صفقة تبادل العسكريين اللبنانيين … فرحة لم تكتمل
الأردن العربي ( الأحد ) 29/11/2015 م …
كان من المفترض أن يطوى ملف العسكريين المخطوفين ليل الاحد، لكن بعض المستجدات حالت دون إتمام الصفقة، علماً أن احتياجاتها الأمنية واللوجستية كانت جاهزة، حتى في ما يتعلّق بالشروط والمطالب، إلا أن شيئاً ما، يشبه ما حصل في ملف راهبات معلولا، في الساعات الأخيرة قبيل الإنجاز أدى إلى تأخيره، إلا أن ما يجري اليوم هو أكثر تعقيداً، إذ أنه يتعلّق باللاجئين السوريين في جرود عرسال ومصيرهم، كما له علاقة بالممرات الآمنة لمقاتلي جبهة “النصرة”.
آخر ما توصلت إليه المفاوضات، كان الإتفاق على تسليم الدولة اللبنانية لستة عشر موقوفاً لديها من بينهم خمس نساء، بالإضافة إلى مواد غذائية وطبية إلى مخيمات اللاجئين السوريين في الجرود وتحديداً خارج حاجز وادي حميد، وإطلاق سراح عائلتين سوريتين من السجون السورية، مع مبلغ مالي لم تحدد قيمته، هذا كله كان متفقاً عليه بين الجانبين، بإشراف الوسيط القطري، إلا أنه في مفاوضات ربع الساعة الأخير حصل تأخير في إنجاز الصفقة وذلك بعد وضع شروط جديدة لم يكن متفقاً عليها.
ووفق ما تشير مصادر مطلعة فإن من بين هذه الشروط، ما يتعلق بمصير اللاجئين السوريين في جرود عرسال، والمقاتلين، بالإضافة إلى مسألة تأمين إخراج الجرحى إلى تركيا، كما ان النصرة اشترطت إدخال حافلات المساعدات إلى مناطق نفوذها قبل البدء بأي عملية، الأمر الذي رفضته الدولة اللبنانية معتبرة أنه ليس بإمكانها إدخال السيارات إلى تلك المنطقة.
وتؤكد المصادر أن جبهة “النصرة” اشترطت انسحاب “حزب الله” من قرية فليطا السورية ليدخل إليها اللاجئون، مع الإحتفاظ بممر آمن للمسلحين ما بين الجرود وفليطا، هذا الأمر رفض من قبل الجانب اللبناني، الذي طرح مقابل ذلك، تخفيف الضغط عن اللاجئين السوريين، وفك الحصار عن مخيم وادي حميد، مع ضمان وصول المواد الطبية والغذائية، وإعادة فتح حاجز وادي حميد بما يسمح للاجئين هناك بالدخول إلى عرسال لتأمين مستلزماتهم، وهذا الأمر رفضته النصرة وفق ما تشير مصادر “المدن”.
النقطة الثانية التي علقت عندها المفاوضات، هي وجود المسلحين في الجرود، إذ طالبت النصرة أيضاً بترك الممر الآمن من الجرود إلى فليطا، وهو ما رفضه الجانب اللبناني أيضاً. في المقابل تؤكد مصادر أنه من الواضح أن “النصرة” عادت ورفعت السقف لحشر الجانب اللبناني أمام الرأي العام لتحصيل مكاسب أكثر، قد لا تتعلق بهذا الشأن، إذ أنه بالنسبة إليها فمن غير المضمون أن يبقى الممر الآمن مفتوحاً بعد تسليم العسكريين، وبالتالي لا أحد يضمن إعادة إغلاقه أو استهدافه بالنار، هذا إذا لم تعد الامور وتتطور عسكرياً هناك أو يقوم “حزب الله” بمهاجمة مواقع المسلحين ونقاط تمركزهم. وترجّح المصادر أن “النصرة” تريد من خلال ذلك، توفير ممر آمن لها إلى الداخل السوري، وربما تكون وجهة مقاتليها إلى إدلب عبر الأراضي السورية، برغم صعوبته، لكن هذا الأمر تنفيه النصرة.
يشار إلى أنه منذ صباح الأحد، كان الجيش اللبناني يتخذ كل الإجراءات اللازمة لتأمين الطريق الدولي الواصل بين البقاع وبيروت، كما كثف من انتشاره في محيط بلدة عرسال وجرودها، استعداداً لإتمام العملية، كما توجه موكب من الأمن العام إلى عرسال، مع قافلة محملة بالمساعدات الطبية والغذائية، إلا أن تعثر المفاوضات أدى إلى عودة القافلة أدراجها. وفي وقت تتحدث المعلومات عن أن إنجاز العملية لن يحصل اليوم، تؤكد مصادر “المدن” أن المفاوضات مستمرة، من غرفة عمليات أمنية في شتورا، كان يتابع فيها اللواء عباس ابراهيم والموفد القطري تفاصيل العملية والإشراف عليها.
وتشير مصادر أمنية لبنانية إلى أن اللواء ابراهيم مصمم على إعادة إحياء المفاوضات كي لا يؤدي الامر إلى تأجيل إطلاق سراح العسكريين ولو ليوم واحد، خصوصاً ان الأمر يقتضي سرعة لا تسرّعاً، حرصاً على العسكريين ولقطع الطريق على أي محاولة عرقلة نهائية لملف. وتؤكد المصادر أن المحاولات مستمرة لإنجاز هذا الملف وإنهائه.
التعليقات مغلقة.