترفيه، والرياضة، والفن، والسينما، من بين أمور أخرى. تشارك أيضا وزارات الرياضة، والسياحة، والثقافة.
وأضافت “من بين الذين قدموا عروضهم منذ عام 2018: إنريكي إغليسياس، وماريا كاري، وأندريا بوتشيلي، وجانيت جاكسون، وفيفتي سنت، وجينيفر لوبيز، ودافيد غيتا. تشمل الأحداث الرياضية الكبرى “رالي داكار” 2020، وبطولة الغولف السعودية للمدعوّين، وعروض مدفوعة لـ “مؤسسة مصارعة المحترفين الترفيهية” (WWE). ستستضيف البلاد أيضا سباق “فورمولا 1″ بدءا من عام 2023”.
ورأت المنظمة أن مثل هذه الأحداث يمكن أن تُستخدم لمواجهة التدقيق المنتقد لانتهاكات الحكومة السعودية لحقوق الإنسان، بما فيها قتل خاشقجي، وتقويض الجهود المبذولة لمحاسبة المسؤولين السعوديين.
وأشارت إلى أن بن سلمان تبنى إنشاء قطاع الترفيه بالتزامن مع تطورات لصالح النساء والشباب. ورغم أن هذه التغييرات واسعة ومهمة، “إلا أنها ساعدت أيضا في التعتيم على تقليص كبير في الحقوق المدنية والسياسية منذ أن تولى محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017. بينما كان قطاع الترفيه الناشئ يحظى بثناء دولي، كانت السلطات السعودية تنفذ في الوقت نفسه موجات من الاعتقالات التعسفية بحق المعارضين، والناشطين، والمثقفين، وأعضاء العائلة المالكة”.
وتابع البيان “بالمثل، ساعد تعزيز الحياة الثقافية والاجتماعية السعودية على تجنب التدقيق في دورها في النزاع المسلح في اليمن. تحت قيادة محمد بن سلمان كوزير للدفاع، قصف التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015 المنازل، والأسواق، والمدارس، والمستشفيات، والمساجد في هجمات غير قانونية قتلت مئات المدنيين، وقد يرقى بعضها إلى جرائم حرب”.
وأكدت “هيومن رايتس ووتش” أنها ستسعى إلى مواجهة الجهود السعودية لتلميع انتهاكاتها من خلال حملة لتوعية قطاعَي الترفيه والرياضة بسجل حقوق الإنسان في السعودية، بمن فيهم كبار المشاهير، وفناني الأداء، والشخصيات الرياضية. وستسعى الحملة أيضا إلى التواصل مع المنظمين والمشاركين في الأحداث الدولية الكبرى التي ترعاها الحكومة السعودية، وتدعوهم إلى التحدث علنا عن قضايا الحقوق، أو إلى عدم المشاركة عندما يكون تلميع سجلها الحقوقي غرضها الأساسي.
التعليقات مغلقة.