صاحبنا وضيفه ثقيل الظلّ فيروس ( COVID 19) / عاطف زيد الكيلاني

مدارات عربية – الثلاثاء 2/2/2021 م …




كتب عاطف زيد الكيلاني …

فجأة ، ودون سابق إنذار، وعلى غفلة من الزمن ، وعلى حين غرة، أصبح في بيت صاحبنا إصابة كورونا مؤكدة .

منذ حوالي العام ، في مثل هذه الأيام من العام الماضي ، سمع صاحبنا بإسم فيروس كورونا ( COVID 19 ) ، وبأنه انتشر انتشار النار في هشيم الشعب الصينيّ الصديق، وسمع ، شأنه في ذلك شأن جميع سكان المعمورة عن انتقال الفيروس إلى جميع دول العالم وبدرجات متفاوتة.

بادر صاحبنا وعائلته الصغيرة إلى اتخاذ الكثير من الإجراءات الوقائية لتحاشي الإصابة بهذا الوباء الخطير، وقد نجح في تجنيب أسرته شرّ هذا الوباء حتى ما قبل خمسة أيام من كتابة هذه السطور.

وفجأة كما يقال ، وقع الفأس بالرأس!!

إذ، ها هي ابنته الأصغر بين أبناءه، والتي تعمل موظفة في إحدى شركات القطاع الخاص، تعاني من أعراض هذا الوباء اللعين.

خضعت الإبنة الحبيبة للفحص، فكانت النتيجة المفزعة أنها ( إيجابيّة ).

فورا وتلقائيا ، انقلبت حياة العائلة رأسا على عقب.

ما كان مسموحا به بالأمس، أصبح ممنوعا منذ لحظة ظهور نتيجة الفحص…

سادت أركان البيت كل مظاهر الإرتباك والحيرة والفزع…

كورونا؟!

في بيتنا كورونا؟!

ما العمل؟ … وكيف نتصرّف؟ … ومن أين نبدأ؟ …

كان لا بدّ من التصرّف بنوع من الهدوء والرويّة ، وبالسرعة الممكنة.

كانت الإبنة المصابة أكثر أفراد الأسرة رباطة جأش وسيطرة على الموقف، وهذا يسجّل لها.

وهنا بالذات، وفي مثل هذه المواقف، لا بدّ من الإلتزام بكلّ التعليمات التي وضعتها الجهات المسؤولة ( وزارة الصحة ولجنة الأوبئة) للحدّ من انتشار الوباء والسيطرة عليه وحصره بالمصاب فقط.

خلال أقل من ساعة بعد ظهور نتيجة الفحص، كانت الإبنة الحبيبة قد أخليت إلى شقّة صغيرة مفروشة لتكون وحدها بعيدة عن باقي أفراد الأسرة، مع تجهيزها بما يلزمها من مأكل وملبس لمدة عشرة أيام على الأقلّ.

وها هو اليوم الخامس يمرّ ، والإتصال بالإبنة المصابة والمعزولة يتم عبر الهاتف فقط.

جاء صاحبي بشركة متخصصة ، حيث قامت بتعقيم كافة أرجاء البيت ، وهذا إجراء ضروريّ.

والأهمّ أن الأم والأب التزما البيت، مكتفين بالتواصل الهاتفي مع الأقارب والأصدقاء.

حتى الآن والحمد لله، لم تظهر أيّة علامات تشير إلى إصابة الوالدين بالفيروس، ومع ذلك سيجريان الفحص المخبريّ اللازم للتأكد من عدم إصابتهما.

يهمس صاحبي في أذني بصوت متهدّج: ليتني كنت أنا!!!

ويضيف كمن يكلّم نفسه: كم أشفق عليك يا حبيبتي من جبروت هذا الوباء، ولكني أعرفك قويّة وواعية ، بل أكثرنا وعيا ودراية بمواجهة المواقف الصعبة.

أعلم أن الفيروس لن يستطيع إلحاق الهزيمة بك، بل ستنتصرين عليه بشجاعتك ووعيك والتزامك الشديد بكلّ ما يجب عليك اتخاذه من إجراءات.

أنت يا صغيرتي أقوى من المرض.

أنت من كنت دائما تملأين أركان بيتنا الصغير بهجة وفرحا وابتهاجا.

أنت الإبتسامة الدائمة في بيتنا … أنت ملاكنا الحارس … أنت بقلبك الطاهر وبعقلك النّيّر ستتغلّبين على هذا القيروس اللئيم.

ستنتهي أيام الحجر والعزل الإجباري، وستعودين وعلائم النصر ترتسم على محيّاك يا حبيبتي.

ستعودين أقوى وأجمل وأبهى …

نعم … ستعودين … ستعودين!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.