الحرب على إيران من سابع المستحيلات / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 27/1/2021 م …




منذ أن تمكن المجنون بوش الصغير من غزو وإحتلال العراق بمساعدة تحالف أجنبي ضم دولا عربية ربيع العام 2003،ومستدمرة يهود الخزر في فلسطين تضغط بإتجاه شن عدوان أمريكي آخر على إيران،وقد طار السفاح الهالك شارون بعيد إحتلال العراق إلى واشنطن وطلب بإلحاح من الرئيس بوش إكمال الإجتياح ليشمل إيران،ولكن ذلك البوش شرب حليب السباع في تلك المرة ،وقال لشارون أنه يعتذر من إسرائيل لعدم تلبية ذلك الطلب،وأن عليهم الإكتفاء بما فعله لهم في العراق ،وأنه لا يستطيع الهجوم على إيران لأن الإيرانيين “فرس “وليسوا عربا!!!!؟؟

وعندما بحثت في أصل الحكاية وما المغزى الذي كان بوش يرمي إليه ،وجدت أن الإيرانيين”الفرس”مهما اختلفوا في ما بينهم ، يتوحدون ضد العدو الخارجي،بينما العرب يتوسلون العدو الخارجي ويدفعون له كي يأتي ويخلصهم من خصومهم،كما كان ملوك الطوائف يفعلون،وحقيقة الأمر أن غزو واحتلال العراق كان بضغط من بعض قوى الإقليم المرتبطة بالنهج الصهيوني المدمر في المنطقة.

كانت مستدمرة الخزر وبضغط من قوى إقليمية فاعلة لتحقيق مصالح الغرب والصهيونية،تخرج علينا  بين الفينة والأخرى بمخطط لعدوان جوي إسرائيلي على إيران،وتزود الإعلام بخارطة الطريق ومسار طائراتها التي ستعبر الأجواء الأردنية والسعودية،ونحن نعلم إستحالة قيام الكيان الصهيوني بشن حرب على إيران لجبنه ،ولأنه إعتاد أن يجنّد الآخرين لشن الحروب نيابة عنه وكانت حركة جنوده عملا ممسرحا،وعندما رفض بوش الصغير شن الحرب على إيران ،تبرعت مستدمرة الخزر بتلك البروباغاندا مدفوعة الثمن من قبل أعداء إيران في الإقليم.

فشل الصهاينة في دفع الأمريكان لشن حرب على إيران ،وكانت الحسرة مزدوجة لهم ولحلفائهم في الإقليم،وعندما جاء المقاول ترمب إلى سدة البيت الأبيض،إستغلوه وحلبهم،وأمضى مدة رئاسته مهددا إيران بعد أن جمّد عضوية بلاده في الإتفاق النووي الإيراني”5+1″،ومارس الحلب الجائر لدول الخليج المعادية لإيران،ومع ذلك لم يشن حربا ضد إيران ،مع أنه  تم توجيه ضربات موجعة لها تمثلت بإغتيال قاسم سليمان وعالم الذرة فخري زادة ،ناهيك عن إستعراضات ترمبية بحرية مدفوعة الثمن ،كانت إيران تستقبلها بزمجرة الأسد فترتد على أعقابها بعد أن يقبض ترمب الثمن من أعداء إيران في الخليج.

اليوم الثلاثاء خرج علينا رئيس أركان جيش الإحتلال الإسرائيلي بتهديدات تضمنتها محاضرة له  في مركز أبحاث إسرائيلي ،مهددا فيها إيران وموجها رسائل إلى دول الخليج المعادية لإيران ،بأن الكيان الصهيوني لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي،وأن إيران تمتلك مخزونا من اليورانيوم المخصب يزيد عن الحد المسموح به ،ويطالب بتغيير الإتفاق النووي سالف الذكر،وهذه رسالة موجهة لإدارة بايدن،كما أنه كشف عن تحالف إقليمي ضد إيران يضم اليونان وقبرص والأردن والخليج  ومصر كما زعم،وأن الكيان أعد خططا بديلة لشن عدوان على إيران،وطالب بتشديد العقوبات والحصار المفروض على إيران،كما كشف عن تنفذهم عملية كوماندوز وألمح انها في إيران.

بقي القول أن أي قوة مهما عظمت لن تشن حربا على إيران ،ولكن ربما يتم توجيه ضربات متفرقة هنا وهناك،إرضاء للتحالف الصهيو-خليجي وقبض ثمن فلكي،ناهيك عن مواصلة العبث الداخلي في إيران عن طريق تنظيم خراسان خليفة داعش الصهيوني،والسؤال الصدمة :ماذا لو وافقت طهران على إمتلاك السلاح النووي مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.