عملية القنيطرة وألاعراب والمتأسلمين ..وقوى المقاومة…والثنائية المتناقضة / هشام الهبيشان

 

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الأربعاء 21/1/2015 م …


يتسائل الكثيرين من الذين تابعو تداعيات الغارة الصهيونية ألاخيرة على مدينة القنيطرة والتي ادت لاستشهاد مجموعة من كوادر المقاومة الاسلامية “حزب الله ” وشهيد من جمهورية أيران الاسلامية ، عن غياب أي موقف أعرابي رسمي يستنكر أو يدين على الاقل هذه الهجمة الصهيونية الهمجية التي قام بها الكيان المسخ على  أراضي الدولة السورية،، ولكن بعض هؤلاء المتسائلين عن غياب هذا الموقف العربي الرسمي، لايدركون للأن أن الكثير من الانظمة العربية الرسمية هي شريك فعلي للصهاينة وللغرب بمشروع تدمير الدولة السورية بكل أركانها,,وهم شركاء فعليين كذلك بضرب قوى المقاومة المعادية للكيان الصهيوني.

فلقد أسقطت مجموعة الحروب الصهيو -امريكية -الاعرابية، ألاخيرة التي أستهدفت منطقتنا،، وأخرها الحرب الاخيرة المفروضة على الدولة السورية  ومجموع قوى المقاومة بالمنطقة الكثير من الاقنعة التي تقنعت بها بعض الأنظمة الرسمية العربية والانظمة المتأسلمة بمنطقتنا، التي يخفون خلفها حقيقة عمالتهم الواضحة للمشروع الصهيو -أمريكي، الذي يستهدف منطقتنا وشعوبها وثرواتها وحضارتها وعقيدتنا الاسلامية بشكل خاص والمسيحية الشرقية بشكل عام.

ولهذا فأن الحديث القديم الجديد عن عمالة هذه الشرذمة للمشروع الصهيو -امريكي في المنطقة هوحديث قديم من قدم اغتصابهم لعروشآ اغتصبوها وكراسي لم يستحقوها،، والكثير من المثقفين العرب يعلمون كيف وصل الكثير من هؤلاء لكراسيهم،، و على حساب مقايضات قذره عكست بجملة ما تعكس حالة الارتهان للمشروع الصهيو -امريكي الذي تعيشة الامة اليوم بمنطقتنا.

وفي اخر فصول عمالة هذه الانظمة هي مشاركتهم الواضحة بمسار التدمير الممنهج للدولة السورية بكل اركانها،ومحاولة ضرب قوى المقاومة بالمنطقة بالشراكة مع الكيان الصهيوني ، والكل يعلم ان كثير من الانظمة العربية والمتأسلمة بالاقليم لها دور كبير بهذا التدمير الممنهج للدولة السورية،، ولايخفى على احد بهذه المرحلة مدى التلاقي بين مشاريع الانظمة الرجعية والمتأسلمة العربية والاقليمية مع المشروع الصهيو -الامريكي،، على الارض السورية،، فجميع هذه المشاريع التقت على هدف واحد وهو اسقاط الدولة السورية بكل اركانها،لتضييق الخناق على قوى المقاومة بالمنطقة ، كتمهيد لاسقاط المنطقة ككل بحالة الفوضى، لخدمة المشاريع والاهداف المستقبلية للكيان الصهيوني بمنطقتنا،، ومن ناحية أخرى ستستفيد هذه الانظمة الرجعية والمتأسلمة من حالة الفوضى ككل،، بتثبيت أعمدة أركان حكمها بعد أن شارفت على ألانهيار.


ومن هنا يظهر وأضحآ مدى توحد وتلاقي المشروع الصهيو -امريكي، ومشروع الانظمة الرجعية والمتأسلمة فوق الجغرافيا السورية،، فالصهاينة كان لهم دور بارز بهذه الحرب المفروضة على الدول السورية،، فهم بهذه الحرب أستطاعو أن يحققو ماعجزو عن تحقيقه منذ عقود،، وهو الوصول الى نشر الفوضى والدمار الممنهج بالدولة السورية،ومن خلال ذلك حسب رؤية الصهاينه وحلفائهم سيتم تضييق الخناق على قوى المقاومة بالمنطقة , وخصوصآ بعد أن أنجزو مخططهم بضرب وحدة واستقرار وقوة العراق ولبنان، وكل ذلك موجود برؤيتهم الاستراتيجية لطبيعة مستقبل المنطقة ككل،، وأشير ألى كل ذلك بوثيقة كيفونيم الاسرائيلية الصادرة عام 1982 والتي تحدثت عن اطر عامة يجب أن يعمل بها قبل اعلان قيام دولة اسرائيل الكبرى،، فتدمير سورية ونشر الفوضى بها هوجزء من مشروع كبير يستهدف تسهيل قيام دولة أسرائيل الكبرى على انقاض الدول التي يجري تدميرها بشكل ممنهج بهذه المرحلة وسورية جزء من هذه الدول.

أما امريكا بدورها فقد أختارت سوريا لتكون هي ألنواة لانطلاق مشروعها الهادف لضرب واسقاط مجموعة اهداف فحربها بالمنطقة وبنصف العالم الاخر الذي منطقتنا جزء منه هي حرب طويلة ولا تتوقف عند حدود سورية، بل ستشمل قوى المقاومة الاخرى بالمنطقة وروسيا كهدف مقبل وايران وكوريا الشمالية والصين التي بدأت رياح الفوضى الخلاقة الامريكية تحرك بعض من فيها مؤخرآ، وستمتد لاركاع قوى اقتصادية وهي الهند وجنوب افريقيا والبرازيل، وبنك الاهداف الامريكي مليئ بالاهداف الاخرى بهذا العالم ولكن الرؤية الامريكية تعتمد على اسقاط هدف تلو ألأخر بالاعتماد نوعآ ما على نظرية احجار الدومينو.

ومن جهة أخرى نستطيع أن نقرأ بوضوح مدى تماهي والتقاء وتوحد المشروعين الاخواني -الوهابي، مع المشروع الصهيو -أمريكي،، فالانظمة المتأسلمة بالمنطقة بأتت متيقنه من حتمية سقوطها شعبيآ بسبب سياسات الفساد والافساد التي تمارسها هذه الانظمة القمعية على شعوبها،، ولذلك أتجهت الى بناء أستراتيجية أستخباراتية تهدف الى نشر الفوضى المذهبية والعرقية والدينية وتغذية الحروب الدينية والتحشيد المذهبي،، وتمويل الجماعات المتطرفة بالدول المحيطة لضمان استمرار بقاء هذه الانظمة المتاسلمة والرجعية بسدة الحكم، فكلما طالت حالة الفوضى بالاقليم كلما طالت فترة بقائهم على كراسي الحكم.

وبالنهاية،، يمكن القول ,لكل من يراهن أو يتسائل عن مواقف غائبة  لدول أعرابية أو متاسلمة  تشجب او تدين الهجمة الصهيونية الشرسة على قوى المقاومة ,,فألاجابة هنا لمن يتسائلون عن أسباب غياب المواقف المنددة بالهجمة الصهيونية ,,هو أن نفس هذه الدول ألاعرابية والمتأسلمة هي شريكة للكيان الصهيوني وداعمه له بهذه الهجمة ,,والرهان الوحيد في هذه المعركة ” المصيرية “هو فقط على قوة وتماسك الجيش العقائدي العربي السوري،، وقوة ومتانة التحالفات الاقليمية والدولية للدولة السورية مع قوى المقاومة بالاقليم ،، فهذه القوى بمجموعها ساهمت” مرحليآ “بصد هذا المشروع، الهادف الى اغراق كل الجغرافيا العربية والاقليمية بحالة الفوضى، ولكنها لم تجهز عليه للأن،فتوحد المشاريع الاعرابية والمتأسلمة والتقائها مع مشاريع الصهاينة ،، تحتاج لوقت وعمل “طويل” حتى يتم أستئصال سمها بشكل كامل لأنها لن تنتهي الا بقطع رأسها المدبر لها وهو الكيان الصهيوني وحلفائه أينما وجدو …..

* كاتب وناشط سياسي -الاردن.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.