“المعارضون”الأردنيون في الخارج .. من يشغّلهم ويغذّيهم بالمعلومات؟ / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 1/2/2021 م …
لست سحيجا ولا مادحا أو ذامّا بغير وجه حق،ولا متخندقا في خندق أحد لا أقتنع بما يطرح أو أؤمن بتوجهه،بل أنا باحث مجند عن الحقيقة،وأسعى للتميز،بعيدا عن إحتقار الذات ببيعها في سوق النخاسة،أو السير تحت لافتة قلم للإيجار أو للبيع..من يدفع أكثر..على أونه على دويه…!وأكرر أنني باحث عن الصواب ما إستطعت إليه سبيلا.
أنا شخصيا لست ضد المعارضة ،بل أدعو إلى تكريسها في العمل السياسي ،وأن نشهد في الوطن العربي عمليات تبادل سلمي للسلطة ،بدلا من إشعال البلاد وقتل العباد كا رأينا منذ إندلاع ما يطلقون عليه الربيع العربي المختطف في بواكير أيامه الأولى،وأصبحت أيقوناته الفيلسوف اليهودي الفرنسي بيرنارد ليفي والسيناتور الأمريكي جون مكين وغيرهما من دهاقنة الغرب الذين وجدوا منا من يركع لهم كي يركبوا عليه.
هناك ظاهرة محيّرة للبعض في الأردن ،وهي بروز كائنات حيه تطلق على نفسها معارضة ،وتقيم في الخارج قابعة تحت ركام ثلج الغرب،وبعضها يقيم في فنادق خمس نجوم،ويتحفنا يوميا ببث حي ومباشر ليخبرنا عن حقيقة ما يجري في الأردن ،ويتعمد اطالة اللسان ،مع أن هذه التصرفات ليست من أخلاق المعارضة التي نسمع عنها في بلاد الغرب على الأقل،وأتمنى من صميم قلبي أن تكون لدينا معارضة سياسية منهجية برامجية ،تسعى لتسلم الحكم وفق الدستور الأردني سلميا بعيدا عن إسالة الدماء وظهور الدبابات ومن خلال الحكومات البرلمانية ،لأننا عربيا جربنا الإنقلابات العسكرية الدموية ،ولا نريد أن يحدث في الأردن ما حدث في العديد من البلدان العربية.
هؤلاء “المعارضون” الذين أتحدث عنهم والذين يرفعون عقيرتهم يوميا بالسباب والشتائم ،لا يمثلون أحدا إلا أنفسهم ،ومن فرزهم في خنادقهم وأسبغ عليهم لقب معارضة،ونحن في الأردن لا نحترمهم ولا ننظر إليهم إلا بعين الريبة والشك،لكنهم وفي حال تواجدهم في الأردن والقيام بدور المعارضة المحضة ،وليس الصراخ من أجل منصب أو مكسب،فإننا سنقف معهم ،وربما يقول البعض أن مصيرهم سيكون السجن ،وأقول أن من لديه موقف مقتنع به ،يجب أن يتحمل مسؤولية موقفه ،وإلا فليصمت ويحاكي في حياته تمثال أبو الهول القابع في صحراء مصر صامتا لا يلوي على شيء ،رغم طبيعة الجو الصحراوي صيفا وشتاء.
لست مخولا بالدفاع عن أحد ولا مكلفا بشتم أو فضح أي كان ،ولكن سؤالي المشروع هو :من أين يستقي هؤلاء المعارضون معلوماتهم ،وكيف يعرفون ما يجري في الغرف المغلقة بالتفصيل وما يرقى إلى مرتبة الأسرار؟
هناك إحتمالان إما أن مشغلهم داخلي لديه هدف التخريب وهذا مرفوض ،أو أن من يشغلونهم هم المخابرات الأجنبية والموساد الإسرائيلي ،وهذا مرفوض أيضا،وعليهم الإجابة على هذا السؤال او ليصمتوا ،فشعبنا لم يعد كما كان أيام حرب “السفر برلك”!!!،وهناك سؤال آخر هو :لماذا يبدو على معارضة الثلوج الإسكندنافية التهوّد؟
التعليقات مغلقة.