من سرّب محضر القمة بين العقيد والفريق؟ / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 2/2/2021 م …




كلاهما تسلّم الحكم في بلده عن طريق الإنقلاب العسكري المدعوم من الغرب ،الأول عقيد والثاني فريق،حصلت بينهما قصة ظريفة ترقى إلى مستوى النكتة السوداء التي لا تضحك ،بل تدعو للبكاء على ما وصلنا إليه في المزارع العربية ،بغض النظر عن عناوينها وأسماء ملّاكها ممن يرتبطون بالغرب وبالصهيونية ،ولولا ذلك لما جلسوا على كرسيّ حكمهم يسومون شعوبهم سوء العذاب.

القصة وما فيها أن العقيد زار الفريق وعقد معه قمة ثنائية ،لم يشاركهما فيها أحد،أي أنها كانت بمثابة “مكتوم….وسري للغاية”،بناء على طلب العقيد الذي جاء ل”يفضفض”للفريق،تجاه الرئيس بيل كلينتون ،ووصل به الأمر أن يطلق شتيمة من العيار الثقيل مسّت شقيقة الرئيس،وقال كلاما آخر بطبيعة الحال،وغادر على أجنحة الراحة ظنا منه أنه فضفض لأخيه ،وأن المجالس أمانات.

لم يكد يلتقط أنفاسه بعد عودته  من زيارة الفضفضة ،حتى إتصل به الرئيس كلينتون معاتبا أو مقرعا على ما قاله بحقه في قمته مع الفريق،حتى أنه أعاد على مسامعه شتيمة أخته،الأمر الذي جعل العقيد يغلي مثل الحبّة في المقلى،او مثل الماء في مرجل فوق نار قوية،وبدأ يأكل نفسه ،ويقول:لم يكن معنا أحد ،فكيف وصل محضر القمة إلى الرئيس كلينتون؟

إهتدى العقيد إلى كتابة رسالة للفريق قال فيها:سيادة الفريق،لم يكن معنا في القمة أحد،وكنت أنا وأنت فقط،وقد إتصل بي كلينتون وأسمعني  تسجيل محضر الجلسة ،وأريد معرفة من سرّب التسجيل،فانا شخصيا لم أقم بتسريبه.

هذه ليست قصة قصيرة مبنية على الخيال الأدبي،أو شطحة قادتني إلى سرد مثل هذا ،بل هي قصة حقيقية موثقة في ملفات  العقيد الذي مات ومات السر معه ،لكن أدواته الديبلوماسية  التي أوصلت الرسالة التي أرسلها ل”أخيه ” الفريق ” شاهدة على الواقعة  .

القصة هذه ليست يتيمة في الملف العربي المثقل بالخيانات، بل هي متكررة في كل يوم ،إذ يتم تسريب محاضر القمم العربية ربما قبل إرفضاضها،وكذلك محاضر اللقاءات الثنائية أو الثلاثية أو حتى الرباعية ،فالكل يريد إثبات ولائه ونيل سبق التوصيل قبل “أخيه” ،وهذا هو سبب تخلفنا .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.