من قتل لقمان سليم ؟ إتهام الحزب بقتله لإحياء ” الثورة ” بدم ” الثوار / عمر معربوني

من المؤكد ان لقمان سليم الناشط الشيعي كان من أشرس المعارضين للحزب ، وعمل بكل جهده على شيطنته ، ولم يترك فرصة او مناسبة الاّ واستخدمها في المواجهة الشرسة ضد الحزب .

من قتل لقمان سليم - المراقب

لقمان سليم كان معروفاً بعلاقاته المتشعبة وترجم عداءه للحزب وسورية عبر الكثير من النشاطات الإعلامية والسياسية .

ولمن يتابع لا يوجد ما هو خافي ، فلقمان سليم كان الحاضر دائماً للإجابة عن أسئلة السفارة الأميركية وتنفيذ طلباتها.

في البداية سأستعرض بعض جوانب العلاقة بين لقمان سليم والأميركيين

للقول ان لقمان سليم يعمل منذ مطلع العام 2000 أي منذ 21 سنة بمواجهة الحزب ويسكن في الضاحية الجنوبية في قلب البيئة الحاضنة للمقاومة ولم يتعرض له أحد فلماذا نشهد كل هذا السعار بعد ساعات على مقتله في اتهام الحزب ؟

والحزب العارف بدقائق الأمور ومستوى الشيطنة التي يعمل عليها الأميركيون يعلم ان قتل لقمان سليم سيضعه في موقع الاتهام ولكنه يعلم ان كل نشاطات لقمان سليم لم تؤثر في الحزب وفي بيئته فلماذا يقتله ضمن احدى مناطق نفوذه ؟

أليس المنطقي لو ان الحزب يريد قتله كان قتله خارج مناطق نفوذه ليبعد التهمة عنه ؟

أولا لا بدّ من تعريف القارئ على لقمان سليم وقد أخترت فقط احد جوانب علاقته بالأميركيين للدلالة على دوره ونشاطه .

فهو كما تقول البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية في عوكر يمدّها بالمعلومات ويلبّي دعواتها إلى عوكر وواشنطن.

هو ” مصدرنا الدائم للمعلومات” ، حسب السفارة، وعلامته الفارقة أنه ” يسكن في الضاحية الجنوبية لبيروت “ ، كما يحلو دائماً للسفراء أن يلحظوا في برقياتهم.

صفته ” المدنية ” البريئة ” ناشط في المجتمع المدني” ورئيس جمعية ” هيّا بنا ” ” غير الحكومية” المموّلة من الحكومة الأميركية.

نشاطاته الأساسية شبه اليومية خلال عامي 2008 ـــ 2009 تتراوح بين الإخبار وتقديم النصح للأميركيين في خططهم السياسية، وتجميع معارضين لـ«حزب الله» وحركة أمل وتعريفهم بالسفير، وطبعاً الحفاظ على تمويل جمعيته ” غير الحكومية ” .

علاقة لقمان سليم مع الأميركيين ظهرت للعلن من خلال وثائق ويكيليكس التي فضحت البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بخصوص لقمان سليم ونشاطاته .

وفي احدى البرقيات ورد رقم (08BEIRUT391) والتي جاء فيها : يُعَدّ من صقور ” المعتدلين الشيعة ” في آرائه بشأن حزب الله.

تذكر القائمة بالأعمال الأميركية ميشال سيسون في إحدى أولى جلساتها مع سليم أنه ” لا يعدّ من الشيعة المعتدلين الذين يؤمنون بإمكان دمج حزب الله في لبنان، بل هو يرى في الحزب قوة تتحكّم فيها سوريا وإيران، وهدفها فقط السيطرة على البلد ” .

برقية أخرى تشير الى رغبة لقمان سليم بالتعاون مع الإسرائيليين وهي البرقية رقم (08BEIRUT750) ورد فيها ” أدهشنا سليم برغبته في التواصل مع الإسرائيليين” ، تقول البرقية وتنقل عن سليم قوله: ” هناك الكثير من الأمور التي سأختلف عليها مع الإسرائيليين، لكني واثق من أن هناك أرضيات مشتركة كثيرة يمكن البناء عليها” .

البرقية تضيف أن سليم قال “إنه التقى مع مستشار سابق لبنيامين نتنياهو في واشنطن، وأنه وافق على البدء بحوار معه” .

لقمان سليم أيضا من اللذين اسّسوا ” اللقاء العلمائي المستقل ” وهو اللقاء الذي اعتبره الأميركيون الخطوة الأولى لمواجهة حزب الله في قلب المجتمع الديني العلمائي.

ومما جاء في البرقية رقم (08BEIRUT750 ) ان زوجة لقمان سليم، مونيكا بورغمان، وهي مخرجة سينمائية فرنسية الأصل ترافق زوجها إلى اجتماعات السفارة في بعض الأحيان، وتتطوّع بدورها لمدّ الدبلوماسيين بمشاهداتها من منطقة الضاحية الجنوبية حيث تعيش، كما فعلت خلال عشاء أقيم في السفارة عقب اجتماع الدوحة .

بورغمان هي أيضاً ” ناشطة في جمعية غير حكومية” كما تصفها برقيات السفارة، لكنّ مداخلتها أمام السفيرة الأميركية والدبلوماسيين لم تكن عن نشاطاتها كسينمائية، بل تضمنت رصداً لأجواء الضاحية الجنوبية لبيروت خلال أحداث ٧ أيار.

وحتى لا اطيل كثيراً في استعراض البرقيات وهي بالعشرات يكفي ان اشير الى ما قام به لقمان سليم خلال السنة السابقة من نشاطات في خيم ” الثورة ” وعبر اللقاءات الإعلامية في التصويب على حزب الله .

إشارة أخيرة حول الجمعية التي يرأسها لقمان سليم تبين بحسب احدى البرقيات الأهداف التي تسعى اليها الجمعية فخلال الحديث عن المنظمات التي يجري تمويلها من الحكومة الأميركية وهو ما جاء في البرقية رقم (09BEIRUT417)، تعرّف السفيرة سيسون «هيا ينا» بكونها «تساعد الشيعة المحايدين والشخصيات الشيعية المستقلة لتحقيق الإصلاح السياسي ولخلق بديل من حزب الله وحركة أمل ضمن المجتمع الشيعي».

وفي إحدى البرقيات (08BEIRUT1326 ) تحوّلت «هيا بنا» إلى ماكينة انتخابية تعمل لمصلحة أي مرشح شيعي مناهض لحزب الله وأمل. وفي البرقية نفسها تحولت المخيمات الصيفية التي نظمتها «هيا بنا» في منطقة اليمونة و شمسطار إلى مصدر معلومات ونميمة عن تحركات حزب الله في المنطقة وخلافاته مع إحدى العائلات هناك.

في الخاتمة يبدو واضحاً ان ما تم استخدامه من أسلوب مقيت منذ اغتيال الرئيس الحريري سنة 2005 في الاستغلال بالدم يعود ولكن هذه المرّة لإحياء ” الثورة “٨ بدم احد ” ثوارها ” ، فالساحات موجودة ، والفضائيات متاحة ، والمال الأميركي متوفر ، فلنستعد لجولة جديدة من السعار بمواجهة الحزب والمقاومة ، لن تصل الى أي نتيجة .

إضافة الى امر لا بد من توضيحه وهو امر مرتبط بالإدارات الأميركية المتعاقبة والتي تعمل استخباراتها بعد كل تغيير في الإدارة على التخلص من بعض عملائها لاستخدامهم كضحايا ومنصات لزيادة حجم النقمة على الجهة المستهدفة وصناعة رموز جديدة اكثر فاعلية من الذين تتم تصفيتهم .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.