إنهيار أرجل القدر الثلاث … صفقة القرن تبخرت / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 26/1/2021 م …




قلنا سابقا من أجل عدم تهويل آثار صفقة القرن على الأردن وفلسطين،أن هذه الصفقة عبارة عن ولادة قيصرية على أيدي “قابلة”غير ماهرة وفي بيت خرب يخلو من الأوكسجين،وبالتالي فإن مصير هذه الصفقة هو الموت وربما قبل أن تخرج إلى أرض الواقع،والمولود أصلا معجون بماء التشوه الخلقي تنفيذا لقدر الله .

كانت وجهة نظرنا أن هذا المشروع الذي طرحه ولي العهد اسعودي محمد بن سلمان ،وتبناه المقاول ترمب وطرب عليه طكيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي”النتن ياهو،أنه في حال تغييب أي من هؤلاء اللاعبين الثلاثة عن المشهد السياسي ،فإن ذلك سيؤدي إلى إنهيار المشروع بأكمله.

الآن نشهد تغييبا ثلاثيا لأصحاب المشروع الذين نظروا إليه كمشروع إستثماري سياسي يدر عليهم بالمكاسب السياسية والمالية،وقد ثبتت وجهة نظرنا وأكرمنا الله بصدق التحليل ليس بتغييب أحدهم  فقط بل بتغييب ثلاثتهم،وأولهم المقاول المختفي ترمب الذي غضبت عليه الصهيونية والماسونية معا، لأنه تعامل معهما وفق حساباته المادية بعيدا عن حساباتهم،وسيليه بطبيعة الحال تغييب بن سلمان المدلوق على مستدمرة إسرائيل،ومن بعده النتن ياهو الذي كان يبتلع الطعم تلو الطعم بدون عملية هضم.

بعد تنمر وتغول النتن ياهو على التركيبة السياسية في مستدمرة إسرائيل،وظنه خائبا أن تطبيع العربان معه سيجلب له الخير والسعادة،سيتم إسقاطه في الإنتخابات المقبلة،ليأتي بعده ربما العسكري غانتس ،الذي سيتصرف وفق أوهامه وأوهام العسكريين في المستدمرة ،الذين يؤمنون بأنهم هم الذين أسسوا المستدمرة وإحتلوا أراض عربية شاسعة وإستراتيجية مثل الجولان وبيروت وجنوب لبنان وسيناء علاوة على الضفة الفلسطينية وشريطا حدوديا شرقي نهر الأردن في حرب حزيران الممسرحة عام 1967.

في حال وصول غانتس إلى الحكم وبمثل هذا الإعتقاد فإنه سيحكم مثل البطة العرجاء ،لأن غروره وجهله في غياهب ودروب السياسة سيفقده صوابه ،وربما ستثور الشعوب العربية على من أجبرها على التطبيع ،لأن روح القدس ستتحرك بداخلهم،وسيتم لخبطة الأوراق  الإسرائيلية،وستضطر المستدمرة إلى خوض إنتخابات أخرى وهكذا دواليك ،وربما تغامر بعملية عسكرية فاشلة ،تضعها على حافة الإنهيار.

المطلوب عربيا في حال أردنا الترميم وانقاذ ما يمكن انقاذه،هو أن يقوم العرب بإنقاذ الأردن وفلسطين كخط مواجهة ،يمنع من وصول الضرر إلى الخليج على وجه الخصوص،حتى لا تدخل المنطقة برمتها في أتون النار الذي لن يبقي ولن يذر، ففي حال عدم قيام العرب بحماية الأردن وفلسطين ،وإجراء حوارات جادة مع كل إيران وتركيا كقوتين عظميين في الإقليم ،فإن مشروع الخيار الأردني سينجح في نهاية المطاف،لأنهم يؤمنون أن الأردن هو فلسطين ،وأن الحل النهائي للقضية الفلسطينية هو تحول الأردن إلى وعاء يستوعب الفلسطينيين ،وقد فشلوا قبل أيام في تنفيذ هذا المشروع ،ولكن من يضمن؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.